«قمة» للتسوية قريباً... بمشاركة سعودية
«المخابرات العامة» يتولّى متابعة ملفَّي المصالحة و«السلام»
تتسارع الخطوات المصرية على خطوط عدّة في وضع تمثّل فيه القاهرة بيضة القبّان في ملفات صارت متشابكة ويؤدي بعضها إلى بعض: المصالحة الفلسطينية أولاً، وحل الصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي ثانياً.... وقبلهما أو معهما التطبيع الكامل والعلني مع العرب
للمرة الأولى علناً، يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، بعد أحاديث إعلامية إسرائيلية كثيرة عن لقاءات سرية سابقاً، أو لقاءين على الأقل أحدهما في قمة جمعتهما مع الملك الأردني، عبدالله الثاني، في شرم الشيخ. لقاء أمس، الذي جاء على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تصدّره الحديث عن سبل «إحياء عملية السلام» في الشرق الأوسط، كما أعلن بيان الرئاسة المصرية.
في هذا السياق، أفاد مراسل «الأخبار» في القاهرة بأن اللقاء تم بترتيب من جهاز «المخابرات العامة» الذي حضره رئيسه، خالد فوزي، بجانب وزير الخارجية سامح شكري، بعدما بات ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية، وكذلك التسوية، تحت متابعة مباشرة من «المخابرات». ووفق المعلومات، تقرر في الاجتماع العمل على الترتيب لاجتماع قمة يجمع السيسي ونتنياهو وعبدالله، بجانب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، واقترح لذلك عقده في مدينة شرم الشيخ، جنوبي سيناء، أو في العاصمة الأميركية واشنطن، على أن يكون ذلك في الخريف الجاري وكحد أقصى قبل نهاية العام.
كذلك، نقل السيسي إلى نتنياهو اقتراحاً أميركياً يطلب فيه إضافة حضور الملك السعودي، سلمان، أو ولي العهد، محمد بن سلمان، في القمة نفسها، على أن يترك تنسيق ذلك بين القاهرة والرياض، بعدما تتم الأولى «إنجاز المصالحة الفلسطينية الداخلية»، وهي مهمة سيتولاها فوزي، الذي سيدعو بداية حركتي «فتح» و«حماس» في الأيام المقبلة إلى عقد اجتماعات مكثفة بعدما يثبت الاثنان أنهما بدآ تطبيق المصالحة فعلياً، ثم سيصار إلى دعوة بقية التنظيمات الفلسطينية.
بالعودة إلى بيان الرئاسة المصرية، فإن السيسي أكد «الأهمية التي توليها مصر لمساعي استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي» من أجل التوصل إلى «حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية»، وذلك من أجل «توفير واقع جديد في الشرق الأوسط تنعم فيه جميع شعوب المنطقة بالاستقرار والأمن والتنمية». في المقابل، قال نتنياهو إنه سيبحث «فرصة السلام» مع الجانب الفلسطيني، وكذلك مع «العالم العربي»، علماً بأنه صرح بالحديث نفسه قبيل لقائه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس.
وأتى اللقاء العلني الأول بين السيسي ونتنياهو، عقب لقاء جمع الأول بعباس، وذلك وفق بيان الرئاسة المصرية «لبحث جهود المصالحة الفلسطينية، وعملية السلام مع إسرائيل». وشدد بيان الرئاسة على مواصلة القاهرة جهودها «من أجل رأب الصدع وإنهاء الانقسام في الضفة وغزة». أما عباس، فأشاد بـ«الأجواء الإيجابية التي أصبحت تسود الساحة الفلسطينية، عقب إعلان حركة حماس (من القاهرة) حل اللجنة الإدارية (في غزة)، والترحيب بحكومة الوفاق الوطني لممارسة مهماتها في القطاع، وصولاً إلى إجراء الانتخابات العامة»، مؤكداً أن «السلطة عازمة على المضي قدماً في خطوات إنهاء الانقسام».
ويوم أمس، عاد رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية، والوفد الذي يرافقه، بعد إنهائهم زيارة استمرت أكثر من أسبوع لمصر، أسفرت عن التمهيد لاتفاق جديد للمصالحة. ومن على معبر رفح المغلق (فتح استثنائياً لدخول هنية)، قال في مؤتمر صحافي، إن حركته بذلت «جهداً ضخماً وهائلاً من أجل إنهاء معاناة أهل غزة عبر بوابة المصالحة»، مضيفاً أن «اللقاءات الثنائية مع الإخوة المصريين تناولت العديد من القضايا والملفات، أولها الأوضاع السياسية التي تمر بها القضية والمنطقة، وثانيها ملف العلاقات الثنائية بين الحركة ومصر... قرارنا بناء علاقة استراتيجية مع مصر، وتنميتها وتعزيزها في كل اللقاءات».
«الملف الثالث»، أكمل هنية، «هو الملف الأمني، إذ تم استعراض الأوضاع في الحدود والمعبر، وأكدنا من جانبنا أننا حريصون على الأمن القومي المصري»، متابعاً: «الملف الرابع هو غزة وأوضاعها وأزماتها... وكان موضوعهم مطروحاً على الطاولة». كما لفت إلى ملف خامس يتعلق بـ«القدس والسياسات الإسرائيلية تجاه الضفة، وملف الاستيطان».
ونقلت مواقع إعلامية محلية أمس أن وزيرين أو ثلاثة من حكومة «الوفاق الوطني» من الضفة سيصلون إلى قطاع غزة الأسبوع المقبل، وذلك للاجتماع بوزراء الحكومة الموجودين في غزة، مشيرة إلى وزراء التعليم والثقافة والعدل والأوقاف والصحة. أما بشأن ما قيل عن زيارة كاملة للحكومة ورئيسها، رامي الحمدالله، فإنها «ستتضح بعد عودة محمود عباس من نيويورك».
في هذا الإطار، قال هنية: «وافقنا على عقد لقاء ثنائي بين فتح وحماس بعد أيام من دخول الحكومة إلى غزة ليتم التباحث في كل الملفات المتعلقة بالعمل الحكومي»، مشدداً على أن «حركته لم تكتفِ بإصدار البيان وإعلانه (حل اللجنة الإدارية)، بل أخذت خطوات عملية على الأرض، واللجنة الإدارية في غزة لم تعد تمارس عملها... الحركة مستعدة وجاهزة من الآن لاستقبال حكومة التوافق، وللعودة بعد أيام إلى القاهرة لاستكمال الحوارات».
إلى ذلك، انطلقت أمس سلسلة اللقاءات بين وفد من «حماس» ومسؤولين روس في موسكو، علماً بأن وفد «حماس» يرأسه موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي، وعضوية كل من: صالح العاروري، حسام بدران وسامي خاطر، وهم أعضاء في المكتب السياسي.
(الأخبار)