رجل “الانقلاب” الفاشل على قطر مقيّد في الإمارات
تقرير هبة العبدالله
شيخ الانقلاب المفترض في الدوحة انقلبت عليه أبو ظبي. حولت الضيافة الكريمة من الإمارات إلى احتجاز مهين بحق الشيخ القطري الذي هيأته السعودية والإمارات على مدى الأشهر الماضية ليكون حاكم قطر المستقبلي.
لم يكن اسم الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني حاضًرا في عالم السياسة قبل الأزمة الخليجية. ولم يعرف عنه أداء أي نشاط سياسي خلال السنوات الماضية بل إن المعلومات عنه تقتصر على تحركاته البارزة في مجال الأعمال الحرة والعقارات.
لكن فجأة، ظهر عبدالله آل ثاني كمعارض جديد لقطر تصاحبه حملة واسعة من التلميع والإشهار بهدف تهيئته لاستلام الحكم في قطر، وقد نشرت وسائل الإعلام التابعة لدول الحصار اسمه بقوة على أنه يحظى بقبول واسع داخل أسرة آل ثاني وبين القطريين عمومًا، بما يكشف عن الاستعدادات السعودية العالية للعب ورقة الشيخ القطري كبديل محتمل من أحد أبناء العائلة القطرية الحاكمة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.
خرج اسم عبدالله آل ثاني إلى العلن للمرة الأول في 6 أغسطس / آب 2018 عندما ذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استقبله في “قصر السلام” في جدة. وفي اليوم التالي، كان آل ثاني يلتقي الملك سلمان في مدينة طنجة المغربية، ليفتح شيخ الانقلاب المفترض مرحلة جديدة من الحرب الخليجية على قطر.
فقد أنشأ حساباً على موقع “تويتر” سرعان ما تم توثيقه بالعلامة الزرقاء وحظيت تغريداته على محدوديتها بانتشار كبير. وبينما شكك كثيرون بأن الحساب تديره الأجهزة الأمنية السعودية، فُهم من النشاط الجديد للشيخ القطري سعي دول الحصار إلى النفخ في صورته الإعلامية.
قدم عبدالله آل ثاني، في تغريداته على “تويتر”، نفسه كمتابع للشأن القطري وكوسيط مؤثر لصالح الشعب القطري في ظل الخلاف القائم مع السعودية، كما حاول لعب دور الوسيط مع المملكة لفتح الحدود البرية للحجاج القطريين. ثم، في 17 سبتمبر / أيلول 2017، أصدر بيانا دعا فيه الحكماء من الأسرة والشعب القطري إلى الاجتماع للتباحث عن كل ما يخص الأزمة.
توج بيان العضو البارز حديثًا في الأسرة القطرية الحاكمة محاولة دول الحصار التخطيط لانقلاب في قطر. وحل ضيفًا على قناة “العربية” التلفزيونية السعودية للحديث عن الردود الإيجابية التي تلقاها من أعضاء في أسرة آل ثاني الحاكمة وشخصيات قطرية أخرى، كما وصفته صحيفة “البيان” الإماراتية بأنه “صوت العقل الذي فتحت له قلوب القطريين”.
جاء ظهور آل ثاني كرسالة إلى القيادة القطرية بأن الأزمة ستنتهي لصالح دول الحصار. وكان الهدف من نشر اسمه تثبيت حضوره على الساحة القطرية وتأمين الدعم الشعبي اللازم لتوليه السلطة لكنه لم ينجح في كسب الحاضنة الشعبية أو تشكيل تهديد جدي لأمير قطر.