اعتقالات جديدة وزيارات سرية.. محمد بن سلمان ملكًا خلال أيام

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2122
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

العرب عربي و دولي
 لم يبقَ الكثير من الخطوات أمام ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لكي يصبح ملكًا للمملكة العربية السعودية، فالبيت الملكي يتم ترتيبه حاليًّا على مقاس الملك الجديد، فيما يسعى إلى تنسيق أعماله وترتيب أوراقه السياسية مع حليفيه الأساسيين أمريكا وإسرائيل، الأمر الذي تكشفه العديد من التقارير والأنباء المسربة من دهاليز البيت الملكي.
محمد بن سلمان ملكًا خلال أيام
خرجت العديد من التقارير والأنباء المسربة من داخل البيت السعودي حول اقتراب “بن سلمان” من عرش المملكة بشكل كبير، حتى إن قناة “CNBC” ذكرت، الخميس الماضي، أن الملك السعودي قد يتخلى عن السلطة لصالح ابنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فيما أعلنت شركة “Eurasia Group” الأمريكية أن نقل السلطة سيتم في الأسابيع القليلة المقبلة؛ من أجل منع الخلاف بين أفراد الأسرة الحاكمة.
في ذات الإطار قال المغرد السعودي الشهير “مجتهد” إن إعلان محمد بن سلمان ملكًا من المفترض أن يتم اليوم أو خلال أيام، عازيًا التأخير لتردد من عُرضت عليهم ولاية العهد، وأضاف “مجتهد” في تغريدة نشرها قبل يومين على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: يفترض أن يعلن اليوم بن سلمان ملكًا أو خلال أيام قليلة، سبب التأخير تردد من عرض عليهم ولاية العهد، لأنهم خائفون أن يشملهم غضب الأسرة على بن سلمان”، وتابع المغرد السعودي “ليضرب أحمد بن عبد العزيز، ومتعب بن عبد الله، وكل المعارضين في الأسرة لمحمد بن سلمان رأسهم في الجدار”.
تكميم المعارضين داخليًّا
من خلال عدد من القرارات والأوامر والمراسيم الملكية، رتب الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، خلال الأشهر القليلة الماضية، البيت الملكي داخليًّا بشكل جيد لنجله، محمد بن سلمان، وذلك من خلال تنحية أي دور سياسي لولي العهد السابق، محمد بن نايف، وإزاحة رجال الأخير إلى جانب رجال الملك الراحل “عبد الله بن عبد العزيز”، ليبقى بعض المعارضين لتنصيب “بن سلمان” ملكًا للسعودية، وتبقى مهمة تسويق بن سلمان نفسه في الدول الحليفة له وتوثيق الصلات السياسية معها، وعلى وجه التحديد الكيان الصهيوني.
أكد العديد من المواقع الإخبارية السعودية أن الأجهزة الأمنية السعودية اعتقلت عددًا من الشخصيات خلال اليومين الماضيين، يصل عددهم إلى 20 معتقلًا، بينهم أمير من أحفاد “عبد العزيز آل سعود” يرجح أنه الأمير “عبد العزيز بن فهد”، ودعاة بارزون منهم “سلمان العودة” و”عوض القرني” و”علي العمري”.
ونشر الناشط السعودي الشهير “مجتهد” في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: تأكد الآن أن عبد العزيز بن فهد، دوهم في قصره في جدة، يوم الأربعاء الماضي، واعتقل من قبل قوة تابعة لـ”محمد بن سلمان” وهو في مكان غير معروف حتى الآن. وأشار المغرد السعودي الشهير إلى أن خطة محمد بن سلمان تتضمن عدم التساهل مع المعارضين في الأسرة، والجميع إلى السجون ولا حصانة لأحد، حتى لو كان المعارض ممن تبقى من أبناء “عبد العزيز”.
في الوقت نفسه احتل وسم “اعتقال_الشيخ_سلمان_العوده” المرتبة الأولى سعوديًّا، حيث كشف الصحفي والمدوّن السعودي، تركي الشلهوب، في تغريدة على تويتر أن عدد المعتقلين خلال يومي السبت والأحد فقط بلغ 20 معتقلًا، وتداول المغردون أن اعتقال “سلمان العودة” جاء إثر تغريدة دعا فيها إلى تأليف القلوب، على خلفية الاتصال الهاتفي بين أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الجمعة الماضية، فيما أكدت مصادر سياسية أن قوة من الديوان اقتحمت منزل الشيخ “عوض القرني” مساء السبت الماضي، واقتادته إلى مكان مجهول، ولم يتم إخبار أي أحد عن أسباب أو مكان الاعتقال.
الجدير بالذكر أن الأمير “عبد العزيز بن فهد” كان قد شن هجومًا عنيفًا على ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، في وقت سابق، واصفًا إياه بالخائن والشيطان وقاتل المسلمين من السند إلى الهند، ورفض الاعتذار عن إساءته للإمارات فيما بعد، وقد نشر بن فهد، فجر الأربعاء الماضي، تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قال فيها “الحمد لله تفضل علينا بالحج، وبروح بودع عمي سلمان، وأسافر إن شاء الله, إن ما سافرت فاعلموا أني قُتلت، فوداعتكم بناتي, ودمي تعلمون عند من”، وذلك قبل أن يتم حذف هذه التدوينة والادعاء بأن الحساب قد تم اختراقه.
تعزيز الحلفاء خارجيًّا
في الوقت الذي تعمل فيه القوات السعودية على السيطرة على الوضع داخليًّا، كان الملك الجديد يعمل على تعزيز حلفائه خارجيًّا، حيث ذكرت هيئة الإذاعة والتليفزيون الإسرائيلية، قبل أيام، أن أميرًا من البلاط الملكي السعودي زار بشكل سري الكيان الصهيوني، حيث بحث مع كبار المسؤولين الإسرائيليين فكرة دفع ما أسموه “السلام الإقليمي” إلى الأمام، وعلى الرغم من رفض الكيان الصهيوني التعليق على هذه الأنباء بالنفي أو التأكيد، فقد كشف ضابط في جهاز الأمن الإماراتي وصاحب حساب “بدون ظل”، أن الأمير في الديوان الملكي السعودي الذي زار الكيان الإسرائيلي سرًّا هو ولي العهد، محمد بن سلمان، وأضاف: سمو الأمير محمد بن سلمان وسعادة الجنرال انور عشقي وفريق دبلوماسي متكامل هم الذين ذهبوا إلى إسرائيل في زياره سرية.
في ذات الإطار نقل حساب المغرد السعودي الشهير “مجتهد”، مساء أمس الأحد، عن صحفية “نوغا تارنوبولسكي” المتخصصة بالشأن الصهيوني، تأكيدها أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان زار إسرائيل سرًّا، وعلَّق مجتهد قائلًا: يظنون الشعوب رُوضت لتقبل التطبيع، لعلهم يفاجؤون برد فعل لم يحتسبوه.
المجتمع السعودي يثير قلق “بن سلمان”
اجتاحت موجه من الغضب العديد من المتابعين السعوديين؛ نتيجة حملة الاعتقالات المفاجئة، حيث وصف العديد من السعوديين ما أسموه بـ”العهد السلماني” بأسوء العهود التي عاشتها المملكة السعودية، وقال البعض إن “العهد السلماني هو أسوأ عهد مر على المملكة خارجيًّا، من فشل إلى فشل، داخليًّا بطش واعتقالات ونهب مجنون لجيب المواطن. وأضاف آخرون أن المعتقلين هم من أبرز رموز التيار الإسلامي على مستوى الخليج، وأن اعتقالهم أتى على خلفية مواقفهم من الأزمة الخليجية.
في ذات الإطار أطلق ناشطون سعوديون في الداخل والخارج دعوة لحراك كبير داخل السعودية يوم 15 سبتمبر القادم، وتحت هاشتاج “حراك_١٥_سبتمبر” بين الناشطون أن الهدف من وراء هذا الحراك هو تنبيه آل سعود وتحذيرهم قبل فوات الآوان، وطالب النشطاء عبر حملتهم التي لاقت صدى واسعًا عبر أوساط مواقع التواصل، آل سعود بالقضاء على البطالة والفقر ورفع القيود عن العمل السياسي، وكذلك رفع الظلم والإفراج عن معتقلي الرأي.
وعلى الرغم من انتهاء “بن سلمان” من كافة التحضيرات لإعلانه ملكًا للعرش السعودي، وترتيبه لكافة أوراقه داخليًّا وخارجيًّا، إلا أن العديد من المراقبين يرجحون أنه لا يزال خائفًا من هذه الخطوة التي من المؤكد أنها ستثير فصلاً جديدًا من الصراع المحتدم بين أفراد الأسرة المالكة، الأمر الذي يدفعه إلى تأمين خطوط دفاعه وإخراس صوت كافة معارضيه كتمهيد لاتخاذ هذه الخطوة بأمان.