«معارضة قطرية» في الرياض تُعكّر «اليوم الوطني»
مع دخول الأزمة الخليجية شهرها السادس من دون أيّ بوادر للحل، توّج «اليوم الوطني» لقطر، أمس، مساراً تصاعدياً ممتداً منذ بدء الحملة الرباعية في الخامس من حزيران الماضي، وقطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر ودول أخرى علاقاتها الديبلوماسية مع قطر، وإغلاق كافة المنافذ الجوية والبرية والبحرية معها.
وبين الدوحة والرياض، تبادلت قطر و«الرباعي» رسائل سياسية وأخرى عسكرية، فاتحةً الباب أمام مزيد من التصعيد؛ ففي «العيد الأول» منذ الأزمة، تحوّل «كورنيش» الدوحة مسرحاً للرسائل إلى دول المقاطعة، مفادها أنّ البلاد تستطيع بـ«قوة التلاحم بين الشعب والقيادة» و«ثقة المجتمع القطري بقيادته»، إحباط محاولة الرياض صياغة معارضة من أمراء وقبائل، برئاسة سلطان بن سحيم آل ثاني. وحيث رفرف علم قطر وحيداً خلال احتفالات العيد الوطني للمرة الأولى (دأبت الدوحة سابقاً في هذا العيد على رفع أعلام الدول الخليجية)، شهدت الاحتفالات أكبر مسير وطني في تاريخ البلاد، تحت شعار «أبشروا بالعز والخير»، تضمّن عرضاً احتفالياً ضخماً، شاركت فيه القوات المسلحة وقوات وزارة الداخلية وقوى الأمن الداخلي وقوات الحرس الأميري، تأكيداً لفشل محاولات السعودية والإمارات إرباك النظام وزعزعة استقراره من الداخل.
من جهته، رأى وزير الخارجية القطري، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء القطرية، أن «أجمل ما كشفته الأزمة الراهنة هو ذلك التناغم والتلاحم والتعاضد بين الشعب والقيادة في مواجهة التحديات المفروضة والمساعي الرامية إلى كسر الإرادة وفرض الوصاية».
أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، أشاد بالشعب القطري وبما وصفه بـ«الصلابة في الدفاع عن استقلال وطنهم»، واستذكر في تغريدة على «تويتر» «تضحيات الآباء والأجداد من أجل عزة الوطن وسؤدده»، ولم يذهب إلى الحديث عن تلك «التضحيات» إلاّ رداً على محاولات الرياض العزف على وتر الخلافات بين «آل ثاني»، والذي بدأ في بيان أصدره ما عُرف بفرع «أحمد بن علي من أسرة آل ثاني»، في أيار الماضي، حيث اعتذروا للملك سلمان عن تصرفات الأمير تميم، مطالبين الأخير بالتنحّي، وفقاً لما ذكرته صحيفة «الرياض» السعودية في حينه، ثم بعده استقبال الملك سلمان ونجله وليّ العهد محمد، عبدالله بن علي آل ثاني في جدة، وهو شقيق حاكم قطر السابق، أحمد بن علي، والذي تمت إطاحته من قبل وليّ عهده وابن عمه، خليفة بن حمد، جدّ أمير قطر الحالي تميم في عام 1972.
وبينما تؤكد الدوحة أنّ «أزمة الحصار» وحّدت الشعب القطري، اجتمعت «المعارضة القطرية» تحت عنوان «إنقاذ قطر»، في الرياض أمس، برئاسة سلطان بن سحيم آل ثاني، الذي توجّه إلى القطريين بأنّ الاحتفال الحقيقي سيكون يوم «عودة قطر إلى عروبتها وحضنها الخليجي».
الاجتماع الذي ضمّ أكثر من 20 فرداً من آل ثاني، معظمهم من الجيل الجديد من أبناء العائلة، حسبما نقلت وسائل إعلامية سعودية، مثّل منصة الرياض للتلويح بأن دول المقاطعة مستمرة في التصعيد، وأنّ مساعيها لإطاحة تميم عبر انقلاب سادس تأتي مع انعدام الخيار العسكري، فيما يشكل هؤلاء استثماراً سياسياً للرياض، في مرحلة قد تطول.
(الأخبار)
-