في عصر “اليوتيوب”.. ما جدوى حظر السينما في السعودية؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1998
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

سي إن إن – التقرير
شهد هذا الأسبوع نهاية فترة أخرى من الإثارة التي استمرت فترة طويلة حول إمكانية إعادة فتح دور السينما في المملكة العربية السعودية، والتي تم حظرها منذ الثمانينات، بحسب ما جاء في مقال للمخرجة السعودية هيفاء المنصور الذي نشره موقع “CNN” الإخباري الأمريكي.
تقول هيفاء في مقالها: “سحقت آمالي في هذا المجال مرات لا تحصى من قبل، لكن تفاؤلي تعزز مجددًا بعد تأسيس الهيئة العامة للترفيه كجزء من الرؤية الإصلاحية التي تتبناها المملكة العربية السعودية “رؤية 2030″، والتي تتعهد بحزمة من الإصلاحات الثقافية التي تهدف إلى تنويع مصادر اقتصاد المملكة بعيدًا عن الاعتماد على النفط فقط”.
وتعترف هيفاء أنها كمخرجة أفلام، اتخذت موقف معادي لحظر السينمات، مضيفة أنها طالما فكرت في هذا اليوم من عام 2012، عندما حاولت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون استضافة عرض فيلمها “وجدة” في مكان صغير في الرياض؛ لمساعدتها على التأهل لجوائز الأوسكار.
وتصف هيفاء إحساسها بهذا اليوم: “كان أول فيلم على الإطلاق يتم تصويره في المملكة، وكنت فخورة جدًا لمشاركته مع الجمهور السعودي، ولكن شاهدت بلا حول ولا قوة على وسائل الإعلام الاجتماعي فيديو سجله المارة لمجموعة من الرجال الملتحين وهم يغلقون مكان العرض”.
وبحسب ما نشره الموقع الأمريكي، عرضت المخرجة السعودية فيلمها في أماكن أخرى مثل السفارات الألمانية والأمريكية، إلا أنها شعرت بداخلها وكأن حلمها قد تأجل تحقيقه.
ولكن تعود هيفاء لتؤكد “هذه المرة شعوري مختلف، وكأننا بالفعل نتقدم خطوة للأمام”.
وتتساءل المخرجة السعودية في مقالها: “أليس فتح دور السينما أمرًا طبيعيًا من أي خطة لزيادة خيارات الترفيه المنزلي، في بلد حيث يقضي معظم الناس وقتهم في المنازل؟ هل يوجد أي دولة أخرى تقدم هذا العدد من الجمهور المتلقي؟”.
فهذا لا يثبت فقط أن السينما يمكن أن تكون صناعة محلية ضخمة لدينا، ولكن أيضًا يمكن السيطرة عليها بسهولة لتناسب ثقافتنا، إذا لما يشكل الأمر مشكلة من الأساس؟ بحسب ما جاء في المقال نفسه.
وتستأنف هيفاء بقولها إنه بعد أسابيع من الأمل، جاء إعلان المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن دور السينما، والحفلات تهديد غير أخلاقي للقيم التقليدية، ليحطم قلبها.
حيث أثبتت تصريحاته أن السينما لا تزال واحدة من قضيتين تعتبرهم المملكة خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
وتعتبر القضية الثانية هي رفض السعودية القاطع لقيادة المرأة للسيارة.
ولا ترى هيفاء أن منع المسارح في المملكة أيضًا له مبرر، حيث يمكن من وجهة نظرها أن يتم الفصل بين الجنسين بنفس الطريقة التي تتبعها المملكة في جميع الأماكن العامة.
وتنتقد بشدة تعامل السلطات السعودية مع جميع أشكال الفن، باعتبارها تشكل تهديدًا للهوية الثقافية السعودية.
“ونتيجة ذلك أننا أصبحنا نرى أنفسنا على الشاشة الفضية من جانب واحد، نرى فقط كيف يصورننا الأجانب على أننا إرهابيين متطرفين أو بدائيين لن نتمكن من الانضمام للعالم الحديث”، بحسب ما نشر في موقع “CNN” على لسان هيفاء المنصور.
وتضيف: “هذه ليست بلدي، وهذه ليست قصتنا، نحن أمة غنية ثقافيًا، وطبيعتنا شرسة، ولدينا عواطف الحب والأمل، نحن لسنا ضحايا، أو متطرفين، أو بدائيين”.
وتؤكد أن الشعب السعودي لن يكون قادرًا على إظهار حقيقته بكل فخر واعتزاز، حتى يبدأ الاستثمار في البنية التحتية المادية والفكرية اللازمة لذلك.
وفي نهاية مقالها، وجهت هيفاء المنصور الشكر لعدد قليل من دعاة تطوير صناعة السينما السعودية، مثل الأمير الوليد بن طلال.