الشيخ النمر مناضل ومفكر سياسي واجتماعي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2142
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

مسيرة نضال نيرة حاكاها الشيخ نمر باقر النمر في حياته كما في شهادته مُعبّدةً بالعمل الفكري والجهادي وبرؤية تحليلية دقيقة وموضوعية لمجريات الواقع الاجتماعي والسياسي، عمَّدها بما لديه من ثقافة غزيرة ومتنوعة وبنظرة ثاقبة في المستجدات الواقعة.
تقرير: هبة العبدالله
 هو عالم دين شيعي من مواليد بلدة العوامية التابعة لمحافظة القطيف. ينتمي إلى عائلة دينية رفيعة في المنطقة برز فيها علماء وخطباء حسينيون مثله.
سافر الشيخ نمر باقر النمر إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد إنهاء دراسته الثانوية في مدينة العوامية عام 1980 والتحق بحوزة الإمام القائم () العلمية في مدينة طهران، حيث أتم دراسة الأصول والفقه.
بلغ سماحة الشهيد مرتبة الجهاد، وأثرى الساحة الإسلامية بمئات الأبحاث والمقالات والمحاضرات الرسالية، وأنشأ “حوزة القائم” الرسالية في العوامية. وبالإضافة إلى مرتبته العلمية المرموقة، فإنه لم ينقطع عن ممارسة مسؤولياته التربوية والتثقيفية والاجتماعية.
عُرف عن الشهيد الجد والاجتهاد والإيمان العميق وقد شهد له الجميع ممن عرفه ودرس معه بأنه فاق أقرانه وكان شجاعاً وصريحاً ويدافع عن الحق بكل قوة.
تبنى مشاريع ونشاطات عدة في الساحة المحلية والإقليمية بالذات كان لبعضها تأثيراً ملحوظاً على المستوى الديني والفكري والاجتماعي والسياسي، ساهمت في خلق الوعي الديني والرشد الفكري.
وسعى جاهداً إلى تفعيل دور المرأة في المنطقة واستثمار طاقاتها في المجالين الديني والاجتماعي وعمل على صقل كفاءتها وإبرازها في الوسط النسائي.
وإلى جانب دوره الديني التقليدي المتمثل في الوعظ والتربية، اهتم الشيخ النمر اهتماماً مكثفاً ومتصاعداً بالمطالبة بالحقوق السيساية والمطالبة باحترام حقوق الإنسان، وذلك بجرأة لم تألفها الحكومة السعودية.
وفي عام 2007 قدم إلى نائب أمير المنطقة الشرقية عريضة نموذجية غير مسبوقة تجسد المطالب الشيعية في المملكة اشتهرت بـ”عريضة الكرامة”، في خطوة جريئة شكلت نقلة نوعية في طرقة المطالبة بالحقوق بعيداً عن المديح والاستجداء.
ركز في خطبه على المطالبة بالإفراج عن معتقلي الرأي على مختلف انتماءاتهم الدينية والفكرية والمناطقية. وأولى اهتماماً مستمراً ودائماً بالمطالبة بتطبيق الأنظمة والمعايير الدولية وأنه لا يجوز تجريم وسجن أصحاب الرأي عبر كثير من الخطابات والكلمات التي ألقاها.
طالب بالعدالة للجميع، فكان يرى أن الجميع يتساوى في الحقوق بغض النظر عن الدين أو المذهب وكان يطالب في خطاباته التي تتناول الشأن المحلي بالحقوق لجميع المواطنين من دون استثناء.
وعلى الرغم من القيود الصارمة التي تفرضها الحكومة السعودية على حرية التعبير، فقد انتقد النمر النظام السياسي ودعا إلى الإصلاح. وفي خطابه السياسي التوعوي، تحدث عن دور الحكومة السياسي في بث حالة الفرقة والشقاق بين أبناء الشعب الواحدة.
وفي أكثر من مناسبة، تحدث النمر عن أن الكلمة سلاح التغيير السياسي الحقيقي، مستبعداً بل ومحرماً استخدام السلاح لترسيخ أهمية سلمية التغيير والاحتجاج.
استمر الشهيد النمر في التعبير عن رأيه في الحكومة السعودية في مناسبات مختلفة في مواضيع تتعلق بسياساتها الداخلية والخارجية، واتخذت مساعيه الإصلاحية خطوة انتقالية عندما أعلن صراحة في ليلة العاشر من محرم عام 2008 تشكيل جبهة المعارضة الرشيدة والتي من وظيفتها ومسؤولياتها معارضة الفساد الاجتماعي والكهنوت الديني والظلم السياسي الواقع على المواطنين الشيعة في السعودية.
ةفي عام 2009، وبعد اعتداء القوات السعودية على زوار مقبرة البقيع، رفع الصوت عالياً ونادى بالكرامة أولا وفق مقولته الشهيرة “كرامتنا أغلى من حياتنا”.
ثم في فبراير / شباط 2011، بدأ النمر بسلسلة خطب ركز فيها على اعتبار الحرية السياسية مقدمة لجميع الحريات، واستمر بنشاطه هذا مع تصاعد الأحداث في المنطقة الشرقية وحتى اعتقاله. وكانت خطبه الأخيرة هي الأجرأ والتي حملت معظم مقولاته الشهيرة، إذ كان الشيخ الشهيد على بصيرة من المصير الذي سيواجهه ولكنه لم يتراجع.