جيروزاليم بوست: زعماء الخليج سعيدون بمغادرة أوباما.. ويبتهجون لهذه الأسباب بقدوم ترامب
قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الاسرائيلي إن المسؤولين في دول الخليج العربي متفائلون جداً حيال ما سمعوه من حديث خلال حفل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الوقت الذي يسود بلدان كثيرة بالعالم القلق الكبير من المرحلة المقبلة, مشيرة إلى أن تفاؤل الخليج يأتي بسبب أن زعماء الخليج يرون في ترامب رئيس قوي سوف يدعم دور واشنطن كشريك استراتيجي في منطقة مركزية لمصالح الأمن والطاقة بالنسبة للولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير ترجمته وطن أنه في وجهة نظر دول الخليج العربي، فإن ترامب سيتصدى في المقام الأول لزيادة الدعم الإيراني لحلفاء طهران عبر القوات شبه العسكرية في سوريا والعراق واليمن ولبنان والشيعة الذين ينتمون إليهم في البحرين والمنطقة الشرقية المنتجة للنفط في المملكة العربية السعودية.
واعتبرت الصحيفة أن المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص يبدو أنها تشعر بالارتياح لمغادرة باراك أوباما الذي كان يعتبر تحالف الرياض مع واشنطن أقل أهمية من التفاوض على اتفاق عام 2015 لتحييد البرنامج النووي الإيراني، حيث أنه رغم أن العلاقة بين البلدين ركيزة من ركائز التوازن الأمني في منطقة الشرق الأوسط، لكنها عانت منذ انسحاب أوباما من المنطقة، وكانت هناك خلافات بين الخليج وأوباما حول سوريا حيث رفض أوباما إلحاح الخليج العربي لتقديم مزيد من المساعدات إلى المتمردين الذين يقاتلون الرئيس بشار الأسد الذي نجا من الإطاحة به بفضل الدعم الإيراني والروسي.
وقال فيصل يافاي، وهو كاتب عمود بصحيفة أبوظبي الوطنية أنه برغم أن أسلوب ترامب في استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية يمكن أن يكون مشكلة، لكن من غير المرجح أن يغير ترامب ذلك، ولكن عليه أن يدرك أنه في مرحلة ما شيئا ما سوف يحدث في العالم من شأنها أن يتطلب استجابة حذرة، وسياسة متأنية.
ويدعم بعض المعلقين العرب رؤية التشابه السياسي بين ترامب وريغان، الذي قام بهذه الحملة أيضا على شعار جعل أمريكا بلدا عظيما مرة أخرى، وكان ريغان أيضا داعم قوي للجيش، على الرغم من أن منطقة الشرق الأوسط خلال حكمه غرقت في الأزمات الممتدة التي تشمل إيران ولبنان وليبيا. وبينما عدد قليل في الخليج يتوقعون لجوء ترامب إلى التنصل من الاتفاق النووي الإيراني رغم تهديداته بالقيام بذلك، ولكن معظم الخليج يريد الضغط لدحر ما يراه العرب تخريبا من قبل إيران في الدول العربية الشقيقة.
واعتبرت الصحيفة أن وجود جيمس ماتيس جنرال المارينز المتقاعد المعروف بعدم ثقته في إيران، فضلا عن كونه شخصية مألوفة لدى حكام الخليج العربي أمر يسعد حكام الخليج كثيرا، خاصة وأن القائد السابق للقيادة المركزية التي تشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط وجنوب آسيا في جلسات مجلس الشيوخ هذا الشهر إن إيران أكبر قوة لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وسياساتها تتعارض مع مصالحنا.
وتعتبر سوريا واليمن والبحرين ساحات للصراع على النفوذ بين الرياض وطهران بالشرق الأوسط، ولكن تفضيل أوباما للحوار بدا ضعيفا لبعض دول الخليج العربي، لذا فإن رؤية ترامب الخاصة بالسلام من خلال القوة قد تغير هذا التصور لدى واشنطن وتشجيع دول الخليج للضغط مع الحشد العسكري الذي يعتمد بشكل كبير على شركات الدفاع الأمريكية والأوروبية.