اليمن: أيدي السعودية ملطخة بالدماء وفارغة من أي انجاز أمام ترامب
لم يترك الفشل المتواصل للسعودية في حربها على اليمن لحماسة الرياض بالرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب أي مكان. فجعل إعلان ترامب عداءه لإيران وقربه من إسرائيل يبدو كالرئيس المثالي للرياض، لكنّ الهزائم المتواصلة للتحالف السعودي في اليمن كشفت الفشل السعودي للبيت الأبيض.
تقرير سهام علي
يُنظر إلى انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة بشعور متقلب من قبل النظام السعودي. فمن ناحية، ثمة تهديدات خاصة في ما يخص الانعزال الاقتصادي لأميركا، ومن ناحية أخرى، تأمل الرياض في دعم أميركي ضد إيران، لكن طالما بقيت مواقف ترامب متناقضة فان الشعور بعدم الأمان لدى السعوديين يظل كبيراً.
أظهرت مواقف ترامب المتناقضة حالة من عدم الشعور بالأمان لدى السعوديين. فهناك تناقضات تعتري تصريحات ترامب. فتارة يعتبر ترامب أن إيران عدو للولايات المتحدة، وتارة أخرى يؤيد ترامب التعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا ضد تنظيم “داعش”.
يشير تقرير لصحيفة “ذا أروبن” الألمانية إلى أن إيران ما زالت دائما الحليف الأقرب للأسد، وبالتالي، فإن خطط ترامب تجاه سوريا محيرة للسعوديين كون التعاون الأميركي مع الرئيس السوري وروسيا سوف يقوي من عضد الخصم اللدود للسعودية إيران.
وأوضحت المجلة أنّ التخوفات السعودية إن تحققت فيمكن أن تكثف الرياض من سياستها الخارجية العدوانية المستمرة حتى الآن لا سيما في اليمن. أما العواقب فيمكن أن تتسبب في تنامي التحرر من “الأخ الأكبر” الولايات المتحدة وتكثيف الصراع مع إيران.
في آخر أيام الرئيس السابق باراك أوباما، زاد مستوى الفتور في العلاقات بين الرياض وواشنطن بسبب الصيت السيء الذي جلبته الرياض لواشنطن في المجتمع الدولي على إثر المجازر التي ارتكبتها السعودية في اليمن، حيث كانت السعودية محط انتقادات لعدوانها في اليمن، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 6700 شخص، بحسب حصيلة أوردتها الأمم المتحدة في وقت سابق.
بدأ الفتور حقيقة بين الرياض وواشنطن برفض هذه الأخيرة التدخل عسكرياً في سوريا لإسقاط الرئيس بشار الأسد، فيما تدعم الرياض المعارضة السورية. ويرى مراقبون أنّ الولايات المتحدة لا تريد أن تمنى السعودية بهزيمة في اليمن، لأن الولايات المتحدة ستخرج ضعيفة في حال سحبت دعمها للعدوان بشكل متسرع. لكنّ الفشل المتواصل للتحالف بقيادة السعودية لن يجعل ترامب يتنازل عن الطموح السعودي هناك، كما حدث في سوريا، عبر تسويات مع الدول الأخرى المعنية.
ويشير المراقبون إلى أنّ الفتور الذي حصل بسبب المجازر السعودية قد يعود اليوم لسبب آخر، هو الفشل العسكري وإهانة السلاح الأميركي في العدوان.