خالد الجيوسي: تَمرّد داخل العائلة الحاكِمة السعوديّة: هل يَخدم استعراض القُوّة للتخويف الحاكِم؟
خالد الجيوسي
كان لافِتاً، كيف اهتمّ الإعلام السعوديّ باستعراض قُدرات كتيبة ما سُميّت بكتيبة “السيف الأجرب”، وقُدراتها، وعدد مُنتسبيها، وإلى ما هُنالك من أمورٍ تتعلّق بالقُوّة، وهي الكتيبة التي تتبع لوليّ العَهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وتقوم بمهامٍ خاصّة، وقد تعرّف عليها السعوديون مُؤخّراً، في ظِل الحَديث عن قِصّة الأُمراء المُتجمهرين في قصر الحُكم، وعلى إثر تداول شائعات التمرّد داخل العائلة الحاكِمة.
“الحِوار المَسائي”، برنامج قناة “السعودية 24″، استعرض مُقدّمه صُوراً لرجال الكتيبة المَذكورة، وذكر أن استخدامهم في حادثة الأُمراء، يُعطي رسالةً مفادها أن القوانين تُطبّق على الجميع في بلاد الحرمين، حتى وإن كانوا برُتبة أُمراء، وربّما أغفل الزميل المُذيع برأينا أن رسالته أو تعليماته أعمق، وتَشمل الشعب، الذي من المفروض أن يعي تماماً مخاطر الاعتراض والانتقاد، وربّما الخُروج عن ولي الأمر، وهو الذي لا يَحمل في صفاته إلا صفة مُواطن لا صاحب سمو.
“يُبدع″ ويُسهب الإعلام السعودي، في ترويج فكرةٍ ما تُمثّل الأفكار “العميقة” للنظام الحاكم في البِلاد، ويبدو فيما يبدو أن الترويج لتلك الكتيبة (السيف الأجرب) التي يتميّز رجالها بالقُوّة والقُدرات الجسديّة، وربّما العقليّة، ينم عن حالة استعراض قوّة، أو ربّما تخوّف من الظهور بحالة ضعف، وهو ما سعى له بن سلمان، من خلال استعراض قُدراته في القبض على الأُمراء، الذين فقط وكما تقول الرواية الرسميّة، اعترضوا على عدم دفع الدولة فواتير الماء والكهرباء.
لا نَعلم حقيقةً ما هي صِحّة رواية التمرّد داخل العائلة الحاكمة، ومن هو المَسؤول عن ترويج تِلك الشائعة من إيران وغيرها، لو كانت شائِعةً بالفِعل في ظِل تنامي الاعتراض على تَصرّفات الأمير بن سلمان، من قبل الكثيرين، والذين يرون في حُكمه، تَسرّعاً، وحتى إخفاقات.