“داعش” من حلب إلى جنوب اليمن برعاية سعودية؟
يعيش الجنوب اليمني حالة من الفوضى، منذ أن سيطرت عليه القوات السعودية الإماراتية وأفرغته من أي وجود للجيش اليمني منتصف عام 2015م، الأمر الذي أوجد مناخاً خصباً لتقوم الجماعات الإرهابية بتثبيت قواعدها على الأرض، وممارسة أنشطتها بكل حرية.
تقرير سهام علي
كثيرة هي الصحف الغربية التي تكلمت عن جذور المملكة السعودية، والتي عنونت عن علاقة المملكة بتنظيم “داعش” الإرهابي ودور الوهابية في بث الفكر المتطرف الذي يعتنقه إرهابيو “داعش” وغيرهم.
ولا يتوقفل العامل المشترك بين السعودية و”داعش” عند تبني المعتقد الوهابي لكلٍ منهما، فالدور السياسي لكل من المملكة والتنظيم، تخطت حد العلاقة الأيديولوجية، ولا يخفى أن الفصائل السورية المسلحة تلقت تمويلاً وتسليحاً وتدريباً من السعودية بتسهيلات تركية ومباركة أميركية.
ويؤكد المراقبون أن التدريبات السعودية للجماعات المسلحة السورية حولت من كانت تعد نفسها معارضة سياسية إلى جماعات إرهابية، بأشكالها المتعددة، من “جبهة النصرة” و”داعش” إلى “جيش الإسلام” و”فتح الإسلام”.
فمن داخل مقر لتدريب القناصة في “داعش” جنوب شرق مدينة الموصل الواقعة شمال العراق، فضحت سبورة أماكن المعسكرات الخفية للتنظيم في العالم التي يتجهز فيها العناصر لعمليات إرهابية، والذي خصص له النظام السعودي معسكراً في السعودية، بحسب المخطط المرسوم للتنظيم، وكشفت وكالة “سبوتنيك” الروسية في تقرير عن المواقع في كل من العراق وسوريا والسعودية وغيرها.
وفي حين لا يبدو للسعودية أفقاً متيناً للبقاء في عدوانها على اليمن، تستمر المملكة في تدريب التنظيم وتوسعة غطائه أكثر في اليمن على غرار ما جرى في سوريا والعراق، إذ ذكرت تقارير إعلامية أنّ عناصر تنظيم “داعش” فرت من سوريا إلى اليمن، برعاية سعودية قوية، بالتزامن مع معارك تحرير مدينة حلب السورية من قبضة المسلحين.
أكّد موقع “فوكاتيف” الأميركي في فبراير/شباط 2016م أن “داعش” يعتبر حركة “أنصار الله” عدوه رقم واحد في اليمن، مستنداً إلى بيانات نشرها التنظيم في وكالة “أعماق” التابعة له، وبين فيها عملياته ومكاسبه في اليمن التي أوهنتها الحرب.
وبحسب الموقع، فإن التنظيم نفذ 25 هجوماً إرهابياً في اليمن في أقل من عام، و60 في المئة من هذه الهجمات استهدفت حركة “أنصار الله”.
كشفت مصادر عسكرية عن إنشاء تنظيم “داعش” معسكراً لتدريب عناصره في منطقة “قف الكثيري”، في صحراء حضرموت، شرق البلاد، وهي المنطقة المحاذية للحدود مع المملكة، فيما لم تطال “داعش” غارات التحالف السعودي المستمرة على المناطق المأهولة بالسكان في صنعاء وصعدة.
إذاً هو تنسيق تام بين النظام السعودي والتنظيم، تجلى في أبريل/نيسان 2016م في نقل عناصر التنظيم من المكلا إلى معسكرات الرئيس المعزول عبدربه منصور هادي الذي أمر بدمج المئات منهم ضمن معسكرات تحالف العدوان والمرتزقة في مأرب وشبوة والجوف.