ترامب يدفع الرياض الى لعب دور عسكري اكبر في مواجهة ايران

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1955
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

واشنطن ـ (أ ف ب) – باعلانه عن عقود تسلح تبلغ قيمتها 110 مليارات دولار مع السعودية، يدفع الرئيس الاميركي دونالد ترامب الرياض الى لعب دور عسكري أكبر في المنطقة وخصوصا في مواجهة ايران.
وتنوي الولايات المتحدة بيع السعودية المنظومة المتطورة المضادة للصواريخ “ثاد” التي تريد واشنطن نشرها في كوريا الجنوبية في مواجهة صواريخ بيونغ يانغ.
وستؤمن هذه المنظومة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات ولم يتم انتاج سوى عدد محدود منها، للسعودية حماية من الصواريخ البالستية الايرانية.
وفي الأمد القصير جدا، ستستأنف الادارة الاميركية تسليم المملكة قنابل دقيقة التوجيه، وهو الامر الذي تم تعليقه خلال عهد ادارة الرئيس السابق باراك اوباما.
وعبرت واشنطن عن دعمها للحملة العسكرية التي تنفذها السعودية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران، على الرغم من الانتقادات الدولية لمقتل مدنيين في عمليات القصف السعودية.
ويقول جون كابيلو، الخبير في “مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات”، المركز الفكري الاقرب الى المحافظين في واشنطن، لوكالة فرانس برس “هناك اشارة واضحة” من ادارة ترامب الى انه “سيكون هناك مستوى مختلف من التعاون” مع الادارة السعودية.
ويضيف ان إدارة ترامب، كما في اوروبا وآسيا، تريد أن يكون لديها حلفاء يلعبون دورا أكبر في ضمان أمنهم بدون الاعتماد على الجيش الاميركي، موضحا ان هذا هو المنطق المطبق مع السعودية.
ويتابع “بتعزيز القدرات العسكرية السعودية”، تريد الولايات المتحدة “على الارجح أن ترى السعوديين يتولون الجزء الأكبر من العبء” في مواجهة المخاطر الاقليمية وخصوصا تهديد ايران.
ويقول مدير الامن الاقليمي ونقل الاسلحة في وزارة الخارجية الاميركية مايك ميلر ان “حزمة معدات الدفاع والخدمات تدعم أمن السعودية ومنطقة الخليج في مواجهة ايران على الامد الطويل، كما تعزز قدرات المملكة في المساهمة في عمليات مكافحة الارهاب في المنطقة”.
– “قطيعة وبداية جديدة” –
وقالت ادارة ترامب ان صفقة الاسلحة هي الأكبر في التاريخ وتعزز العلاقات الثنائية بين البلدين، لكن قسما كبيرا من هذه المبيعات تجري مناقشته منذ سنوات.
ويبدو المراقبون في حيرة امام معنى هذه الصفقة التي أدرجت في إطار سلسلة من الاستثمارات قالت وزارة الخارجية الاميركية انها يمكن ان تصل الى 380 مليار دولار.
ويقول المساعد السابق لوزير الدفاع الاميركي للشؤون الامنية ديريك شوليت، أحد كبار مستشاري مركز “جرمان مارشال فاند” ان “كلا من الجانبين لديه دوافع لاظهار الامر كقطيعة مع الماضي وبداية عهد جديد”.
وهو يرى في هذه العملية استمرارا طبيعيا لما بدأ في عهد أوباما الذي وافق على بيع السعودية اسلحة تبلغ قيمتها اكثر من مئة مليار دولار.
ويقول شوليت لوكالة فرانس برس “أتساءل لو كانت هيلاري كلينتون الرئيسية، ماذا سيكون مختلفا في هذه الرحلة السعودية؟ في مبيعات الاسلحة، لا اعتقد الكثير”.
ومعظم الصفقات كانت معدة منذ اشهر او سنوات، لكن جاريد كوشنر صهر ترامب عمل على ضمان إنجاز الصفقات قبل زيارة الرئيس الى المملكة.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز″ ان كوشنر اتصل برئيسة مجلس ادارة مجموعة “لوكهيد مارتن” ميريلين هيوسن ليطلب منها خفض سعر منظومة “ثاد”.
و”لوكهيد مارتن” واحدة من أكبر الفائزين في الصفقات التي تشمل بيع سفن حربية متعددة المهام مع قطعها، بقيمة اكثر من 11 مليون دولار.
ويرى الاميركيون ان الامر يتعلق بتعزيز قدرات الردع في مواجهة البحرية الايرانية التي تعد تهديدا لحرية الملاحة في المضيقين الاستراتيجيين هرمز في الخليج وباب المندب في البحر الاحمر.
ويقول توني كورديسمان الخبير في “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية” للابحاث في واشنطن انها “مشكلة اساسية” للادارة الاميركية.
– “حلف اطلسي عربي” –
ويضيف ان “خطة تحديث القوات البحرية ستجعل السعودية شريكا أهم بكثير في التعامل مع التهديد غير المتكافئ الذي تشكله ايران في المنطقة”.
ويعتبر جون كابيلو ان واشنطن تنشر اسلحتها في كل دول الخليج على امل ان تقوم هذه البلدان بزيادة قدراتها العملانية المشتركة لتتمكن من تشكيل بنية دفاعية جماعية ضد ايران.
ويضيف ان اعلان الرياض هو “خطوة” للتقدم باتجاه هذا التحالف الاقليمي الذي تتمنى واشنطن تشكيله، مذكرا بان “مسؤولين في الادارة الاميركية تحدثوا قبل اسابيع عن +حلف اطلسي عربي+”.
لكن الخبراء يقللون من اهمية القرارات التي اعلنت في الرياض، مشيرين الى ان مضمون الاتفاق والبرنامج الزمني لتطبيقه ما زالا غامضين الى حد كبير.
ويرى توني كورديسمان ان الاتفاق يشكل عودة الى الوضع الطبيعي بعد التوتر في عهد الرئيس السابق اوباما. ويضيف ان التوتر الذي نجم عن الاتفاق النووي الايراني “تمت تسويته على مستوى الحكومتين”.
ويتابع “هناك الآن ثقة سعودية بان الولايات المتحدة ستكون شريكا استراتيجيا دائما” في مواجهة التهديد الذي يشكله في نظرها الايرانيون.
لكن بقي نوع واحد من السلاح مستبعدا من المحادثات السعودية الاميركية، وهي طائرات “اف-35″ الخفية التي يحلم السعوديون ودول الخليج الاخرى بامتلاكها.
وتعترض اسرائيل التي تشارك في برنامج “اف-35″ وتسلمت اولى هذه الطائرات منذ فترة وجيزة، على حصول الدول العربية على هذه “الجوهرة” التقنية.
ويرى لورن تومسون من مركز “ليكسنغتن اينستيتيوت” القريب من صناعة الدفاع الاميركية “هناك وسائل لبيع اف-35″ الى دول الخليج “تقلص من الخطر المحتمل على اسرائيل”. ويضيف “لكن لا اعتقد ان ادارة ترامب مستعدة للقيام بهذا الخيار”.