القوات السعودية تشن هجوماً متجددا على العوامية.. وإصابة العشرات وبينهم نساء وأطفال برصاص القناصة
شنت القوات السعودية هجمات عنيفة متجددة على بلدة العوامية، شرق السعودية، وذلك في أعقاب الإعلان عن مقتل الرائد طارق العلاقي، الذي يؤكد ناشطون بأنه أحد “قادة” العدوان السعودي على البلدة، والمتواصل منذ أكثر من شهر.
وأسفرت الهجمات التي شنتها القوات السعودية أمس وحتى وقت متأخر من فجر اليوم الثلاثاء، ١٣ يونيو، عن إصابة عشرات من المواطنين والمقيمين بالرصاص القاتل، وبينهم عدد من الأطفال والنساء، فيما قدّرت بعض المصادر الإعلامية عدد المصابين بأكثر من ٣٠ شخصاً في إحصائية غير نهائية مع استمرار القصف والهجمات على أحياء البلدة، وفي ظل الحالات التي تتوالى على المراكز الصحية والمستشفيات.
ومن بين المصابين الناشط المعروف محمد النمر، شقيق الشهيد الشيخ نمر النمر، حيث أُصيب في قدمه برصاص أطلقه أحد القناصين السعوديين أثناء توجهه بسيارته إلى منزله، حيث نُقل إلى المستشفى وخضع لعملية جراحية.
وكتب النمر على حسابه في موقع توتير بعد الإصابة: “سأكون وفياً وأواصل البحث عن الأمن والسلام لأهديه لمن فقده من أبناء بلدتي التي كانت وادعة يوما ما. ومدينتي الجميلة. ووطني الحبيب”.
وأوضحت المصادر بأن بعض المصابين تعرضوا لطلقات القناصة والمدرعات السعودية وهم داخل منازلهم، وأثناء تنقلهم بسيارتهم وعبورهم الطرق مشياً. في حين أُصيبت المواطنة آيات أحمد المحسن – التي تعمل ممرضة – برصاصة في الفخذ، حيث لاحقتها مدرعة سعودية واصطدمت بسيارتها من الخلف وتم إطلاق النار عليها، ووصف ناشطون إصابتها بالحرجة بعد استقرار الرصاصة قرب منطقة الحوض.
كما تعرض بعض عوائل النشطاء السياسيين المطلوبين لاستهداف القوات السعودية، ومنهم المواطنة فاطمة حسن آل زايد، شقيقة الناشطين المطاردين علي ومحمد، حيث أُصيبت برصاصة في صدرها وخضعت لعملية جراحية لاستخراج الرصاصة.
ومن الأطفال الذين وثق ناشطون إصابتهم، الطفل سجاد محمد آل أبو عبدالله، البالغ من العمر ٤ سنوات، حيث أُصيب برصاص أطلقه أحد القناصة، وأصاب كف يده وهشمها، إضافة إلى رصاصة أخرى أصابت بطنه.
ولم يسلم المقيمون من العمالة الآسيوية من إطلاق النار الكثيف الذي شهدته مختلف أحياء البلدة، وسُجلت أكثر من إصابة من أفراد الجالية الهندية والباكستانية.
وكان لافتاً أن الإصابات التي تم توثيقها منذ الأمس وحتى فجر اليوم وقعت في أحياء خارج محيط حي المسورة التاريخي، وخاصة في الشوارع المطلة على مركز قوات الطوارىء السعودية وسط البلدة، والذي تحيطه أحياء سكنية واسعة، وهو ما يفسّر العدد الكبير من الإصابات التي تعرض لها المواطنون والمقيمون من القناصة الذين استهدفوا، بشكل عشوائي “وجنوني” كل المارة والسيارات والمنازل ونوافذها.
يُشار إلى أن القوات السعودية شنت هجوماً على البلدة في مايو الماضي واستهدفت حي المسورة لهدمه قسراً، رغم رفض الأهالي وتنديد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لقرار هدم الحي الذي يمثل واحدا من المعالم التاريخية والدينية في المنطقة. إلا أن النظام السعودي رفض المواقف الدولية والأممية التي دعته لإلغاء قرار الهدم، وشن هجوماً دمويا على البلدة وأسفر عن سقوط عدد من الشهداء وعشرات الجرحى، إضافة إلى تدمير واسع في مختلف أحياء البلدة التي تحولت إلى خراب بعد تعرض منازلها ومساجدها لقصف المدرعات والقنابل الحارقة.