خيرا.. السينما تدخل السعودية بعد أعوام طويلة من الحظر

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1926
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

إسلام الراجحي
 أعلنت السعودية، الإثنين، موافقتها على افتتاح دور عرض سينمائي بالمملكة، على أن يبدأ منح الترخيص خلال مدة 90 يوما، وذلك لأول مرة منذ الثمانينيات.
وبحسب بيان صادر عن مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام للمرئي والمسموع، فمن المقرر البدء بمنح التراخيص بعد الانتهاء من إعداد اللوائح الخاصة بتنظيم العروض المرئية والمسموعة في الأماكن العامة، خلال مدة لا تتجاوز 90 يوماً، بحسب وكالة الأنباء السعودية «واس».
وقالت وزارة الثقافة والإعلام في بيان صحفي، إن «الهيئة ستبدأ في إعداد خطوات الإجراءات التنفيذية اللازمة لافتتاح دور السينما في المملكة بصفتها الجهة المنظمة للقطاع».
وأضافت: «سيخضع محتوى العروض للرقابة وفق معايير السياسة الإعلامية للمملكة»، كما أكدت أن «العروض ستتوافق مع القيم والثوابت المرعية، بما يتضمن تقديم محتوى مثري وهادف لا يتعارض مع الأحكام الشرعية ولا يخل بالاعتبارات الأخلاقية في المملكة».
وعبرت الوزارة عن أملها أن تسهم هذه الخطوة في تحفيز النمو والتنوع الاقتصادي عبر تطوير اقتصاد القطاع الثقافي والإعلامي ككل، وتوفير فرص وظيفية في مجالات جديدة للسعوديين وإمكانية تعليمهم وتدريبهم من أجل اكتساب مهارات جديدة.
وبحسب وزير الثقافة والإعلام السعودي «عواد العواد»، فإنه من المتوقع افتتاح أول دور سينما في مارس/آذار 2018.
ويتوقع مراقبون، أن يحدث افتتاح دور عرض سينمائي بالمملكة، أثرا اقتصاديا يؤدي إلى زيادة حجم السوق الإعلامي، وتحفيز النمو والتنوع الاقتصادي من خلال المساهمة بنحو أكثر من 90 مليار ريال إلى إجمالي الناتج المحلي، واستحداث أكثر من 30 الف وظيفة دائمة، إضافة إلى أكثر من 130 ألف وظيفة مؤقتة.
وتأتي هذه الخطوة، بعد مجموعة متنوعة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك إعلان العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، بمرسوم ملكي صدر في سبتمبر/أيلول الماضي، بأن النساء سيسمح لهن بالقيادة إعتبارا من يونيو/حزيران 2018، بعد حظر امتد لعقود.
وخلال الشهور الماضية، وعدت الحكومة بتغيير المشهد الثقافي في إطار إصلاحات «رؤية السعودية 2030»، التي أعلنها ولي ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» العام الماضي، ومن ضمن تلك الإصلاحات إنشاء هيئة حكومية تعنى بالترفيه، قامت بتنظيم عدة فاعليات وحفلات غنائية وموسيقية، لم يكن مسموحا لها من قبل.
وسبق أن أفتي مفتى السعودية الشيخ «عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ»، بتحريم الحفلات الغنائية والسينما، قائلا إنه «لا خير فيها وضرر وفساد كله مفسد للأخلاق ومدمر للقيم ومدعاة لاختلاط الجنسين»، مضيفا أن «الحفلات الغنائية والسينما فساد.. السينما قد تعرض أفلاما ماجنة وخليعة وفاسدة وإلحادية، فهي تعتمد على أفلام تستورد من خارج البلاد لتغير من ثقافتنا».
وفي السياق نفسه، ناشد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ «عبدالله المطلق»، رئيس هيئة الترفيه النظر في ملاحظات بعض الشيوخ والأئمة حول السماح بإقامة حفلات غنائية خلال الأيام المقبلة، ودراسة إنشاء دور سينما بالمملكة.
بيد أن رئيس هيئة الترفيه «أحمد الخطيب»، قال في أبريل/نيسان الماضي، إن السعودية ستفتح دور سينما وستبني دار أوبرا عالمية يوما ما، مضيفا أنه «يمكن للمحافظين ببساطة التزام منازلهم إذا لم يهتموا بالفعاليات».
وحاليا لا يوجد دور عرض سينمائية في السعودية، ولكن توجد دور عرض سينمائية خاصة بالموظفين الغربيين في شركة «أرامكو» في مجمعاتهم السكنية الموجودة منذ الثلاثينيات الميلادية، وتقوم بعض مقرات الأندية الأدبية والثقافية السعودية بعرض بعض الأفلام.
وخلال السبعينات حدث تطور مهم، فبعد أن كانت دور العرض السينمائية مقتصرة على الموظفين الغربيين في شركة «أرامكو»، أصبحت متاحة للمواطنين السعوديين، ثم تحولت الصالات السينمائية إلي الأندية الرياضية السعودية على وجه التحديد، وكان عرضا عشوائيا يفتقد التنظيم والتهيئة اللازمة للمشاهدة والتسويق المناسب، والاختيار الجاد.
وخلال فترة بداية الثمانينات وبعد شهرين من أحداث الحرم المكي في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1979، قامت الحكومة السعودية بإغلاق دور العرض السينمائية المتاحة للمواطنين السعوديين في محاولة منها لاحتواء غضب التيار الإسلامي السعودي بعد أحداث احتلال الحرم المكي من قبل مجموعة متطرفة.
ومنذ سنوات طويلة، تشهد السعودية جدلا واسعا حول إقامة دور للسينما بها، ويتنازع الجدل حول الأمر تياران؛ الأول محافظ يرفض أي مسعى لإقامة هذه الدور، والثاني ليبرالي يدفع باتجاه إقامتها.

المصدر | الخليج الجديد