إسرائيل تواصل البَوْح: مصلحتنا مع السعودية في البحر الأحمر
إسرائيل تواصل كشف الخبايا: مصلحتنا مع السعودية في البحر الأحمر
خدمات كبيرة تقدمها السعودية لإسرائيل بسيطرتها على الممرات والموانئ على البحر الأحمر، في ظلِّ تهديداتٍ تتصاعد حدتها يشكلها الجيش اليمني لكيان الاحتلال.
تقرير عباس الزين
التحولات المتوالية على المضائق المشرفة على البحر الأحمر وتتحكم بمسار الملاحة فيه بوتيرة عالية، تستدعي الرقابة لما لها من تداعيات بالغة الخطورة على البيئة الاستراتيجية لإسرائيل. هذا ما ذكره رئيس قسم الأبحاث في "مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات"، الجنرال شاؤول شاي، في معرض شرحه لأهمية الحضور السعودي في البحر الأحمر، والذي يخدم بطبيعة الحال إسرائيل.
وأوضح شاي، في تحليل نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، أن أهم التحولات الإيجابية التي طرأت في منطقة البحر الأحمر، بالنسبة إلى إسرائيل، تتمثل في تمكن التحالف الذي تقوده السعودية من استعادة السيطرة على مضيق باب المندب.
واعتبر شاي أن التطور الجيو-استراتيجي المهم الذي عزز البيئة الأمنية لإسرائيل تمثل في الاتفاق الذي وقعته كل من القاهرة والرياض في عام 2016، والذي سمح بنقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، معتبراً أن هذا التطور مثّل ضمانة أخرى لحماية وتأمين خطوط الملاحة التي تسلكها التجارة الإسرائيلية.
يأتي كلام الجنرال الإسرائيلي بعد يومين من تأكيد مساعد المتحدث باسم الجيش اليمني، العقيد عزيز راشد، أن الجزر التي استأجرها العدو الصهيوني في إريتريا الواقعة على البحر الأحمر، وهي جزر دهلك وجزر فاطمة كقواعد عسكرية له، أصبحت في مرمى صواريخ البحرية اليمنية.
وفيما تحاول السعودية ومن خلفها إسرائيل السيطرةِ التامة على البحرِ الأحمر، يبيّن راشد أن القوة البحرية اليمنية استطاعت أن تنتقل في قدراتها العسكرية إلى المستوى الإقليمي، وأنها في المستقبل ستكون قريبة من الموانئ الواقعة على سواحل فلسطين المحتلة.
التصريحات اليمنية المرتبطة بشكلٍ مباشر بما تقوله الأوساط السياسية والعسكرية في كيان الاحتلال، بأن ضمان تحقيق مصالح الأخير يستوجب سيطرة السعودية على الممرات البحرية في البحر الأحمر، هو ما يكشف الخلفيات الحقيقية التي قام عليها العدوان السعودي على اليمن، بعيداً عن مزاعم ما تسميه بـ"إعادة الشرعية"، إلى جانب كون التصريحات الأخيرة المتبادلة دلالاتٌ على دخول الجيش اليمني و"اللجان الشعبية" بقوّة إلى الساحة الإقليمية لمواجهة النفوذ الأميركي المتمثل بالسعودية وإسرائيل، وهو ما يعد فشلاً ذريعاً لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والذي زعم أن لديه القدرة للقضاء على الجيش اليمني و"اللجان الشعبية" خلال أيام معدودة.