استدارة سعودية في استفتاء كردستان: من التأييد إلى الرفض

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2331
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

من دعم انفصال إقليم كردستان العراق إلى التأكيد على دعم وحدة العراق، مواقف توضح المراحل التي مرَّ بها المشروع السعودي قبل أن يفشل، في ظلِّ التطورات العسكرية والسياسية المرافقة.
تقرير عباس الزين
 تبدلت المواقف المتغيرة من قبل الرياض بما يخص انفصال إقليم كردستان، مع تبدل الظروف المرافقة، والتي كان آخرها سيطرة الجيش العراقي على محافظة كركوك، وإفشال خطط التقسيم التي قادها انفصاليو إقليم كردستان العراق، لتخسر السعودية إحدى أهم مشاريعها في المنطقة، ضمن مرحلة ما بعد "داعش".
في البداية، دعمت الرياض بشكلٍ علني انفصال إقليم كردستان تمهيداً لمشروعها الأشمل في "كردستان الكبرى". فالمسؤول السابق في وكالة الاستخبارات السعودية، أنور عشقي، والذي تُمرّر عبره الرياض ما لا تريد إعلانه رسمياً، كان قال خلال ندوةٍ استقبلتها الخارجية الأميركية عام 2015، وجمعته مع المدير العام لوزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي، دور غولد، قال إنه "يجب أن نعمل على إيجاد كردستان الكبرى لأن من شأن ذلك أن يُخفّف من المطامع التركية والإيرانية والعراقية".
بدوره، أشار مستشار الديوان الملكي السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، بعد عودته من "كردستان العراق"، ولقائه مسؤولي الإقليم، في مارس / آذار 2017، إلى أن الأخيرة يمكنها الحضور كبلدٍ قوي ومؤثّر في المنطقة. جاء ذلك بالتوازي مع احتضانٍ من قبل الإعلام الرسمي السعودي لمشروع الانفصال، حيث تصدر مسعود البارزاني القنوات والصحف السعودية ضمن حملة الترويج لمشروعه.
بعد المواقف المتشددة من الحكومة العراقية والجيش العراقي والحشد الشعبي في رفض استفتاء الإقليم، انتقلت السعودية إلى لعبِ دورِ الوساطة، وذلك بعد إعلان رئاسة الإقليم في سبتمبر / أيلول 2017، أن السعودية أبدت استعداداً للتوسط وتهيئة الأجواء لإجراء حوار بين بغداد وأربيل. جاء ذلك عقب لقاء وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان، برئيس الإقليم المنتهية ولايته، مسعود البارزاني، لتعود السعودية وتطالب البارزاني بالتراجع عن الإستفتاء، بالتناغم مع الموقف الأميركي، بعد إعلان بغداد استعدادها، حسم الخلافات عسكرياً، مع الانفصاليين، إذا لم يبادر البارزاني، لإلغاء نتائج الإستفتاء.
ومع الحسم العسكري الذي انتهجته الحكومة العراقية، خلال اليومين الماضيين، سارعت الرياض إلى التأكيد على دعمها لوحدة العراق ورفض نتائج استفتاء الانفصال، في محاولةٍ لمجاراة التطورات العسكرية، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الملك السعودي، مع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي.
من دعمِ الإستفتاء والانفصال، ثم الانتقال الى الوساطة والطلب من البارزاني التراجع، وصولاً إلى مزاعم دعم وحدة العراق، مسارٌ متذبذب من المواقف السعودية يوضح المرافق التي مرّ بها مشروعها قبل أن يفشل. وما "الحياد" الذي أعلنته الولايات المتحدة مؤخراً، في ما يخص موضوع الانفصال، إلا تخلِّ عن الطموح السعودي، إذ أن الموقف لا يحتمل الحياد، في ظلِّ حسمٍ عراقيٍ عسكري وسياسي، لمشاريع التقسيم.