ولي عهد السعودية يبني قاعدة تأييد لتعزيز سلطته سياسيا واقتصاديا..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2530
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

عبر استراتيجية مزدوجة: التصدي لاي معارضة واستقطاب الجيل الشاب الى حلقة طموحاته
الرياض – (أ ف ب) – يعمل ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان على تعزيز سلطته في السياسة والاقتصاد، بحسب ما يرى محللون، عبر استراتيجية مزدوجة: التصدي لاي معارضة، واستقطاب الجيل الشاب الى حلقة طموحاته.
واتخذ الامير الثلاثيني منذ تعيينه في منصبه في حزيران/يونيو الماضي اجراءات سياسية وامنية عديدة بهدف توسيع نفوذه في المملكة قبل ان يتوج في المستقبل ملكا خلفا لوالده الملك سلمان بن عبد العزيز (81 عاما).
وفي مملكة نصف سكانها دون سن الخامسة والعشرين، بات ينظر الى الامير محمد (32 عاما) على انه الحاكم الفعلي، ولو من خلف الستار، للدولة الغنية التي تحتفل هذا الاسبوع بعيد تأسيسها الخامس والثمانين على يد جد ولي العهد الملك الراحل عبد العزيز آل سعود.
وشهدت السعودية في الاسبوعين الاخيرين حملة توقيفات شملت اكثر من 20 شخصا بينهم رجال دين بارزون وشخصيات معروفة، في إطار ما اعتبرته منظمات حقوقية حملة منسقة “ضد حرية التعبير”.
ويرى محللون ان بعض الموقوفين معارضون للسياسة الخارجية المتشددة التي تتبعها السعودية حاليا، خصوصا في ما يتعلق بالازمة مع الجارة قطر، بينما ان بعضهم الاخر ينظر بريبة الى الاصلاحات الاقتصادية التي يعتمدها الامير محمد، وبينها تخصيص قطاعات عامة وتقليل الدعم الحكومي.
وتضع السلطات من جهتها التوقيفات في خانة التصدي لأنشطة استخباراتية قام بها هؤلاء “لصالح جهات خارجية ضد أمن المملكة”.
وقالت “منظمة العفو الدولية” ان حملة الاعتقالات هذه هي الاكبر خلال اسبوع واحد منذ سنوات. واوضحت “على مر السنوات الماضية، لم نشهد اسبوعا جرى خلاله اعتقال هذا العدد الكبير من الشخصيات المعروفة في وقت قصير”.
– “صعود سريع″ –
بالنسبة الى المحللين، فان الصعود السريع لسلم السلطة، بحساباته وتعقيداته وحتى بجرأته، يحمل في طياته ابعادا مثيرة، مثل لحظة تعيينه في منصبه خلفا لابن عمه الامير محمد بن نايف (58 عاما) الذي خرج بشكل مفاجئ من الحكم. واظهرت قنوات سعودية يومها الامير الشاب وهو ينحني ليقبل يد ولي العهد السابق.
ويرى دبلوماسيون غربيون ان الامير محمد بن سلمان يبرهن انه قادر على حكم السعودية لنحو نصف قرن على الاقل.
ويقول بيري كاماك الباحث في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي “لا استطيع ان احدد متى سيعين محمد بن سلمان رسميا (في منصب الملك)، لكن انتقال السلطة الفعلي يبدو انه يتم”.
ويرى الباحث انه مع “خروج الجيل الاكبر سنا من الصورة (…) يستعد الامير محمد لان ينعم بحكم لم تشهده المملكة السعودية منذ حكم الملك عبد العزيز مؤسس المملكة في الثلاثينات”.
وبهدف استقطاب الشريحة الاكبر من المجتمع الشاب الذي تعود على سلطة حكام أكبر سنا، وضع الامير محمد الرياضة والترفيه في صلب جهوده الاصلاحية ضمن “رؤية 2030″، وهي خطة التنويع الاقتصادي التي أطلقها بنفسه في العام 2016.
ورسّخ الامير الشاب هذه الصورة حين حضر مباراة لكرة القدم بين منتخبي المملكة السعودية واليابان هذا الشهر وادت نتيجة فوز منتخب بلاده فيها الى تاهل المملكة الى بطولة كأس العالم المقبلة في روسيا عام 2018، للمرة الاولى من مونديال العام 2006.
وحيدا في المقصورة الرئيسية، صفق الامير الشاب طويلا من خلف الزجاج المضاد للرصاص ما ان اعلن الحكم نهاية المباراة بفوز السعودية بنتيجة واحد لصفر، في ملعب الجوهرة المشعة في جدة.
وامام عشرات الاف محبي كرة القدم الذين حمل بعضهم صورة الامير ووالده الملك سلمان، رفع ولي العهد شارة النصر، مبتسما للاعبين والجمهور.
وتقول كريتسين ديوان الباحثة في معهد دول الخليج العربية في واشنطن ان هذه الصورة “تعكس وجهين رئيسيين من اوجه حكمه: استقطابه للجيل الشاب، ودعوته الى تعزيز الشعور الوطني”.
– قاعدة شابة –
يرى محللون ان سعي الامير محمد لاستقطاب الجيل الشاب في وقت تمر المملكة بفترة انتقالية في مرحلة ما بعد النفط، يمثل فراقا مع الماضي حين لجأ الحكام السابقون للاعتماد على الاجيال الاكبر سنا.
الا ان النمو الاقتصادي البطيء والبطالة قد تقوض محاولات الامير الذي يسعى الى وقف الارتهان للنفط وتطوير القدرات الصناعية للمملكة وتعزيز الاستثمارات الخارجية فيها بهدف خلق فرص عمل جديدة في القطاع الخاص للجيل الشاب.
وتقول جين كينيمونت الباحثة في معهد تشاتم هاوس البريطاني ان “سنه الشاب، ونزعته الى اعتماد سلطة مركزية، وتغييراته السريعة في السياسة الخارجية، ازعجت بعض افراد العائلة الحاكمة الاكبر سنا، بينما ان اجراءاته الاقتصادية اغضبت بعض التجار”.
لكنها ترى ان بناء قاعدة تأييد شابة “قد يعوض” الامير محمد عن غياب مؤيدين مؤثرين آخرين لطالما اعتمد عليهم الحكام السابقون.
ويبدو ان الامير محمد يسعى ايضا الى تعزيز نفوذ الامراء الشبان في دائرة الحكم الضيقة، مع تعيين نواب وزراء في العديد من الوزارات المهمة، وسفراء شبان ايضا.
ومن بين هؤلاء السفير في الولايات المتحدة الامير العشريني خالد بن سلمان، شقيق الامير محمد، الذي يقود البعثة الدبلوماسية في اهم سفارات المملكة في العالم.