جولة تيرلسون الخليجية التي تبدأ الاثنين من الكويت جاءت لمنع انفجار الازمة مع قطر..
وخبير امريكي كبير يتوقع بداية حرب كبرى على غرار الحرب العالمية الأولى.. وزيارة مبعوث للامير تميم الى الكويت قد تعكس تحولا بإتجاه “المرونة”
لندن ـ “راي اليوم” ـ مها بربار:
يبدأ ريكس تيرلسون، وزير الخارجية الأمريكي، جولة له في منطقة الخليج غدا الثلاثاء بزيارة الى الكويت في محاولة من جانبه لايجاد تسوية للازمة الخليجية، ومنع تصاعدها الى حرب إقليمية في ظل تشدد الطرف القطري ورفضه تقديم أي تنازلات يرى انها يمكن ان تنتقص من سيادته، ورفض المحور السعودي الاماراتي المصري البحريني لاي حوار مشترطا تطبيق الدوحة لشروطه الـ13 دون ابطاء، والأخطر من ذلك ان الدول الأربع سحبت هذه الشروط كاملة ليلة الخميس الماضي بسبب الرد السلبي القطري عليها، حسب البيان الذي صدر في هذا الصدد.
اختيار تيرلسون للكويت كمحطة أولى تأتي دعما لمبادرتها، ووساطة الشيخ صباح الأحمد، امير البلاد، للوصول الى تسوية سياسية، لكن فرص نجاح جهوده هذه تبدو محدودة للغاية، وهذه هي النتيجة التي توصل اليها بوريس جونسون، وزير الخارجية البريطاني، اثناء جولة خليجية مماثلة انتهت في الكويت، ورأى جونسون ان احتمالات حل الازمة تبدو بعيدة.
مسؤول غربي كبير قال لـ”راي اليوم” ان هذا التحرك الدبلوماسي الأمريكي البريطاني يأتي لتهدئة الأوضاع بعد وصول تقارير تفيد بأن احتمال انتقال الازمة الى مرحلة التدخل العسكري بات مرجحا اكثر من أي وقت مضى، وخاصة بعد اجتماع قادة اجهزة المخابرات في السعودية والامارات ومصر والبحرين وضع خططا لزعزعة استقرار دولة قطر، وشق اسرتها الحاكمة، وتأليب بعض القبائل ضد نظام الحكم.
اذا صحت التقارير التي نشرتها صحيفة “الانباء” الكويتية، وأفادت بأن الأمير تميم بن حمد آل ثاني اوفد مبعوثا الى دولة الكويت للقاء اميرها حاملا رسالة تتضمن مقترحات قطرية جديدة، فأن هذا قد يفسر توصل السلطات القطرية الى معلومات حول مخططات التدخل الخارجي، ولذلك ارادت ابداء المرونة، وتقديم اوراق عبر الوسيط الكويتي الى وزير الخارجية الأمريكي يمكن ان تساعد في فتح قنوات للحوار مع المحور الآخر.
سيمون هندرسون الباحث المتخصص في الشؤون الخليجية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى لم يستبعد في مقالة نشرها في مجلة “فورن بوليسي” الامريكية اندلاع حرب إقليمية على أرضية الازمة القطرية، وذهب الى ما هو ابعد من ذلك عندما شبه التوتر الحالي بنظيره الذي حدث عام 1914 وبعد اغتيال الدوق فرانز فرديناند في سراييفو وادى الى انفجار الحرب العالمية الأولى.
وزراء خارجية الدول الأربع الذين اجتمعوا في القاهرة الأربعاء الماضي لبحث اتخاذ خطوات تصعيدية اقتصادية، وربما عسكرية، كرد على انتهاء المهلتين دون تقديم قطر أي تنازلات، ربما لم ينفذوا أيا من تهديداتهم بتجميد عضوية قطر في مجلس التعاون، وتشديد العقوبات الاقتصادية ضدها، لعدم وضع العصى في دواليب جولة تيرلسون، ومواجهة تهمة افشالها، من قبل أمريكا العظمى.
معلومات وصلت الى “راي اليوم” اكدت ان الدول الأربع متمسكة بموقفها في ضرورة رضوخ قطر بالكامل لمطالبها دون نقاش، وان اجتماع المنامة الذي قد يعقد فور انتهاء جولة تيرلسون مباشرة قد يطلق العقوبات الجديدة، وما اصدار الحكومة المصرية قرارا بمنع السفن القطرية من الاستفادة بالتسهيلات الاقتصادية في منطقة قناة السويس الا المؤشر في هذا الخصوص.
ولعل التغريدات التي اطلقها الفريق ضاحي خلفان نائب رئيس شرطة دبي اليوم وطالب فيها الى فرض رقابة وتشديد على الأموال القطرية، ووضع قطر كلها تحت الوصاية الدولية، الا احد الخطط المطروحة التي قد يتم تنفيذها في الأيام المقبلة، فالفريق ضاحي خلفان قريب من دائرة الحكم في الامارات، وينشر هذه التغريدات بإيحاء من قيادته للتمهيد للتصعيد المقبل.
هذا الزحام الدبلوماسي الذي يشمل زيارة وزير خارجية بريطانيا وامريكا هو دليل “تأزم” واحتقان يوشك ان ينفجر لا بد من تطويقه، ولكن أي تهدئة يمكن ان تتمخض عنه، ربما تكون مؤقتة، مثلما اكد لنا دبلوماسي خليجي كبير متقاعد يعرف المنطقة جيدا.