“ابن سلمان” يدفع بلاده إلى الهاوية..
“هافينغتون بوست”
انتظروا انهياراً فوضوياً صاخباً في السعودية ورأى أن السقوط الحر للمملكة العربية السعودية سيجعل الأزمات الأخرى فيالشرق الأوسط تبدو عابرة.
والمملكة الغنية مفتاح الجهود الأميركية لمكافحة التهديدات الأمريكية الأكثر إلحاحا. وقد قامت بتخزين آلاف الصواريخ الجاهزة للإطلاق وعشرات الآلاف من القنابل والاحتياطيات غير المحدودة من الأسلحة الصغيرة ومئات الدبابات والطائرات المقاتلة وبعض برامج التجسس الأكثر عدوانية المتاحة في العالم.
وتتمتع السعودية بسلطة هائلة على إنتاج النفط الذي يغذي التجارة العالمية عبر خطوط الإمدادات إلى آسيا وتأثيرها في منظمة البلدان المصدرة للنفط. ورغم المخاطر، عمل محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي في السعودية، ما يقرب من ثلاث سنوات على دفع المملكة للتغيير بطرق لم يسبق لها مثيل.
ومن المرجح، وفقا لتقديرات الكاتب، أن يُحقق ولي العهد، على الأقل، بعض النجاح، لكن المسؤولين والخبراء الذين يراقبون المملكة قلقون بشكل متزايد من أساليبه. فإذا كان محمد بن سلمان يدفع بشدة، فإنه يمكن أن يحطم مجتمعه ويُطلق العنان للاحتمال المظلم.
وقد عزز الأمير سلطته بطريقة غير مسبوقة وغير معهودة منذ عصر جده في الثلاثينيات والأربعينات. ويقول الخبراء إن هدفه هو إظهار أن الطريقة الوحيدة للازدهار في السعودية أن تكون الولاء لرؤيته الشخصية وإجراءاته.
وعلى عكس الملوك السعوديين السابقين، لن يكون محمد بن سلمان قادرا على الاعتماد على إرث تاريخي في التعامل عندما يصير ملا، إذ إنه خائف من المنافسين المحتملين في الوقت الراهن، ولكن الخبراء يعتقدون أن الغضب قد تستمر، ولا سيما في الوكالات، وزارة الداخلية مثلا، التي تسيطر عليها منذ فترة طويلة فروع العائلة المالكة التي هُمَشت. ويمكن لهذا الاستياء أن يتفاقم ويستفحل ربما بعد أن يفقد حماية والده وينقض على العرش. وليس من الصعب أن نتصور تعزيز وتمويل وتسليح جيوب داخلية للمقاومة. وقال الكاتب إن الحرب الأهلية السعودية ستكون وحشية ومهددة للغرب بالنظر إلى كمية الأسلحة الأميركية والأوروبية المكدسة في المملكة ومخزونها من المقاتلين الجهاديين.
ويمكن أن تؤدي التصدعات الداخلية أيضا إلى مزيد من التخبط والعبث خارج حدود المملكة، كما في اليمنولبنان. وفي هذا السياق، نقل الكاتب عن أحد المحللين السعوديين قوله إن استخدام التدخلات الأجنبية لإثارة القومية السعودية هو أحد الأساليب التي يفضلها الأمير لتعزيز الدعم. فالمملكة قد تشرع في مغامرات فوضوية أكثر إدانة دوليا في الخارج، ومن غير الواضح كيف ستنتهي. ورأى الضابط والمحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه)، بروس ريدل، أن السياسة الخارجية لولي العهد السعودي فشلت في تقدير الخروج من أيَ الأزمات التي أشعلتها حتى الآن.
وكان المحللان، مايكل ستيفنس وتوماس جونيو، قد كتبا في العام 2016 أن توقعات الاستقرار النسبي كانت جزءا من أسس العلاقات الأمريكية السعودية. ونقل الكاتب أن “تشوليت”، المسؤول الأمريكي السابق في مركز أبحاث صندوق مارشال الألماني، قد أشار سابقا إلى القلق المتنامي بين مساعدي أوباما في عامي 2011 و2012 عندما بدأت صحة الملك عبد الله آنذاك تتدهور، وبدا، حينها، الخلافة السعودية قد تصبح مشكلة.
عندما تخطئ الرياض، والكلام لـ”تشوليت”، كان لدى واشنطن بعض النفوذ لحثها على حكم أفضل، ولكنَ هذا في بعض الأحيان غير كاف. وفي ظل الرئيس دونالد ترامب، الذي أشاد بصوت عال بحملة محمد بن سلمان، وصهره كوشنر المُغرم بولي العهد، لا يبدو أن التأثير لما هو أفضل وارد.
وأوضح مسؤول أمريكي يعمل في المنطقة أن البيت الأبيض غير راغب في سماع انتقادات لخيارات الأمير محمد بن سلمان، وقال إن الاحتمال الوحيد لتدارك الوضع أن يغير الرئيس الأمريكي، المعروف بتقلبه، رأيه بمفرده.