تعيين غولد مبعوثًا خاصًّا لنتنياهو سـ”يُعزز″ العلاقات مع السعوديّة وتل أبيب تؤكّد أنّ الرياض لن تتمكّن من تنفيذ مشروع “نيوم” الاقتصاديّ بدون مُوافقتها

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2110
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
 يسود الانطباع لدى المُتتبع للشؤون الإسرائيليّة أنّ الأنباء المتواترة عن لقاءات وعلاقات سريّة بين تل أبيب والرياض، والتي تدأب القيادة السياسيّة في دولة الاحتلال على تسريبها إلى الإعلام العبريّ المُتطوّع لصالح الأجندة الصهيونيّة، باتت تُعتبر أخبارًا عاديّةً للغاية، وجاء تعيين د. دوري غولد، المدير العّام السابق لوزارة الخارجيّة الإسرائيليّة، مبعوثًا شخصيًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خلفًا للمحامي المُستقيل يتسحاق مولخو، تتويجًا للمساعي الإسرائيليّة القاضية بدفع ما يُطلق عليه السلام الإقليميّ قدمًا إلى الأمام، علمًا أنّ غولد هو من مهندسي العلاقات الإسرائيليّة مع السعوديّة.
وهكذا، بعد يومين على إطلاق وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان مشروع “نيوم” الاقتصادي الذي سيُقام على أراضي المملكة والأردن ومصر، خرج أول تعليق في الدولة العبريّة على ما أُعلن، فقد أكّد رئيس مركز “حاييم هرتسوغ” لدراسات الشرق الأوسط في جامعة “بن غوريون” في النقب، لوكالة “بلومبرغ” المُستشرق يورام ميطال على أنّ ضلوع تل أبيب في المشروع يعتبر مسألةً حاسمةً. بالإضافة إلى ذلك، لفت المُستشرق الإسرائيليّ إلى أنّ الدولة العبريّة والمملكة العربيّة السعوديّة كانت قد ناقشتا العلاقات بينهما وإنشاء الجسر الذي سيربط بين “مدينة المستقبل” (حيث منطقة المشروع) في السعودية وبين مصر، ومن هناك إلى القارة الإفريقية، مرجّحًا وجود قنوات سريّة بين الجانبين.
صحيفة “هآرتس″ العبريّة التي أبرزت تصريح البروفيسور ميطال، ذكرت أنّ مشروع إقامة الجسر بين السعودية ومصر يحتاج إلى تصريحٍ من تل أبيب، لأنّ اتفاق السلام الموقّع عام 1979 مع القاهرة، والمعروف باتفاق (كامب ديفيد) يمنح إسرائيل طريقًا للوصول إلى البحر الأحمر، ومن شأن الجسر المقترح إغلاق هذا الطريق.
وبحسب الصحيفة، يُشكّل بناء الجسر جزءً من مشروع “مدينة المستقبل” التي ستبنيها السعودية على خط الشاطئ الشمالي – الغربي للمملكة.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو لم يعقّب على المشروع، غير أنّ “هآرتس″ ذكّرت بتصريح أدلى به ميطال لها عام 2016، جاء فيه أنّ إسرائيل لا تملك مصلحة في معارضة إنشاء الجسر.
ورغم الموقف السعوديّ الرسميّ الذي لا يعلن عن أيّ تواصلٍ مع الجانب الإسرائيليّ، لكن على الصعيد غير الرسمي شهدت السنوات الأخيرة لقاءات بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين سابقين، وصلت إلى حد زيارة تل أبيب، وهي أمور كانت من المحرمات في الماضي. وتعد تحركات وتصريحات الأمير تركي الفيصل، وأنور عشقي الأبرز في هذا الاتجاه.
وفي كانون الثاني (يناير) الماضي، نشرت وزيرة الخارجيّة الإسرائيليّة السابقة، تسيبي ليفني، عبر حسابها الرسمي على موقع “تويتر”، صورةً تجمعها مع تركي الفيصل، خلال تواجدهما معا في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في مدينة دافوس بسويسرا، الذي انعقد خلال الشهر ذاته.
وقالت ليفني معلقةً على الصورة: في دافوس مع الأمير السعودي تركي الفيصل بعد مناقشة عملية السلام وقضايا المنطقة مع وزير الخارجية الأردني، ورئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني.
وفي حزيران (يونيو) الماضي، أجرى الفيصل مناظره مع الجنرال الإسرائيلي (احتياط) يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لحكومة نتنياهو، نظمها معهد واشنطن للسياسات الشرق الأدنى، وآنذاك، قال الأمير السعودي: إسرائيل لديها سلام مع العالم العربي، واعتقد أنّ بإمكاننا مجابهة أيّ تحدٍّ، ومبادرة السلام العربية المقدمة من السعودية في العام 2002 من وجهة نظري تقدم أفضل معادلة لتأسيس السلام بين إسرائيل والعالم العربي.
وأضاف: التعاون بين الدول العربية وإسرائيل لمواجهة التحديات مهما كان مصدرها سواء كانت إيران أوْ أيّ مصدر آخر ستكون مدعمة بصورة أقوى في ظرف يكون فيه سلام بين الدول العربية وإسرائيل، ولا أستطيع أن أرى أي صعوبات بالأخذ بذلك.
دعوات وتحركات الفيصل المروجة لاتفاقية التطبيع العربية، والداعية للتطبيع بين إسرائيل والعرب، يشاركه فيها، أيضا، بقوة أنور عشقي.
لكن المعطيات تقول إنّ عشقي تفوق على سابقه، إذ أجرى زيارة إلى إسرائيل بصحبة وفد من رجال الأعمال والأكاديميين السعوديين، حسب ما أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، وهي الزيارة التي وصفت بأنها غير مسبوقة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، آنذاك، إنّ عشقي التقى دوري غولد، المسؤول في وزارة الخارجية في فندق الملك داوود بالقدس، ويوآف مردخاي القائد العسكريّ المسؤول عن الضفة الغربية وغزة، وأعضاء في الكنيست عن أحزاب المعارضة.
وقالت صحيفة “هآرتس″ العبرية، في حينها، إنّ زيارة عشقي إلى إسرائيل، رغم كونها غير رسمية، ما كانت لتتم على الأرجح لو لم تكن هناك موافقة عليها من قبل الحكومة السعودية.
وكانت تقارير وتسريبات سابقة قد تحدثت عن محادثاتٍ سريّةٍ بين إسرائيل وعددٍ من الدول العربية التي ترى في إسرائيل حليفًا محتملاً في مواجهة الخطر الموهوم الذي تمثله إيران والأطراف المتحالفة معها في المنطقة.