موقع بريطاني: الحرس الوطني السعودي قد يكون أكبر تهديد لـ"بن سلمان".. لماذا لم تشمله كل التغييرات الأخيرة؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2223
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

هاف بوست عربي
حذّر موقع Oil Price البريطاني من أن توازن القوى في السعودية على حافة الانهيار، ملمحاً لوجود معارضة لولي العهد الجديد محمد بن سلمان داخل الحرس القديم لقوات الأمن، والأخطر داخل الحرس الوطني.
وقال الموقع البريطاني في تقرير نشر مؤخراً "ستبدو حرارة الصيف القائظ في المملكة العربية السعودية كنسيمٍ بارد مقارنةً بحرارة الصراع الجيوسياسي الذي قد يسيطر على البلاد قريباً إذا ما استمرت الصراعات الداخلية الجارية في زعزعة استقرار العائلة المالكة والأمن القومي خلال الأسابيع المقبلة.
وبعد ترقيته الناجحة لمنصب وليّ العهد، كُلِّف محمد بن سلمان من أبيه الملك سلمان بإدارة شؤون البلاد في أثناء عطلة الأخير التي يقضيها في المغرب. وتتزامن عطلة الملك سلمان مع حالةٍ من عدم الاستقرار النسبي في المملكة، حيث لا تزال تتردد أصداء إقالة ولي العهد السابق محمد بن نايف في نهاية شهر رمضان الماضي يونيو/حزيران 2017 .
وكان اختيار الملك سلمان بمنح ابنه منصب ولي العهد متوقعاً، ولكنَّ بعض المُطَّلعين في المملكة يُحذِّرون من أنَّ سلفه، محمد بن نايف، لا يزال يحظى بنفوذٍ كبير، حسب الموقع.
وجاء تكليف محمد بن سلمان بتولي مسؤولية إدارة البلاد خلال هذه الفترة التي يشهد فيها الخليج العربي تقلباتٍ كبيرة بالفعل، بينما يواصل التحالف الذي تقوده السعودية الضغط على دولة قطر العربية المجاورة، ليُزيد من الشكوك حول الوضع.
ويرى التقرير أن ولي العهد الشاب يواجه بعض الضغوط الشخصية كذلك، إذ أسفر عدم إحراز تقدمٍ في حرب اليمن (ضد الحوثيين وإيران)، والإستراتيجية السعودية الوليدة لتحقيق استقرارٍ في سوق النفط، وأزمة قطر عن تراجعٍ كبير في توقعات وكالات التصنيف الدولية الخاصة بنمو الناتج المحلي الإجمالي. ويظل التأثير السلبي لهذه القضايا تحت السيطرة في ظل الاحتياطات المالية الهائلة في السعودية، ولكن مع تزايد قائمة مبادرات محمد بن سلمان الفاشلة، يتعرض منصبه في المملكة لضغوطٍ متزايدة.
وفي الوقت نفسه، تنتشر شائعاتٌ بأنَّ صحة الملك سلمان قد أصابها المزيد من التدهور، حتى أنَّ هناك مصادر سعودية أشارت في وسائل الإعلام إلى أنَّ الملك سلمان يُفكِّر في التنازل عن العرش لصالح ابنه خلال الأشهر القليلة المقبلة.
ويمكن أن يُعطي جلوس محمد بن سلمان على العرش في الفترة الحالية خلال عطلة الملك سلمان لمحةً عمَّا ستؤول إليه المرحلة المقبلة.

إعادة هيكلة
وبينما تُحدق الأخطار بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في ظل تراكم الضغوط الاقتصادية بسبب انخفاض أسعار النفط، يخضع الجهاز الأمني في المملكة لإعادة هيكلةٍ شاملة. ويتلقى محمد بن سلمان اتهاماتٍ في الوقت الراهن بالتخلُّص من قاعدة السُلطة القديمة لولي العهد السابق محمد بن نايف، بينما يواجه أيضاً تهديداتٍ أمنية داخلية وخارجية.
وفي الأسابيع الأخيرة، جرَّد محمد بن سلمان وزارة الداخلية من العديد من تكليفاتها الرئيسية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب. ونُقِلَت جميع هذه الصلاحيات إلى هيئةٍ مُنشأة حديثاً تخضع للإشراف الكامل من الملك بنفسه. وكان ولي العهد السابق محمد بن نايف، قبل إقالته، يشغل منصب وزير الداخلية كذلك. جديرٌ بالذكر أنَّ الهيئة الجديدة، التي تحمل اسم "رئاسة أمن الدولة"، تخضع لسيطرة الملك، الذي يشغل منصب رئيس الوزراء كذلك. وجاء في مرسومٍ ملكي أنَّ "كل ما يتعلَّق بأمن الدولة من موظفين مدنيين وعسكريين، وميزانيات، ووثائق، ومعلومات سيُنقل إلى السُلطة الجديدة".

أين يكمن التهديد الحقيقي لبن سلمان؟
ويرى موقع Oil Price البريطاني أن التغيير المفاجئ والجذري في الأجهزة الأمنية يشير إلى استمرار وجود بعض المعارضة في المملكة ضد تولِّي محمد بن سلمان منصب ولي العهد. ويُنظَر إلى تعيين الفريق أول عبد العزيز الهويريني على أنَّه محاولةٌ لبناء المزيد من الدعم لصالح محمد بن سلمان، في ظل اعتبار الهويريني من أنصاره. وفي الوقت نفسه، يهدف تعيين الهويريني أيضاً إلى تهدئة مخاوف الغرب من أن تُغيِّر المملكة العربية السعودية موقفها في الحرب العالمية ضد الإرهاب.
ومع ذلك، لا يزال التهديد الرئيسي قائماً داخل المملكة نفسها. ولا يُعَد منصب محمد بن سلمان مُسلَّماً به، إذ لا تزال هناك مجموعةٌ كبيرة من أفراد العائلة المالكة تعارض منصب محمد بن سلمان بشكلٍ عام.
وتكمن معارضةٌ محتملة داخل الحرس القديم لقوات الأمن التي كان يقودها محمد بن نايف، ولا سيما في ظل اعتبار متعب بن عبد الله، رئيس الحرس الوطني السعودي حالياً، هدفاً يحتمل أن يتعرَّض للإقالة، وفقا للموقع.
ويقول "Oil Price": يُعتبر الحرس الوطني، إذا استغلته المعارضة، تهديداً حقيقياً على محمد بن سلمان بشكلٍ عام، ولاسيما في ظل إخلاصه الشديد لحاشية الملك السابق عبد الله.
ولفت إلى أنَّ قوات الحرس الوطني لم تُذكر في المرسوم الملكي الأخير، وهذا مؤشرٌ على أهميتها وقوتها داخل المملكة.
وكان المغرد السعودي "مجتهد"، الذي ينشر بين الفينة والأخرى تسريبات من داخل العائلة المالكة، أثبت فيما بعد صحة غالبيتها، قد قال أن بن سلمان حاول إقناع الأمير متعب بن عبدالله (65 عاماً)، قائد الحرس الوطني السعودي بالتخلي عن منصبه، مقترحاً تعيين أحد أبنائه، وهو ما رفضه الأمير متعب، محذراً بن سلمان من التهور بقرار مثل هذا، وفقاً لما ورد في تقرير لوكالة سبوتنيك الروسية.
وزعم "مجتهد" أن الأمير متعب حاول إيقاف بن سلمان لثنيه عن هذه الخطوة، وذلك بالاستعانة بالأمير أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك سلمان، لإيقاف ما وصفه بـ"تهور بن سلمان"، مؤكداً أن الأمير متعب وجد الأمير أحمد نفسه متخوفاً من إقدام بن سلمان على فرض الإقامة الجبرية عليه.
​واعتبر "مجتهد"، في آخر تدويناته، "أنه لا يلام بن سلمان على التفكير بفرض الإقامة الجبرية على أحمد بن عبدالعزيز، لأنه صار قطباً لتجمع الرافضين للوضع الجديد بمن فيهم بعض أبناء سلمان".

هل سيصير ملكاً؟
وتُناقَش حالياً عدة سيناريوهات داخل المملكة وخارجها على حدٍ سواء. ومن المتوقع أن يصير محمد بن سلمان ملكاً خلال العام المُقبل، مع أنَّ الذريعة وراء اتخاذ هذه الخطوة لم تتضح بعد.
وهناك سيناريو آخر محتمل يُرجِّح إمكانية اندلاع صراعاتٍ إقليمية، مما يقتضي إحداث تغيير جذري في المملكة. ولا شك أنَّ مواجهةً مُحتَمَلة مع إيران أو قطر تقتضي وجود قائدٍ شاب قوي للتعامل مع هذه القضايا.
ويرى موقع Oil Price البريطاني أنه بالنظر إلى النهج الاستباقي الذي يتبناه محمد بن سلمان بالفعل، تُعد ترقيته إلى منصب ولي العهد إجراءً منطقياً. وسيحظى محمد بن سلمان كذلك بدعم حكام الخليج الرئيسيين، مثل الإمارات العربية المتحدة والبحرين، بالإضافة إلى مصر. ويبدو أنَّ الكويت تتعاطف حالياً مع وجهات نظر محمد بن سلمان في المنطقة.
ويتمثَّل الموقف الأكثر إثارةً للقلق في احتمالية اتخاذ محمد بن سلمان موقفاً أكثر عدوانية مستغلاً سلطات منصبه الحالي لإحداث تغييرات جذرية في أجهزة الأمن الداخلية.
وقد تنجح هذه الخطوة، ولكنَّ ذلك يعتمد اعتماداً كلياً على التنسيق مع جميع القوات العسكرية وقوات الأمن السعودية، وفي الوقت الحالي، لا يمكن تحقيق ذلك دون إزعاج قوات الحرس الوطني وغيرها من قوات الأمن الداخلية.
وعلى مدار الأسابيع المقبلة، ينبغي على المحللين مراقبة هذه التطورات. ولن يقتصر خطر زعزعة استقرار السعودية على المنطقة فحسب، بل سيطال إمدادات الطاقة.
وينتظر خصوم محمد بن سلمان أي خطأ منه لبدء التحرك ضده. وستدعم إيران ودولٌ أخرى أي معارضة تهدف إلى إطاحة بولي العهد من السلطة. ويقول الموقع في ختام تقريره "دعونا نأمل أن تتأثر الرياض بحرارة الصيف العادية فقط وليس تداعيات صراعات السلطة الداخلية بالإضافة إلى تطلعاتٍ إقليمية من دولٍ أخرى. وسيفعل محمد بن سلمان خيراً بأن يتذكَّر كلمات صلاح الدين حين قال: "تتطلب القدرة على الإلهام مستوى مميزاً من جودة القيادة وليس فرض الولاء بالقوة".