الأزمة الاقتصادية توقع السعودية في مأزق وتجبرها على مراجعة سياساتها
رأى مراقبون أن الأزمة الاقتصادية في السعودية بدأت تدفعها للتراجع عن مخططاتها وسياساتها الخارجية، من دعم الإرهاب والعدوان على اليمن، وصولاً الى التقرب من إيران.
تقرير: سناء ابراهيم
في وقت تتجه محاور مواجهة الإرهاب للإنتصار على حركات التطرف المنتشرة في العالم، على الرغم من الدعم المتتالي الموجه لها، يتسبب اتساع رقعة الأزمات الاقتصادية السعودية في دفع الرياض الى تغيير سياساتها الخارجية، خاصة فيما يتعلق بتقديم التمويل للجماعات الإرهابية.
"السعودية مستعدة للتخلي عن تأثيرها على إيران"، تحت هذا العنوان نشر موقع "مولدين ايكونومست"، تقريراً للمحلل الجيوسياسي الأمريكي إلكسندر سنيدر، تحدث فيه عن الصعوبات المالية التي تواجهها السعودية، والدور الذي لعبته في تقيّيد الدعم المالي للجماعات المتطرفة، معتبرا الى أن التأزّم الاقتصادي يدفع بالرياض الى الإقتراب من طهران وإنهاء الخلافات معها.
وبيّن المحلل الأميركي أن “الإستراتيجية” السعودية في الشرق الأوسط، وعلى مدى سنوات، ركّزت على “ضخ” الأموال لغالبية “الدول السنية والجماعات لمواجهة النفوذ الإيراني”، إلا أن القيود المالية بدأت تحدّ من قدرتها على تقديم الدعم “حتى في شبه الجزيرة العربية”، وفق تعبيره، لافتاً الى أن “تمويل الجماعات المتطرفة لم يحقق النتيجة المرجوة”، واعتبر أن صعود تنظيم "داعش" كان نتيجة عكسية لدعم تلك الجماعات.
أما عن العلاقت مع إيران، فبيّن المحلل سنيدر أن السعوديين أدركوا بأنه يمكن “خلق المشاكل للخصوم، ولكن لا يمكن السيطرة على مسار الأحداث في المستقبل”، ما دفعهم الى إعادة تركيز جهودهم على ما هو قريب منهم، مثل اليمن، مستدركا بأن انخفاض أسعار النفط شكّل ضغطاً حادا على الميزانية وأثّر بشكل سلبي على القدرة في تمويل تلك الجماعات.
كما غمز سنيدر من تسريبات بريد السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، التي كشفت عن رغبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الانسحاب من مستنقع اليمن، الذي يشكل استنزافاً للموازنة السعودية.