عمّان تراقب الأزمة الخليجية وتتقارب مع قطر: تقدير سياسي لاتصال الامير تميم بملك الأردن مقابل التشنج السعودي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2566
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

في القمة الاسلامية.. والبوابة الخلفية مع الايرانيين فتحها الاخوان المسلمون لصناع القرار.. تنبؤات غربية بـ”سلخ” أو “انسلاخ” دولتين من مجلس التعاون..
عمان- رأي اليوم- فرح مرقه
تقدّر عمان في مستوى القرار السياسي اتصال الامير القطري تميم بن حمد مع عاهل الاردن مباشرة بعد القمة الاسلامية المتشنجة التي تم عقدها في العاصمة السعودية الرياض، وترى في حرص قطر على التواصل “خطوة إيجابية” وهادفة للتقارب بين من بات متعارف عليهم بـ “ضحايا القمة” الثلاث، وهنا الحديث عن القاهرة إلى جانب عمان وقطر.
المذكورون باتوا ضحايا بعد خروج الأردن ومصر “من المولد بلا حمص”، الامر الذي تبعه الملاحظة المتشنجة التي ابداها الملك سلمان للملك عبد الله الثاني حول “الصلاة على النبي” والتي تبعتها ابتسامة من نجله الامير محمد بن سلمان (عرّاب التنسيق الاقتصادي الاردني- السعودي)، في المقابل شعرت قطر بتهميش كبير لتتم معاقبتها لاحقا على المجاملة الوحيدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الاتصال الهاتفي النادر من الامير تميم بعد قمة الرياض بدا كتأكيد على علاقة عادت مياهها للمجرى الطبيعي إبان القمة العربية التي استضافتها العاصمة الاردنية، وعقد على هامشها ملك الاردن مباحثات ثنائية مع الامير القطري.
عمان تقدّر حرص الامير تميم على شرح موقف بلاده من قمة الرياض للاردن، وتوضيحه انه شخصيا لم يكن يقصد مغادرة قمة الرياض قبل القاء الخطاب الاردني إطلاقا. بالنسبة للاردن فالشرح مقبول، والتمس للامير القطري العذر لمعرفة عمان بعدد المرات التي تغيّر فيها بروتوكول القمة، وبالتالي تغيّر ترتيب الدول.
يأتي ذلك بالتزامن مع أجواء فاترة تماماً بين الاردنيين والسعوديين، إذ التحالف مع الرياض “اقل نشاطا ولمعانا” وسط النخبة الأردنية، ما بات يحمل في طياته انفتاحا متوقعا على الدوحة، رغم الازمة الاخيرة بين الاخيرة وابو ظبي والرياض.
الانفتاح المتوقع على الدوحة يأتي بالتزامن مع تقارب الاخيرة مع طهران، وهو الامر الذي تعيه عمان جيّدا وبدأت ارهاصات قبوله من نشر مقال اخواني للشيخ زكي بني ارشيد يحاول التقرّب من طهران من بوابة المعارضة في الاردن، وهو ما يقلل م نخطر التقارب مع القطريين.
التقارب مع قطر قد لا يزيد عن كونه تعبيرا عن “تنويع″ يصب في صالح الخيارات الأردنية السياسية بعيدا عن لغة “التقرب الشديد” فقط من السعودية واللحاق بها والتبعية لها، خصوصا مع الاجواء المشحونة مع الرياض.
بالنسبة للأزمة الخليجية، فعمان تراقب بصمت وتتعامل مع الحالة بهدوء ودون اي اصطفافات، رغم انها تطلع على الكثير من التفاصيل، إلا ان الاردن لديه قرار بعدم خوض المعركة المذكورة على الاقل، خصوصا بعد الاطلاع على تقارير غربية تشير الى صدوع في خارطة مجلس التعاون الخليجي.
تقرير استراتيجي غربي اطلعت عليه “رأي اليوم” يعتقد أن الأزمة الأخيرة مع قطر قد تكون تمهيدا لإعادة تغيير خارطة مجلس التعاون الخليجي بحيث تخرج منه قطر وسلطنة عمان، وهنا الحديث عن انسلاخ من جانب الدولتين تارة وعن سلخٍ لهما تارة أخرى.
بكل الاحوال، عمان تتجه للتنويع، فمن وجهة النظر الاردنية فقد خرجت تماما المملكة من المولد السعودي “بلا حمص” رغم ما قدّمته من مظاهر المحبة قبيل القمة العربية والجهد الذي بذله الملك عبد الله الثاني في القمة الاسلامية في التعبير عن قضايا الامة.