موقع بريطاني: مستقبل بن سلمان في خطر.. وتوازن القوى في السعودية على حد السكين..
وحرب اليمن والازمة مع قطر الاختبار الاهم.. وتحذيرات من نفوذ محمد بن نايف واستمرار المعارضة الداخلية في المملكة
لندن ـ وكالات: ستبدو حرارة الصيف القائظة كأنها نسيم بارد، مقارنة بالصراع الجيوسياسي الذي يمكن أن يصيب السعودية قريباً إذا ما استمرت الصراعات الداخلية المستمرة في زعزعة استقرار العائلة المالكة والأمن القومي في الأسابيع المقبلة.
هكذا بدأ موقع Oil Price البريطاني تقرير حول توازن القوى في السعودية، وقال إن هذا التوازن أصبح على حافة الانهيار، ملمحاً لوجود معارضة لولي العهد الجديد محمد بن سلمان داخل الحرس القديم لقوات الأمن، والأخطر داخل الحرس الوطني.
وقال الموقع البريطاني إنه بعد عملية تصعيد بن سلمان الناجحة لمنصب ولي العهد، كلف الأمير الشاب من أبيه الملك سلمان بإدارة شؤون البلاد في أثناء عطلة الأخير التي يقضيها في المغرب. وتتزامن عطلة الملك سلمان مع حالةٍ من عدم الاستقرار النسبي في المملكة، حيث لا تزال تتردد أصداء إقالة ولي العهد السابق محمد بن نايف في نهاية شهر رمضان الماضي يونيو/حزيران 2017.
وحسب الموقع، كما نقلت عنه وكالة “سبوتنيك”، كان قرار الملك سلمان بمنح ابنه منصب ولي العهد متوقعاً، ولكن البعض في المملكة يحذرون من أن سلفه، محمد بن نايف، لا يزال يحظى بنفوذٍ كبير.
ويضيف الموقع أن ولي العهد الجديد يواجه بعض الضغوط الشخصية كذلك، إذ أسفر عدم إحراز تقدم في حرب اليمن، والاستراتيجية السعودية الوليدة لتحقيق استقرار في سوق النفط، وأزمة قطر عن تراجع كبير في توقعات وكالات التصنيف الدولية الخاصة بنمو الناتج المحلي الإجمالي. ويظل التأثير السلبي لهذه القضايا تحت السيطرة في ظل الاحتياطات المالية الهائلة في السعودية، ولكن مع تزايد قائمة مبادرات محمد بن سلمان الفاشلة، يتعرض منصبه في المملكة لضغوط متزايدة.
وفي الوقت نفسه، تنتشر إشاعات بأن صحة الملك سلمان قد تدهور بشدة، حتى أن هناك مصادر سعودية أشارت في وسائل الإعلام إلى أن الملك سلمان يفكر في التنازل عن العرش لصالح ابنه خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وبينما تحيط الأخطار بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في ظل تراكم الضغوط الاقتصادية بسبب انخفاض أسعار النفط، يخضع الجهاز الأمني في المملكة لإعادة هيكلة شاملة. ويتلقى محمد بن سلمان اتهامات في الوقت الراهن بالتخلص من الحرس القديم لولي العهد السابق محمد بن نايف، بينما يواجه أيضاً تهديدات أمنية داخلية وخارجية.
وفي الأسابيع الأخيرة، جرد محمد بن سلمان وزارة الداخلية من العديد من سلطاتها الرئيسية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب. ونقلت جميع هذه الصلاحيات إلى هيئة منشأة حديثاً تحمل اسم “رئاسة أمن الدولة” تخضع للإشراف الكامل من الملك بنفسه.
وكان ولي العهد السابق محمد بن نايف، قبل إقالته، يشغل منصب وزير الداخلية كذلك.
ويرى موقع Oil Price البريطاني أن التغيير المفاجئ والجذري في الأجهزة الأمنية يشير إلى استمرار وجود بعض المعارضة في المملكة ضد تولي محمد بن سلمان منصب ولي العهد. وينظر إلى تعيين الفريق أول عبد العزيز الهويريني على أنه محاولة لبناء المزيد من الدعم لصالح محمد بن سلمان، في ظل اعتبار الهويريني من أنصاره.
وفي الوقت نفسه، يهدف تعيين الهويريني أيضاً إلى تهدئة مخاوف الغرب من أن تغير المملكة العربية السعودية موقفها في الحرب العالمية ضد الإرهاب.
ويضيف الموقع أنه مع ذلك، لا يزال التهديد الرئيسي قائماً داخل المملكة نفسها. ولا يعد منصب محمد بن سلمان مسلماً به، إذ لا تزال هناك مجموعة كبيرة من أفراد العائلة المالكة تعارض منصب محمد بن سلمان الجديد.
وحسب الموقع تكمن معارضة محتملة داخل الحرس القديم لقوات الأمن التي كان يقودها محمد بن نايف، ولا سيما في ظل اعتبار متعب بن عبد الله، رئيس الحرس الوطني السعودي حالياً، هدفاً يحتمل أن يتعرض للإقالة.
ويضيف الموقع: “يعتبر الحرس الوطني، إذا استغلته المعارضة، تهديداً حقيقياً على محمد بن سلمان بشكل عام، ولاسيما في ظل إخلاصه الشديد لحاشية الملك السابق عبد الله”. مشيراً إلى أن قوات الحرس الوطني لم تذكر في المرسوم الملكي الأخير، وهذا مؤشر على قوتها داخل المملكة.
وكان المغرد السعودي “مجتهد”، الذي ينشر أحياناً تسريبات من داخل العائلة المالكة، أثبت فيما بعد صحة غالبيتها، قال إن بن سلمان حاول إقناع الأمير متعب بن عبدالله (65 عاماً)، قائد الحرس الوطني السعودي بالتخلي عن منصبه، مقترحاً تعيين أحد أبنائه، وهو ما رفضه الأمير متعب، محذراً بن سلمان من التهور بقرار مثل هذا.