بعد انتهاء نظراءَه.. “داعش” يخطط للخليج
تنكسر قوة تنظيم “داعش” في سوريا يوماً بعد يوم، لكنه مع ذلك، يعتبر مستفيداً في جانب ما من تقدم القوات الحكومية في حلب وغيرها، حيث أصيبت الجماعات المسلحة، التي نافست التنظيم الإرهابي منذ نشوءه بضربة قاضية. ومع تزامن تطهير سوريا والعراق من حلب إلى الموصل والمعارك المقبلة من “داعش”، يحذر مراقبون من أنّ تكون دول الخليج وجهة التنظيم الجديدة.
تقرير سهام علي
لا ينكشف تصاعد أعداد المتطرفين داخل السعودية في الأرقام المعلنة في بيان وزارة الداخلية فقط، بل تكشفها أيضاً المنابر وقنوات الطائفية والتحريض، فضلاً على الجرائم المأساوية المتكررة لا سيما بالسلاح الأبيض، ما يعكس حجم الدواعش في السعودية.
وعلى الرغم من تغاضي الرياض عن الوقائع ومحاولتها تصوير الإرهاب على أنه سرطان يضرب الكيان السعودي، إلا أن السلطات تستمر في حقن الشباب وتهيئة حالة التطرف في المجتمع، بدءاً من الملك مروراً بوعّاظ السلاطين على مدار السنوات الماضية، التي شهدت عمليات إرهابية داخل المملكة استهدفت السنة والشيعة.
يؤكد تعقب المراقبين لمسار نمو التنظيمات الإرهابية وقوف السعودية على رأس الدول الخليجية التي تدعم الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، وتمثّل سوريا خير دليل على حجم الدعم الهائل الذي منيت به الجماعات التكفيرية من الخليج.
ومع بدء انكشاف الغيمة السوداء عن سوريا، يشير المراقبون إلى أنّ تنظيم “داعش” بات هو الأقوى بين نظرائه، والمستفيد الأكبر من هزيمة “جبهة النصرة” وفصائل تابعة لـ”الجيش السوري الحر”، ما سيسهل عمليات تجنيده لمقاتلين جدد، وتوسيع قاعدة أنصاره.
ويقف المراقبون عند تهديدات أطلقها أحد خطباء الجمعة في أحد مساجد مدينة الموصل الخاضعة حتى الآن لسيطرة التنظيم الإرهابي، حيث أعلن أن التنظيم يخطط لتأسيس 10 ولايات في منطقة الخليج، متوعداً المنطقة وحكامها بالتمدد فيها، وهو ما يعني أن “داعش” بات يضع المنطقة في رادار هجماته للأشهر المقبلة.
ورأت صحيفة “الرأي” الكويتية أنّ لهجة التهديد التي وجهها “داعش” إلى دول الخليج يجب أن تبعث على القلق، لسبب بسيط وهو أن التنظيم بات موجوداً بقوة في فنائها الخارجي، واليمني على وجه الخصوص، حيث دعمه “التحالف السعودي” واستخدمه في عدوانه.
وتقول الصحيفة إنّ الولايات الخليجية الـ10 المماثلة لسرت، وسيناء، وخراسان، والموصل، والرقة، والتي تأسست بالهجمات العسكرية المباغته، وزرع الخلايا النائمة، هي كجرس إنذار للسعودية من أن يتبع التنظيم هذه الاستراتيجية، خصوصاً لوجود الأرضية الخصبة له في الداخل.