طلاب العوامية يؤدون امتحاناتهم تحت وطأة الحصار

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1910
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +
في الوقت التي تسعى الدول المتقدمة والنامية- على حد سواء- جاهدة إلى تطوير التعليم بشتى السبل وجعل بيئتها بيئة تنافسية للتعليم وخلق الإبداع والمبدعين والتحفيز على الجهد والاجتهاد، وتولي كافة الدول العام الدراسي اهتماماً بالغاً بالخصوص أيام الامتحانات.
 و في المملكة هذا العام قُدِّمت أيام الامتحانات لجميع الطلاب والطالبات قبل موعدها الذي كان يصادف شهر رمضان المبارك حتى لا يتراجع مستوى الطلاب وينخفض أداؤهم جراء إرهاق الصوم والسهر بطبيعة الشهر الفضيل، إلى هنا يعد كل هذا الأمر من المسلمات بل من الواجبات على أي دولة للحفاظ على مستوى و نجاح الموسم الدراسي.

و مع تقدُّم الامتحانات قبل شهر رمضان بأمر ملكي، و بالتوازي أيضا مع الموعد الجديد الذي حددته الدولة لإجراء الطلاب والطالبات امتحاناتهم، قدّمت قواتها ومدرعاتها ورصاصاتها القاتلة إلى بلدة العوامية في منطقة القطيف، فقبل الموعد المحدد بأربعة أيام فقط حولت القوات السعودية ساحة منازل البلدة إلى حرب و دمار و خراب و رائحة الحرائق والدخان تخنق المكان وتضيق فيها أنفاس ساكينها، و تتساقط جدران منازلهم على رؤوسهم بذرائع مختلفة، و أما السبب الحقيقي والواقعي فهو محاولة إسكات الأصوات وإخماد الحراك المطلبي وسحق كل من ينتقد أو يحاول أن ينتقد في المستقبل.

و في يوم الأحد  14 مايو، إنه الموعد المحدد للامتحانات، ففي فجر تلك الليلة بات طلاب العوامية على تهيئة مختلفة، فالتهيئة الذي قدمتها السلطة لهم من نوع أخر لا مثيل له، أزيز الرصاص و دوي قذائف “آر بي جي”، و القنابل اليدوية المتفجرة، و الأعيرة النارية. أثاروا عند الطلاب حالة من الهلع و الخوف عوضاً عن الهدوء والاستقرار لاستقبال مدرجات فصولهم بأمن و أمان، فعمدت القوات إلى منع بعض الطلاب الذين خرجوا بالحافلات من الدخول مجدداً إلى البلدة إلا بعد توجيه إهانات إليهم، وإخضاعهم لتتفتيش دقيق، وإطلاق رصاص فوق رؤوسهم. كما استهدفت مباني مدارس البلدة بالرصاص وسط تحليق مروحيات وطائرات نفاثة هذا كله حديث الناس المواطنين، حديث سكان البلدة المحاصرة عسكرياً التي تحولت إلى ثكنة عسكرية..

و في تفاصيل رواية السكان، فقد قامت القوات في يوم الأحد بإلقاء القنابل اليدوية من المدرعات في طرقات و أزقة البلدة، في حين أشعلت المدرعات النار في سيارة وسط الطريق بمنطقة الجميمة كما حلقت المروحيات العسكرية على مستوى منخفض في أجواء بلدة العوامية المحاصرة، و فوق أنحاء من القطيف حلقت طائرات حربية نفاثة على علو منخفض.

وفي هذه الأجواء المرعبة غادر طلاب مدارس الثانوية البلدة تحت إجراءات تفتيش عسكري لأداء الامتحانات في مدارس مدينة صفوى، وعلى الحاجز العسكري المحاذي لسجن القطيف مُنِع دخول حافلتين من أصل 4 حافلات لنقل طلاب الثانوية إلى صفوى، و لم يكن التفتييش وحده الذي أرهق الطلاب؛ ففي هذا الوقت أطلقت القوات المتمركزة عند حاجز السجن العام النار في الجو فوق رؤوس الطلاب المنتظرين للحافلات المدرسية!.

أما رواية الصور و الفيديوهات المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي فحدث ولا حرج -كما يقول المثل-  تحولت البلدة إلى ساحة حرب حقيقية، أصوات القنابل و المتفجرات و الرصاص و ألسنة النيران و الدخان يعلو إلى عنان السماء، كل ذلك تشاهده وتسمعه من خلال الصور وبعض المقاطع المسربة وسط غياب وسائل الإعلام لتنقل الحدث والحقيقة عما يجري هناك! لا شي سوى إعلام السلطة غير المستقل، ينقل ما يريد و يحجب الوجه الآخر، فلم يُقدِم فحسب على تزوير الحقائق وإنما عمد إلى قلب الصورة فجعل من الضحية هي الجانية والقاتلة!

و اليوم الإثنين، واصلت القوات السعودية ما بدأته، فعمدت إلى احتجاز طلاب المرحلة الثانوية من أهالي العوامية في طريق عودتهم من صفوى إلى بلدتهم، وأخضعتهم للتفتيش الشخصي الدقيق وسط إساءات الجنود وشتائمهم طيلة 3 ساعات قبل أن تسمح لهم بدخول البلدة.

و مع ما يجري لازال الطلاب والطالبات مستمرون في صمودهم من أجل إتمام عامهم الدراسي وسط تلك الحواجز العسكرية و فوق رؤوسهم الطائرات الحربية، و تتساقط عليهم الرصاصات والأعيرة النارية من كل حدب و صوب، إنها أيام امتحانات صعبة على كل الأصعدة لسكان العوامية وضواحيها خاصة و للقطيف عامة!.