«بلومبيرغ»: السعودية لن تستطيع هزيمة حزب الله.. وهذه هي الأسباب

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1992
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

بدأت المملكة العربية السعودية مغامرة أخرى للسياسة الخارجية من خلال التدخل في توازن القوى الطائفي الدقيق في لبنان لتقويض حزب الله المدعوم من إيران.

ولكن حتى مع العمل مع الولايات المتحدة و(إسرائيل) في محاولة عزل الحزب، فإن السعوديين قد لا ينتهي بهم المطاف سوى أن يكونوا مجرد إزعاج بسيط للمسلحين الذين امتدت مخالبهم من قلب لبنان في السنوات الأخيرة. فحزب الله صار الآن قوة إقليمية، له مقاتلين في اليمن والعراق ويساعده الرئيس «بشار الأسد» في سوريا.

ويبدو أن رئيس الوزراء اللبنانى «سعد الحريري» كان يقصد حزب الله وحلفاءه الإيرانيين عندما أعلن فجأة استقالته من العاصمة السعودية الرياض يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني زاعما أنه يخشى على حياته. وأثار ذلك مخاوف من أن يتم دخول لبنان مرة أخرى في المعركة بين المنافسين الطائفيين الإقليميين إيران والمملكة العربية السعودية. ولا تزال التوترات متصاعدة، كما أنه لا توجد دلائل على أن فصائل لبنانية أخرى مستعدة أو قادرة على مواجهة حزب الله.

وقال «دينيس سوليفان»، المدير المشارك لمركز الشرق الأوسط في جامعة نورث إيسترن في بوسطن: «إذا خرج الحزب من الأزمة سالما، سوف يعلن رئيسه حسن نصر الله الفوز». وقال «سوليفان»: «لقد فات الأوان لمواجهة حزب الله على الأقل ليس من ضربة واحدة». وأضاف: «القط خارج الحقيبة، وحزب الله خارج لبنان. إنه في كل مكان الآن».

 

ماذا بعد؟

إن الدراما التي شهدت استقالة «الحريري» في نهاية المطاف في المملكة العربية السعودية لم تحل بعد. وقد قال أنه سيعود قريبا لكنه أكد أنه لن يتراجع عن استقالته إلا إذا توقف حزب الله عن انخراطه في دول أخرى.

وكان هذا مطلبا قديما من قبل المملكة العربية السعودية، وهي مؤيد سابق للحريري الذي ولد في الرياض، والذي اغتيل والده «رفيق الحريري» في عام 2005. وقد اتهمت السعودية حزب الله بالوقوف وراء صاروخ باليستي أطلق على العاصمة السعودية بعد فترة قصيرة من استقالة «الحريري»، ونصحت رعاياها بمغادرة لبنان متهمة الجماعة الشيعية بالتخطيط لهجمات ضد المملكة، بما في ذلك من اليمن.

من جهتهم، يواصل السعوديون اتباع سياسة خارجية أكثر نشاطا تحت قيادة ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان»، البالغ من العمر 32 عاما والذي يحاول تحويل رؤى البلاد. وقد دخل في حرب اليمن منذ عام 2015 في محاولة لاعادة حليفه «منصور هادي» للسلطة ويقود حاليا حظرا على قطر.

 

كيف رد حزب الله؟

تحدث «نصر الله» مرتين عن الاستقالة، وفي كلا الخطابين كان سلوكه هادئا وتصالحيا، مما يبدد المخاوف من نزاع شامل مع السنة وقد انضم إلى دعوات عودة «الحريري» من «الاحتجاز» السعودي.

وقال «سامي نادر»، رئيس معهد الشئون الإستراتيجية في بيروت، أن الاستراتيجية تهدف إلى تضييق خيارات السعودية. وقال «نادر» أن هذه الحجة «سمحت لنصر الله بتصوير الأزمة على أنها ضربة للقانون الدولي وليس صراع حول تورط الحزب في صراعات إقليمية أخرى».

وقال «نادر» إن حزب الله جزء من الحكومة اللبنانية وكان يحتاج إلى غطاء سياسى قدمه «الحريري» فى وقت فرضت فيه عقوبات أمريكية على الحزب مع تصعيد الخطاب الإسرائيلى حول قصف لبنان.

 

ما الذي يحاول السعوديون القيام به؟

قبل أيام من استقالة «الحريري»، قال وزير الدولة للشؤون الخليجية «ثامر السبهان» على تويتر أنه فوجئ بأن الحكومة اللبنانية وشعبها صامتين على مشاركة حزب الله في حرب ضد بلاده مشيرا إلى الصراع في اليمن.

وقال «سانام فاكيل»، الأستاذ المساعد لدراسات الشرق الأوسط في كلية الدراسات الدولية بجامعة جون هوبكنز، إن الاستراتيجية هي إحداث ألم داخل لبنان - اقتصاديا ودبلوماسيا وسياسيا – ينتهي إلى تهميش حزب الله. ولبنان مسرح لعب منذ عام 2005، عندما ظهرت الاحتجاجات ضد الوصاية السورية بعد اغتيال «الحريري».

وقال فاكيل: «إن الأمل هو أن يكون هناك بعض الزخم والضغط العام». لكن ذلك لن يفعل شيئا مع جماعة تأسست في الثمانينيات وترسخت في نسيج لبنان السياسي والاجتماعي. وقال «فاكيل»: «نصر الله سينجو، لذا فإن السؤال هو ما هي الأفكار التي يطبخونها للخروج من هذا الموقف أقوى».

 

ماذا يمكن للسعوديين القيام به الآن؟

في ظل اتفاق تقاسم السلطة الطائفي في لبنان، يجب أن يكون رئيس الوزراء اللبناني سني، والرئيس مارونيا مسيحيا ورئيس البرلمان شيعيا.

وقد استمر السلام الهش في لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، على الرغم من تزايد الاحتكاك في السنوات الأخيرة حيث إن أكثر من مليون لاجئ سني من سوريا سافروا إلى البلاد، وقد سعى حزب الله الشيعي والمسيحيين إلى حماية مصالحهم.

ولكن من ناحية الإضرار مباشرة بإيران وحزب الله في لبنان، فإن خيارات السعوديين محدودة. وعلى حد قول «بلال صعب»، وهو زميل بارز في معهد الشرق الأوسط في واشنطن. فقد قال أن «أزمة الحريري كانت مجرد صداع لحزب الله».

والحقيقة أن أي تدابير مباشرة ضد لبنان يمكن أن تأتي بنتائج عكسية على المملكة العربية السعودية. وقال «بشارة ابو ريجيلي» وهو متخصص في تكنولوجيا المعلومات أن السنة والمسيحيين والدروز سيدفعون ثمنا أكثر من حزب الله إذا فرضت دول الخليج عقوبات على لبنان.

وأكد بالقول:«حزب الله يحصل على دفعات مالية من إيران ولذلك لن يتأثر». وأضاف: «إنهم يريدون تشديد الخناق علينا اقتصاديا حتى نثور ضد حزب الله. ولكن ذلك لن يحدث».