نيزافيسيمايا غازيتا: الخليج وحرب تسويق السلاح العالمية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2381
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

تشير صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” في مقالها الافتتاحي إلى أن الفوز على المنافسين في أسواق السلاح العالمية يتم في البداية بواسطة الكلام.
جاء في الافتتاحية:
دب الذهول في أسواق السلاح العالمية بعد عقد دونالد ترامب، خلال جولته في الشرق الأوسط، مع المملكة السعودية صفقة لتوريد أسلحة إلى المملكة بمبلغ 110 مليارات دولار، إضافة إلى صفقات بقيمة 350 مليار دولار يتم تنفيذها خلال 10 سنوات. وبحسب الخبراء، سيكون بإمكان السعودية تحديث ترسانتها خلال هذه الفترة عدة مرات. والسؤال هنا: لماذا كل هذه النفقات؟
بعد النجاح الذي حققته الأسلحة الروسية في سوريا، كان على المجمع الصناعي-العسكري في الولايات المتحدة إظهار ما يدل على أن الأسلحة الأمريكية تحظى بطلب كبير. وليس من المهم أن يتم تنفيذ هذه الصفقات، لأنه ليس من الصعب التنبؤ بأن الهدف من الإعلان عن “صفقة القرن” كان دعائيا.
ومن المعلوم أن القوانين النافذة، التي عُمل بها في الحرب الباردة، يُعمل بها أيضا في حرب التسويق العالمية: أي أعلِنْ وامدَح ما تنتجُه أنت واكشف نواقصَ ما ينتجه منافسوك. وإذا لم تنجح في كشف النواقص يمكنك اختلاقها. وهذا ما حصل لمنظومات الدفاع الجوي “إس-300″ و”إس-400″ الصاروخية الروسية في سوريا، حيث إنها لم تتمكن، وفق الرواية الأمريكية، من صد هجمات “الصواريخ المجنحة” على قاعدة الشعيرات السورية. ولتأكيد ذلك، أشاروا إلى ما يقوله “خبراء” روس في الخارج يدعمون “أصدقاءهم الغربيين، ويؤكدون أن نصف قطر فعالية “إس-300″ لا يتجاوز 30 كلم، وأن “إس-400″ ليست أفضل منها… وهذا بمعنى آخر إشارة خفية إلى كل من اشترى هذه المنظومات بأنه أخطا في الاختيار، وأن من الأفضل لكل من يقف في الطابور لشراء “إس-400″ التخلي عنها. وهذا يشمل “إس-500″، التي لن يكون بمقدورها مقاومة الطائرة الشبح “إف-22″.
وليس مفهوما كيف تمكنوا من تحديد هذا “غيابيا”. لكن، هنا حان الوقت للتذكير بأن الصربيين تمكنوا في عام 1999 من إسقاط طائرة الشبح “إف-117″، التي تعدها الولايات المتحدة الأقوى في العالم، بأول صاروخ سوفييتي من طراز “إس-125″ (نيفا) أطلقوه نحوها. وهذا يعني أن طائرة “إف-117″ لن تصمد أمام صواريخ “إس-400″، فكيف ستصمد أمام “إس-500″ إذا ما كانت قد أُسقطت بصاروخ سوفييتي قديم.
وبالمناسبة، يبلغ نصف قطر مدى صواريخ “إس-300″ ليس 30 كلم، بل أكثر من 200 كلم. وقد حذر المدير العام لمؤسسة “ألماز-أنتي” يان نوفيكوف من أن الضجة في وسائل الإعلام الغربية حول “إس-300″ و “إس-400″ ليست سوى محاولة للتقليل من فعالية اسلحتنا، “بالنظر إلى الشعبية التي تحظى بها هذه المنظومات الصاروخية في العالم، فإن نشر معلومات كاذبة عن فعاليتها، هو من باب المنافسة، ويؤكد من جديد فعاليتها”.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه لو كان لدى الغرب أقل دافع، لحصل الشيء نفسه مع صواريخ “كاليبر” المجنحة، مع أنهم في كثير الأحيان لا يستندون إلى حجة تذكر. ولكن خبراء الغرب توصلوا إلى استنتاج يفيد بأن الدبابات الروسية “تي-14″ (أرماتا) تتفوق بنسبة 25-30 في المئة على “أبرامز″ الأمريكية وعلى “ليوبارد” الألمانية وعلى الفرنسية “لوكلير”. ويشيرون في تقاريرهم إلى نظام “مانتيا” الذي يمتص ويشتت موجات الراديو، ويجعل “أرماتا” قوية حتى أمام منظومة صواريخ “جافلين” المضادة للدبابات. لكنهم عندما لم يجدوا ما يقلل من قوتها، أعلنوا أنها مكلفة جدا وغالية الثمن.
وفي مطلق الأحوال، تبقى حرب التسويق العالمية أفضل من الحرب الواقعية، لأنه لا يُقتل فيها أحد، والسمعة إذا كان السلاح جيدا يمكن استعادتها ثانية.
(روسيا اليوم)