بعد حملة الاعتقالات.. المملكة تبرر عمليات القمع بإفشال مخططات لقلب النظام
في سياق محاولات الرياض لتبرير عمليات قمع مواطنيها بحجة إفشال محاولة لقلب النظام، وصفت تقارير مزاعم السلطة بأنها مطية لتثبيت حكم ابن سلمان.
تقرير ابراهيم العربي
التحريض والترهيب ومن ثم القمع، هي أدوات لجأ إليها ولي العهد محمد بن سلمان لتعزيز نفوذه قبل تسلمه العرش من والده، إذ أنه بعد الإستنفار الأمني الكبير في السعودية لمواجهة "حراك 15 سبتمبر"، والذي ترافق مع حملة إعتقالات في صفوف الدعاة والمثقفين والناشطين والمعارضين، بدأت المملكة بتبرير بطشها بتهم جاهزة، تهديد الأمن الداخلي، وتدبير مخطط للإطاحة بالنظام القائم.
صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، وفي تقرير لها، اتهمت السعودية بمحاولة قمع أي أصوات معارضة داخل البلاد، وبأنها لم تُحدد هوية الأشخاص الذين قامت باعتقالهم، كما لم توضح عددهم مشيرة الى أن نصف هؤلاء رجال دين وعلماء بارزون ومعلّقون سياسيون وأفراد من العائلة الحاكمة.
الصحيفة أوضحت أن بعض المسؤولين ادّعوا أن كثيراً من الأشخاص الذين جرى اعتقالهم مرتبطون بجماعة "الإخوان المسلمين"، المحظورة في السعودية، وأنهم كانوا في المراحل الأولى لتدبير مخطط لإطاحة الحكم.
وأوردت الصحيفة تصريحاً لمسؤول سعودي، لم توضح هويته، زعم أن المعتقلين كانوا يقومومن بأنشطة تجسّس وتخابر مع جهات خارجية، قبل أن يضيف أن أفراد مجموعة التجسس يتهمون أيضا بتلقّي التمويل من بلدين أجنبيين (لم يحددهما)، وذلك بهدف زعزعة الأمن وتهديد الوحدة الوطنية بخطوة أولية في أفق إطاحة الحكومة الشرعية لصالح جماعة الإخوان المسلمين.
وفي ما يخصّ صعود محمد بن سلمان السريع إلى الحكم، قالت الصحيفة إنه واجه مقاومة إلى حد ما داخل العائلة الحاكمة، وإن عدداً من الأمراء يعارضون قرار الملك الذي اتخذه في يونيو الماضي بتعيين الأمير محمد ولياً للعهد، محل ابن عمه، الأمير محمد بن نايف. وأضافت أنه منذ ذلك التاريخ قامت السلطات بفرض الإقامة الجبرية على عدد من الأمراء البارزين، واعتقلت واحداً منهم على الأقل.
بدورها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، ربطت في تقرير بين حملة الاعتقالات ومساعي ابن سلمان لتعزيز سلطاته.
ونقلت الصحيفة عن الكاتب السعودي المعروف جمال خاشقجي، نفيه لما يروج له أنصار الحكومة على وسائل التواصل الاجتماعي من أن المعتقلين كانوا يتآمرون ضد الدولة.
وتابع التقرير أن الحملة تأتي في مرحلة حرجة تمر بها المملكة من ناحية انخفاض أسعار النفط الذي أضر بالاقتصاد، وفي ظل ولي عهد جديد قدم خطة جديدة تنهي اعتماد المملكة على النفط.
وختم التقرير أن بعض السعوديين ينظر إلى ولي العهد كشاب متعطش للسلطة، ومبتدئ يهدد المملكة من خلال إلغاء تقاليدها المعروفة.