جدل شرس على وسائط الاجتماعي يتمحور حول الخلاف السعودي القطري وبعد اسقاط نسب الوهابية عن آل ثاني..
آراء تدافع عن بيان “آل الشيخ”.. ومراقبون يرون انه يصب في مصلحة امير قطر
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
على وَقع الخلافات السعودية- القطرية، والتي اشتعلت عبر أثير الإعلام السعودي الإماراتي على خَلفية تصريحات “نارية” مَنسوبة للأمير تميم بن حمد شرعن فيها المُقاومة والتقارب مع إيران، طالبت أسرة آل الشيخ والتي ينحدر منها مُفتي بلاد الحرمين الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، طالبت الأسرة التي تتولّى الأمور الدينية إلى جانب العائلة الحاكمة آل سعود في المملكة، أمير قطر بتغيير اسم جامع، كان قد بناه الأمير القطري، وأطلق عليه اسم الإمام محمد بن عبدالوهاب.
العائلة الدينية آل الشيخ، قالت في بيان أن الأمير تميم “يدّعي” أن محمد بن عبدالوهاب هو جدّه، وأن من يتولّون الإمامة في المسجد المذكور لا يمتّون بصِلة لنهج الشيخ عبدالوهاب، كما أصدرت بياناً توضيحياً، أكّدت فيه أن دعوة انتماء أمير قطر لذُريّة “الشيخ الوهّابي”، هي دعوة باطلة ومُختلقة.
وأشارت الأسرة في بيانها، أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان بن علي بن محمد من آل مشرف من وهبة من بني تميم، له أربعة أبناء أنجبوا فقط، ومنهم امتدت أسرة آل الشيخ، وهم حسين بن محمد بن عبدالوهاب، وتُسمّى ذريته (آل حسين)، أما من يدّعي أنه يعود إلى الشيخ من غير هؤلاء الأربعة داخل المملكة أو خارجها، فهي دعوة كاذبة ومُختلقة، ولا تمت للحقيقة بأية صلة، كأمير إحدى الدول الخليجية الذي لم تذكر اسمه مُباشرة.
ووقّع على البيان الصادر عن العائلة كل من: مُفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، ورئيس مجلس الشورى الشيخ عبدالله بن محمد آل الشيخ، وأكثر من 200 من كبار أسرة آل الشيخ من عُلماء وقُضاة.
السعوديون، وعبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، انقسموا حول بيان الأسرة الدينية الحاكمة في بلادهم بين مُؤيّدٍ ومُعارض، الداعمون للبيان اعتبروا أنه جاء في سياق حملة “الحزم والعزم والردع″ للمُتطاولين على المملكة، أما المُعارضين فاعتبروا أن ذلك البيان يأتي في إطار حملة إعلامية خبيثة مُوجّهة ضد الشقيقة الخليجية قطر، وأكّدوا أن إعلامهم ليس بأفضل من إعلام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي يُدار من الخارج، على حد قولهم.
حساب “نحو الحرية” وبتغريدة علّق على البيان بالقول: “يُحاربون الإخوان لأنهم يستخدمون الدين في السياسة، وهم أنفسهم لم يتركوا شيء لم يستخدموه”، أما حساب “رأي وأكثر” فقال أن من يدعمون البيان، هم أنفسهم من يُكرّهون الناس بالوهابية، يزيد العنزي طالب بدوره بإغلاق الحدود القطرية السعودية، ومحمد الغامدي وصف البيان بالتاريخي الذي يُوقف المُتطاولين عند حدودهم حتى لو كانوا خليجيين.
وبحسب الموقع الإلكتروني الرسمي للجامع، فإن جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب الذي تبلغ مساحته 175 ألف متر مربّع، هو من أجمل مساجد قطر، وبُني في العام 2011 تاريخ يوم 16 ديسمبر، وسُمّي تيمّناً بالشيخ محمد بن عبدالوهاب، وهو من أكبر وأضخم المساجد التي بُنيت على الطراز القطري القديم.
وتأتي وفق مُراقبين، مُطالبات أسرة آل الشيخ السعودية بتغيير اسم المسجد بعد حوالي الست سنوات على تشييده وحمله لاسم “الشيخ الوهابي”، مما يدل على تدهور العلاقات السعودية القطرية، ودخولها مرحلة صِدام، يتعدّى كونه صِداماً إعلامياً، ويصل للصدام الديني والسياسي، وربّما العسكري لاحقاً.
ويرى بعض المراقبين ان هذه الحملة التي تبريء امير قطر واسرته من الحركة الوهابية قد تفيدها خاصة في هذا الوقت الذي تتصاعد الآراء في الغرب التي تربط بين المذهب الوهابي والإرهاب، وتؤكد ان تنظيم “الدولة الإسلامية” او “داعش” يعتمد الفكر الوهابي كأيديولوجية له.