القمة الإسلامية – الأمريكية: واشنطن سعت الى إقناع ملوك وأمراء الخليج بالابتعاد عن روسيا
أما مواجهة إيران فهي للتسلية الاستراتيجية
باريس – “رأي اليوم”:
رغبت الولايات المتحدة من خلال القمة الاسلامية-الأمريكية في العربية السعودية في إبقاء الأنظمة العربية في صفها بدل رهانها على روسيا مستقبلا في ظل تأكيد موسكو أنها وفية لحلفاءها.
ولا يعتبر قرار اختيار الرئيس الأمريكي الجديد ترامب زيارة العربية السعودية قرارا خاصا بالبيت الأبيض بقدر ما أنه قرار ذو طابع استراتيجي لمختلف المؤسسات الأمريكية من خارجية وجيش واستخبارات.
ولم يجد القرار رفضا من طرف الرئيس الجديد الذي يريد إعادة الدفء للعلاقات مع هياكل الدولة العميقة بعدما اصطدم معها بسبب فرضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة لتعزيز كفة ترامب على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وتحاول العربية السعودية وبعض حلفاءها في العالم العربي بإقناع المسلمين بأن الولايات المتحدة تقف الى جانب السنة في التنافس الطاحن الدائر مع إيران الشيعية. ويقول مصدر عسكري غربي عمل في الحلف الأطلسي في بروكسيل لرأي اليوم “يتخيل البعض أن ترامب له سياسة عدائية ضد إيران، تصريحاته لن تصل الى ربع التصريحات النارية التي كان يطلقها الرئيس السابق جورج بوش الإبن ضد طهران ويهدد بالحرب”.
ويضيف المصدر “القادة العرب من الشرق الأوسط يتناسون أن مخططات البنتاغون والحلف الأطلسي لا تشمل أي حروب مع إيران خاصة وأن هذه الأخيرة لا تقوم بحروب مباشرة باستثناء التدخل في سوريا، وبالتالي: كيف يتم التفكير في الحرب الأمريكية ضد إيران الآن بعد التوقيع على الاتفاق مع إيران حول مشروعها النووي منذ سنتين ، هذا يعتبر عن قصر النظر”.
ويؤكد المصدر “القلق الحقيقي في الغرب وبالخصوص في البنتاغون هو التخوف من رهان بعض الدول العربية على روسيا. فالولايات المتحدة أصبحت تهتم بالصين ونقلت أكبر نسبة من قواتها العسكرية الى المحيط الهادي، ويحس العرب بأنهم بقوا يتامى استراتيجيا خاصة بعد التقدم الإيراني في مجال صناعة الأسلحة وتأكيد روسيا لوفاءها لحليفها السوري، وزار أغلبهم موسكو مرة أو مرتين خلال السنتين الأخيرتين وقامت دولة من حجم مصر ببدء تغيير في ترسانتها العسكرية باقتناء أسلحة روسية متطورة، وهذا مؤشر مقلق للبنتاغون، ولهذا يحاول ترامب استمالة الرئيس السيسي كثيرا”.
ويتمم محللا “لهذا، رغم أن الشرق الأوسط لم يعد حلقة هامة في المخططات الأمريكية مقارنة مع الماضي، لا يرغب البنتاغون في حلول موسكو محل بريطانيا والولايات المتحدة في المنطقة، كما أن الولايات المتحدة إذا أرادت شن حرب ضد أي بلد في المنطقة لن تحتاج الى جيوش المنطقة لضعف تكوينها رغم أن بعضها يتوفر على سلاح متطور، لا ننسى أن حاملة طائرات واحدة فيها من القوة النارية ما يفوق اي دولة شرق أوسطية”.
وقالت السعودية بالتوقيع على صفقات أسلحة أمريكية بمائة مليار دولار خلال القمة، وهذه الأرقام هي للتأثير لأن الجيش السعودي لن يستوعب أسلحة بهذا الحجم، كما أن صفقات بمثل هذه القيمة المالية العالية ستتوزع على أكثر من 15 سنة، هذا إذا صادق الكونغرس على بيع أسلحة متطورة.
وإذا تمت العودة الى التصريحات حول صفقات الأسلحة ومقارنتها لاحقا بالأسلحة الحقيقية التي يتم تسليمها، سيكون الفرق شاسعا سواء في القيمة المالية أو نوعية السلاح، الفرق بين المبالغات الكبيرة في التصريحات وواقع الأسلحة المسلمة.
القمة الإسلامية-الأمريكية قد يكون تأثيرها هو إقناع ملوك الخليج بأن الولايات المتحدة هي شريك لهم ولا داعي لاقترابهم من روسيا مستقبلا.