بعد 380 مليار دولار صفقات.. هل تبدأ علاقة استراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1573
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

خالد جمال – التقرير
“380 مليار دولار”.. قيمة العقود التي وقعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في زيارته الأولى إلى الخارجية إلى المملكة العربية السعودية، بينها 110 عقود تسلح تهدف الى مواجهة “التهديدات الإيرانية”.
زيارة “ترامب” للمملكة العربية السعودية تدوم يومين، يتخللها برنامج عمل حافل، إذ سيعقد ثلاث قمم، واحدة مع القادة السعوديين، والثانية مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، والثالثة مع زعماء العالم العربي والإسلامي.
والأمر المعلن حتى الآن هو أن الرئيس ترامب سوف يوجّه خطابًا إلى القمة الثالثة يخص شعوب العالم الإسلامي، على غرار الخطاب الذي ألقاه سلفه باراك أوباما في جامعة القاهرة في بداية ولايته الأولى، والذي ركّز على البعد الديني والتسامح، وأطلق جملة من الوعود لم يتم تنفيذ أي منها.
وتأتي الزيارة في وقت صعب، ووسط اختلاط أوراق وتضارب أجندات، وأمل ضئيل في إحداث تغيير كبير في المنطقة، يعوّل عليه البلد المضيف.
وعقد ترامب لقاء قمة مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بحضور كبار مسؤولي البلدين، كما أجرى لقاءات ثنائية مع مسؤولين سعوديين.
ووصف ترامب اليوم الأول من الزيارة بأنه “يوم رائع”، مضيفًا: “مئات مليارات الدولارات من الاستثمارات في الولايات المتحدة ووظائف، وظائف، وظائف”.

أربعة وثلاثون عقدًا
وتحدثت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن توقيع 34 عقدًا في مجالات عدة بينها الدفاع والنفط والنقل الجوي.
وتشكل الاتفاقيات التي تم توقيعها، اتفاقية في مجال توليد الطاقة، ومذكرة تفاهم بين المستشفى التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، وشركة جنرال إليكتريك بشأن الشراكة مع “جي أي”، واتفاقية مع شركة جي آي هشام باهكالي لتبادل خطاب نوايا بين وزارة الصحة وشركة جنرال إليكتريك بشأن التعاون على تطوير التطبيقات الخاصة بالرعاية الصحية، نظام بريدكس.
وكذلك، وقعت اتفاقية في مجال الاستثمارات البتروكيميائية (اتفاقية تأسيس مصنع للإيثيلين في الولايت المتحدة)، كما جرى التوقيع على عدد من الاتفاقيات مع شركة أرامكو السعودية، إضافة لثلاث اتفاقيات في مجال التعدين وتطوير القدرات البشرية، واتفاقية في مجال الاستثمارات العقارية، وأخرى في مجال النقل الجوي تم توقيع اتفاقية شراء طائرات.

أكثر من 380 مليار دولار
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحفي مشترك عقده في الرياض مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون إن القيمة الاجمالية للاتفاقات تبلغ “أكثر من 380 مليار دولار”.
وأضاف: “نتوقع أن تؤدي هذه الاستثمارات على مدى السنوات العشر المقبلة الى خلق مئات الآلاف من الوظائف في الولايات المتحدة والمملكة السعودية”، ووصف الجبير زيارة ترامب بـ”التاريخية”.
وكان مسؤول في البيت الابيض أعلن أن الاتفاق تم على عقود تسلح للسعودية تشمل تجهيزات أميركية وخدمات صيانة تبلغ قيمتها 110 مليارات دولار.
ووصف المتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر في تغريدة على حسابه على موقع “تويتر” صفقة الاسلحة بانها “الاكبر في تاريخ الولايات المتحدة”.
وقال تيلرسون من جهته ان الصفقة “تدعم امن المملكة والخليج في مواجهة التاثير الايراني السيء والتهديدات الايرانية على طول الحدود السعودية”.

أرامكو السعودية
شركة النفط الوطنية أرامكو السعودية إنها وقعت اتفاقات قيمتها 50 مليار دولار مع شركات أمريكية. وقال وزير الطاقة خالد الفالح إن إجمالي الصفقات مع جميع الشركات يتجاوز 200 مليار دولار وإن العديد منها يستهدف توطين تصنيع منتجات كان يجري استيرادها.
وحرص رجال الأعمال من الجانبين على إبراز نجاح المحادثات مما أوجد درجة من التباهي بالأرقام الكبيرة. وسبق الإعلان عن بعض تلك الصفقات من قبل والبعض الآخر مذكرات تفاهم تتطلب مزيدا من المفاوضات كي تتبلور.
وأبلغ الفالح مؤتمرا “نريد من الشركات الأجنبية أن تنظر إلى السعودية كمنصة للتصدير إلى الأسواق الأخرى.”
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان قام بجولة آسيوية في مارس حيث وقع الوفد السعودي الذي رافقه اتفاقات مماثلة بعشرات المليارات من الدولارات منها صفقات تصل قيمتها إلى 65 مليار دولار في الصين.
واستعرض كبار صناع السياسات الاقتصادية السعوديين، مثل وزير المالية ومدير صندوق الثروة السيادية الرئيسي، فرص الاستثمار في السعودية أثناء مؤتمر حضره العشرات من المديرين التنفيذيين الأمريكيين يوم السبت.
وقال المسؤولون السعوديون إنهم يستهدفون إعداد قواعد جديدة مبسطة للاستثمارات المباشرة للشركات الأجنبية في غضون 12 شهرا.

جنرال إلكتريك
ومن بين الصفقات الموقعة يوم السبت، قالت جنرال إلكتريك إنها توصلت إلى اتفاقات قيمتها 15 مليار دولار تشمل سلعا وخدمات من الشركة نفسها بنحو سبعة مليارات دولار. وشملت الاتفاقات مجالات شتى من الكهرباء إلى الرعاية الصحية والنفط والغاز والتعدين.
وتقيم جاكبوز إنجنيرينج مشروعا مشتركا مع أرامكو لإدارة المشاريع في المملكة وستنقل مكديرموت انترناشونال بعض منشآتها لتصنيع السفن من دبي إلى مجمع جديد لبناء السفن ستشيده أرامكو في السعودية.
وتحرص السعودية، أحد أكبر مشتري السلاح في العالم، على تطوير صناعة سلاح محلية بدلا من الاعتماد على الاستيراد ولذا تركزت صفقات عدة في الصناعات العسكرية.
وقالت لوكهيد مارتن إنها ستدعم التجميع النهائي لما يقدر بنحو 150 طائرة هليكوبتر بلاكهوك اس-70 متعددة المهام في السعودية.
ويبدو أن الطرفين، السعودي وترامب حققا رغبتيهما، حيث يعتقد الأول أنه الآن بات في وضع سياسي وعسكري أفضل في مواجهة “العدو اللدود”، إيران، والثاني يعتقد أن الصفقات التي حصل عليها ستحسن من صورته المتصدعة في الداخل، وربما سيبعده ذلك ولو لفترة وجيزة عن انتقادات من لا يرحم في الولايات المتحدة.
وعلى هذا الأساس يطرح السؤال نفسه: هل تبدأ علاقة إستراتيجية شاملة جديدة بين السعودية والولايات المتحدة؟