«هل السيادة للنقدية؟».. صفقة جزر المالديف السعودية تثير الجدل

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 5124
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ميديل إيست آي– التقرير

تعد جزر المالديف واحدة من أفضل الوجهات السياحية بالعالم، حيث تتمتع بشواطئها البيضاء المتلألئة ومياهها البيضاء الناصعة التي تجذب أكثر من مليون زائر أجنبي في كل عام.

وفي وقت لاحق من هذا الشهر، من المقرر أن تستضيف جذر المالديف، التي تقع بالمحيط الهندي، وتتمتع بشعبية خاصة وسط الراغبين في قضاء شهر العسل، نوعا مختلفا من الزوار عندما يصل الملك سلمان بن عبد العزيز ملك السعودية؛ لإجراء محادثات رسمية وقضاء عطلة.

جدير بالذكر أنه على رأس جدول الأعمال بالمحادثات مع الحكومة في ماليه، وهي العاصمة الصغيرة والضيقة لجزر المالديف، من المرجح أن يكون هناك مشروع استثماري سعودي بتكلفة 10 مليار دولار، ويعتقد أن يشمل الاستثمار شراء أو إيجار سعودي طويل الأجل لسلسلة مكونة من 19 من الجزر المرجانية بالدولة.

وفي حين تم رفض الكشف عن تفاصيل الصفقة، يقول رئيس جزر المالديف، عبد الله يمين، إن المشروع سيتضمن “رياضات بحرية دولية، وتنمية مختلطة، وتطوير سكاني عالي الدرجة، والعديد من المنتجعات السياحية، إضافة إلى العديد من المطارات وغيرها من الصناعات”.

وقد أعرب حزب المعارضة الديمقراطي بالمالديف، بقيادة الرئيس السابق محمد نشيد، والذي يعيش حاليا بالمنفى في بريطانيا، عن غضبه إزاء تلك الخطط.

وقال بيان للحزب: “لم تتم مشاركة أية معلومات عن المشروع المقترح مع الجمهور”، وأضاف البيان، “إن تلك المخططات ستسمح بسيطرة قوة أجنبية على واحدة من الـ26 جزيرة مرجانية في البلاد، وهذا يعد بمثابة زحف استعماري”، بحسب البيان.

وفي الوقت نفسه، قد أثيرت مخاوف بين ما يقدر بنحو 4 آلاف شخص ممن قد يكونوا مهددين بنقلهم من منازلهم إذا ما تم المضي قدما في بيع الجزر المرجانية. وتم فض تظاهرة في الآونة الأخيرة من قبل الشرطة. كما هاجمت الشرطة مجموعة بتهمة التخطيط لمظاهرة أثناء زيارة الملك السعودي.

أكثر دولة مسطحة على وجه الأرض

نتيجة بحث الصور عن جزر المالديف

يذكر أن هناك مخاوف من أن تكون التنمية مع أنشطة أعمال البناء والتجريف على نطاق واسع، مصدر تهديد وضرر لا يمكن إصلاحه لواحدة من المناطق الإيكولوجية الأكثر عراقة بالعالم ولكنها غير محصنة.

وتعد جزر المالديف التي تتألف من أكثر من 1200 جزيرة مرجانية، هي أكثر دولة مسطحة على وجه الأرض. ويحذر العلماء من أن يتسبب تغير المناخ وارتفاع منسوب مياه البحر في احتمالية حقيقية جدا بأن تصبح الغالبية العظمى من المساحة اليابسة بالجزيرة تحت الماء بحلول نهاية القرن.

جدير بالذكر أنه أطيح بالرئيس السابق محمد نشيد من السلطة في عام 2012، فيما يقول عنه أنه كان انقلابا عسكريا، كما حكم عليه غيابيا بالسجن لمدة 13 عاما، وكان خلال الفترة التي قضاها في منصبه مدافعا قويا عن فكرة اتخاذ إجراء بشأن عملية تغيير المناخ، داعيا المجتمع الدولي إلى حماية مستقبل بلاده.

وللإعلان عن المشكلات التي بسببها تغيير المناخ، والضرر الذي يلحق بالشعاب المرجانية بجزء المالديف بسبب ارتفاع درجة حرارة البحار، قام “نشيد” بعقد اجتماع لمجلس الوزراء تحت الماء.

وقام عبد الله يمين، الرئيس الحالي، الذي نفى بشدة مزاعم عن فساد الحكومة الذي تناولته مؤخرة شبكة الجزيرة، بالتشديد على ضرورة النمو الاقتصادي وعلى أنه يرى الاستثمارات السعودية بمثابة مفتاح لتحقيق الازدهار المستقبلي.

وتقول الحكومة: “نحن لا نريد اجتماعات مجلس وزراء تحت الماء”. وأضاف، “نحن بحاجة إلى التنمية”.

علاقات أقرب من أي وقت مضى

نتيجة بحث الصور عن سفارة السعودية بجزر المالديف

جدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية وجزر المالديف، الدولة المسلمة ذات الأغلبية السنية والتي يبلغ عدد سكانها أقل قليلا من 400 ألف نسمة ضمنهم حوالي 100 ألف عامل أجنبي، قد أنشأوا علاقات أقرب من أي وقت مضى خلال السنوات الأخيرة.

وتقول المعارضة أن المنطق من وراء التنمية السعودية بمليارات الدولارات قد تكون خطة من قبل الرياض من أجل إنشاء نقطة انطلاق ومنطقة اقتصادية خاصة، بجانب استكمال مرافق للعبور، وذلك لتسهيل عمليات تصدير النفط والغاز إلى آسيا، خاصة الصين.

ومعروف أن جزر المالديف التي تعتمد اعتمادا كبيرا على السياحة وتحتاج إلى استيراد 90 في المئة من احتياجاتها الغذائية، تقع في ورطة اقتصادية خطيرة. وفي عام 2013، منح السعوديون للجزر “قرض ميسر” بمقدار 300 مليون دولار.

يذكر أن الإسلام في جزر المالديف ممزوجا بشكل تقليدي بمبادئ صوفية ومذاهب أخرى. وهناك مخاوف من أن يكون هناك عدد من الأشخاص من جزر المالديف قد انضموا إلى تنظيم الدولة في سوريا والعراق.

وفي أواخر عام 2015، حكم على امرأة اعترفت بارتكاب الزنا، وذلك لأول مرة في جزر المالديف، بالرجم حتى الموت.

وتعهد السعوديون ببناء 10 مساجد “من الطراز العالمي” في جزر الأرخبيل، وقد قامت بالتبرع بمبلغ 100 ألف دولار للمنح الدراسية للدراسة بالمملكة العربية السعودية.

نتيجة بحث الصور عن مساجد جزر المالديف

وكذلك قام الرئيس يمين بعدة زيارات للمملكة العربية السعودية في عام 2015، وأنشأ السعوديون سفارة لهم في جزر المالديف. وفي أوائل عام 2016، قامت الحكومة في ماليه بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران قائلة بأن سياسات طهران بالشرق الأوسط كانت تضر بالسلام في المحيط الهندي.

يذكر أيضا أن أعداد السعوديين الذين يقومون بزيارة جزر المالديف في تزايد. وفي أوائل عام 2014، يقال إن الأمير سلمان قد أنفق حينها 30 مليون دولار لامتلاك جزر المالديف لمدة شهر، مما أدى إلى إلغاء عطلات الكثير من السياح.

كما أن تنامي العلاقات بين الرياض وماليه يثير بعض القلق بالمنطقة، خاصة في الهند. وفي العام الماضي تم منح مجموعة بن لادن السعودية للمقاولات عقد لبناء مطار دولي في جزر المالديف.

وتم إنهاء اتفاق سابق مع شركة هندية لبناء المطار، ومن المرجح أن تضطر جزر المالديف لدفع ملايين الدولارات للشركة على سبيل التعويض.

التوغل في آسيا

يذكر أن الزيارة التي قام بها العاهل السعودي تأتي في نهاية ما ووصف بأنه أكبر مبادرة دبلوماسية على الإطلاق للرياض في آسيا، بجانب التوقف في ماليزيا وبروناي وإندونيسيا واليابان والصين، وذلك قبل الوصول إلى الجزر المرجانية بالمحيط الهادي.

ويقول محللون إن رحلة آسيا تتعلق بتوسيع النفوذ السعودي وتنويع اقتصاد المملكة بعيدا عن النفط والغاز والاستثمار بالمنطقة.

وشملت الرحلة بطانة ملكية مكونة من 1500 شخص، تشمل 25 أميرا و10 وزراء، تم نقلهم على متن 6 طائرات من طراز بوينج، بجانب طائرة نقل عسكرية إضافية تحمل 500 طن من الأمتعة.

جدير بالذكر أن اللوجستية الفخمة للرحلة قد حاذت على شعبية كبيرة، إضافة إلى تقارير عن الفنادق وشركات الليموزين التي تكافح من أجل التعامل التغلب على القلق السائد بالبلاد. وعندما يصل الوفد السعودي إلى محطته الأخيرة بجزر المالديف، تأمل الحكومة في ماليه في الحصول على الثروات الاقتصادية التي تشتد حاجتهم إليها.

وتحذر المعارضة من احتمالية خسارة وشيكة للسيادة على الجزر وحدوث المزيد من المشاكل البيئية في بلد يعتبره الكثيرون جنة سياحية.