«الوليد بن طلال» يتوقع إطلاق سراحه خلال أيام
أحلام القاسمي
قال الملياردير السعودي الأمير «الوليد بن طلال»، إنه يتوقع تبرئته من ارتكاب أي مخالفات وإطلاق سراحه خلال أيام.
كان «بن طلال» يتحدث في مقابلة حصرية مع رويترز في جناحه بفندق ريتز كارلتون بالرياض، حيث تحتجزه السلطات منذ ما يزيد على شهرين مع عشرات المشتبه بهم الآخرين.
وأضاف «بن طلال» أنه لا يزال يصر على براءته من أي تهمة بالفساد خلال المحادثات مع السلطات، متوقعا أيضا ألا يتنازل عن أي أصول، وأن يواصل السيطرة على شركاته كلها.
وأشار إلى أنه يتلقى معاملة طيبة أثناء احتجازه، ووصف شائعات إساءة معاملته بأنها محض كذب، وقال إن أحد أسباب موافقته على إجراء المقابلة هو تفنيد مثل هذه الشائعات.
وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها «بن طلال»، أحد أبرز رجال الأعمال في المملكة، علنا منذ احتجازه.
وأضاف في المقابلة التي جرت بعد قليل من منتصف الليل «لا توجد اتهامات. هناك بعض المناقشات بيني وبين الحكومة… أعتقد أننا على وشك إنهاء كل شيء خلال أيام».
وبدا الشيب أكثر على الأمير السعودي وبدا أكثر نحافة مقارنة بآخر ظهور علني له خلال مقابلة تليفزيونية في أكتوبر/ تشرين الأول وقد نمت لحيته أثناء احتجازه.
وفي أحد أركان مكتبه وضع حذاء رياضي، قال الأمير إنه يستخدمه في ممارسة الرياضة، وكان جهاز التليفزيون يعرض برامج إخبارية عن الشركات ووضع على مكتبه قدح طبع عليه صورة وجهه.
وأكد أن قضيته تستغرق وقتا طويلا لأنه مصمم على تبرئة ساحته تماما لكنه يعتقد أن القضية انتهت بنسبة 95%.
وأضاف «هناك سوء فهم ويجري توضيحه. لذلك أود البقاء هنا حتى ينتهي هذا الأمر تماما وأخرج وتستمر الحياة».
وقال إنه يعتزم مواصلة الحياة في السعودية بعد إطلاق سراحه.
وفي وقت سابق، نشرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» تقريرا عن وساطة قام بها رجل الأعمال الكندي من أصول سعودية «ألن بندر» بين الملياردير السعودي المحتجز «الوليد بن طلال» وسلطات المملكة.
ووفق التقرير فإن «بندر سافر خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى السعودية؛ لبدء مفاوضات لتسوية اتهامات الفساد الموجهة له».
وقال «بندر» إن السلطات السعودية طلبت منه الحضور إلى المملكة الشهر الماضي، واستخدام المواجهة كدليل ضد «بن طلال» فيما يتعلق بأمر شخصي للغاية؛ إذ كان وسيطاً في مفاوضات تتعلق بهذا الشأن الشخصي للأمير».
وأضاف أنه لم يسمح له بمقابلة «بن طلال» وجها لوجه؛ إذ أخذه مسؤولون سعوديون إلى مكان بجوار فندق «ريتز كارلتون» بالعاصمة الرياض، وتواصل مع الأمير صوتا وصورة عبر هاتف، ليقرأ عليه مجموعة من الاتهامات، في خطاب أعدَّته السلطات السعودية.
وفي رده على سؤال هل هناك أي دلالات على أن «بن طلال» كان يتعرض لمعاملة سيئة أو شيء من هذا القبيل؟ قال «بندر»: «لم تبدُ عليه علامات تعذيب، لكنه بدا غير مرتاح ومضطربا، لم يكن حليق الذقن، لم يبدُ أنه في حالة جيدة، كان متعبا».
وأكد «بندر» أن «بن طلال لم يبدُ على هيئته المعتادة، وبدت عليه معالم الإعياء، وكان يرتعش أثناء قراءتي الخطاب».
ورجح «بندر» أن يكون «بن طلال» غير محتجز في «ريتز كارلتون»، قائلا: «كانت الغرفة أشبه بزنزانة في أحد السجون. لا أعتقد أنها (هذه الغرفة) في فندق على الإطلاق».
وتشير عدة تقارير إعلامية إلى أن الأمير «بن طلال» يرفض، منذ اللحظة الأولى لاعتقاله، تقديم أي تنازل، ويرفض حتى التحقيق معه.
ومنتصف الشهر الجاري، نقلت «رويترز» عن مسؤول سعودي قوله إن الأمير «الوليد بن طلال»، يتفاوض على تسوية محتملة دون التوصل لاتفاق.
وقال المسؤول، الذي قالت الوكالة إنه طلب عدم نشر اسمه، إن «الأمير الوليد بن طلال عرض رقما معينا ولكنه لا يتماشى مع الرقم المطلوب منه وحتى اليوم لم يوافق المدعي العام عليه».
وأوضحت الوكالة نقلا عن مصدر ثان، وصفته بالمطلع على القضية، أن «الأمير عرض تقديم تبرع للحكومة السعودية مع تفادي أي اعتراف بارتكاب أخطاء وأن يقدم ذلك من أصول من اختياره»، لكنه أضاف أن «الحكومة رفضت هذه الشروط».
ويعتبر «بن طلال» من أغنى رجال العالم العربي بثروة تبلغ 16 مليار دولار، ويمتلك 95% في شركة «المملكة القابضة»، وهي شركة استثمارات ضخمة مقرها الرياض، كما أن لديه سلسلة عقارات وفنادق وأسهم حول العالم.
وبدأت السلطات السعودية، في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حملت اعتقالات طالت نحو 200 أمير ومسؤول بالبلاد، بتهم «فساد» و«استغلال النفوذ»، لكن تقارير غربية ومصادر مطلعة تؤكد أنها خطوة في إطار تسهيل مهمة انتقال السلطة لولي العهد «محمد بن سلمان» (32 عاما).
المصدر | الخليج الجديد + رويترز