«مجتهد» يؤكد معاناة المبتعثين.. ومغردون: راجعوا قرار إيقاف مخصص العلاج
إسلام الراجحي
أثارت تأكيد حساب «مجتهد» لمعاناة المبتعثين في أمريكا، وفساد الملحقية الثقافية للمملكة بـأمريكا، ردود أفعال غاضبة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».
تأكيد «مجتهد» لمعاناة المبتعثين السعوديين، وفساد الملحقية جاء عبر إعادة تغريدة سلسلة من التغريدات، نشرها حساب «أماندا».
وقال الحساب في تغريدات، لاقت انتشارا واسعا تحت وسم «إيقاف مخصص العلاج للمبتعثين»، إن «غضبة المبتعثين من إلغاء بدل العلاج لا يعني أنهم راضون عن وضعهم، بل إن هذا الإلغاء ليس إلا القشة التي قصمت ظهر البعير في وضع سيء أصلا، فضلا عن أن هذه الدول تقدم دعما إضافيا لمتطلبات أخرى مثل حضانة الأطفال».
وأضاف: «الراتب قبل الإلغاء لا يكفي لتغطية الأساسيات وخاصة للمتزوجين، وكثير من المبتعثين يعتمد على أهله، وآخرون يضعون يضعون أبناءهم في حضانات الكنائس».
وتابع: «بعضهم يأخذ معونة WIC الغذائية من الحكومة الأمريكية، ومن ولد لهم أطفال في أمريكا يتقدمون بطلب Food Stamps لحاجتهم إليه».
وأشار الحساب إلى أنه قد «توقف الدعم للأندية الطلابية، وتركت الأندية للجهود الفردية، ولا يوجد دعم معنوي وأكاديمي وقانوني ولا معلوماتي، والطالب مضطر للبحث بنفسه».
ولفت «أماندا»، إلى أن «حساب @saudiinusa المفيد جدا، ليس من الملحقية بل جهد شخصي من الطلاب، وبعد أن أحرج هذا الحساب الملحقية تعرض للضغط والتهديد حتى لا تنفضح الملحقية».
وأضاف: «معظم الموظفين (في الملحقية) من جنسيات غير سعودية ويتعاملون مع الطلاب بازدراء وابتزاز، ولا يزال التوظيف بهذه الطريقة رغم إثارة هذا الموضوع لسنوات عديدة».
وتابع: «يمكن أن يتعرض الطالب للإهانة أو إيقاف المكافأة، إذا اشتكى من تقصير الملحقية والاعتراض على ممارساتها».
وأشا الحساب إلى أن «المكاتبات الموجهة من الطلاب للملحقية مصيرها سلة المهملات، وسبق أن وُثقت هذه الفضيحة في تسجيل فيديو ولم يتغير شيء».
وواصل الحساب إثارة ما يعانون به، بالقول: «تفتعل الملحقية مناسبات تنفق عليها الملايين يستنفع بها متنفذون، مثل ما سمي يوم المهنة، الذي روج له إعلاميا بينما كثير من الطلاب تحت خط الفقر».
وأضاف: «يتناول موظفو الملحقية وجباتهم في مطاعم فاخرة مثل مطعم (شمشيري) ومطعم (الديرة)، وهو (د. موضي الخلف عضو مجلس الشورى)، والطلاب يقضون أكثر من نصف الشهر على الأندومي».
وتابع: «مكتب الملحق من أغلى المكاتب تأثيثا في أمريكا، ولا يمكن الوصول إليه ولا التعامل معه إلا عن طريق السكرتاريا التي تعتبر بذاتها قصة أخرى».
وأضاف: «ممارسات الملحقية سبق أن تحدث عنها كثير وعلى رأسهم المحامي (عبدالعزيز الحصان)، وأيضا الطالبة (وديان قطان) ولم يلتفت لكتاباتهم رغم أنها تمثل رأي أغلب الطلاب».
وختم الحساب بالقول: «للأسف هذا هو واقعنا».
«مجتهد» يزيد
إعادة تغريد «مجتهد» لهذه التغرديات، زادت من انتشارها، خاصة أنه كتب تحتها: «مصادر مجتهد تؤكد ما جاء في تغريدات (@Amandabntal3z) عن معاناة المبتعثين في أمريكا وفساد الملحقية».
وأضاف «مجتهد»: «حين زار بن سلمان أمريكا، تقدم الآلاف بطلب مساعدة، ولم يستفد إلا قليل من الطلاب بالواسطة.. وقليل من الطالبات بـ(....)».
وتابع: «اجتمع عدد من مرافقي بن سلمان بالطالبات المعنيات (....) بدون خجل ولا تستر، وحصل بعضهن على عشرة آلاف دولار».
وأشار «مجتهد» إلى أنه «حين زار بن نايف أمريكا، أبدى فريقه اهتماما كبيرا بطلبات المساعدة، لكن لم يصل شيء، ولا حتى بالواسطة و(قلة الحياء)»، بحسب وصفه.
راجعوا القرار
وتحت ذات الوسم، دعا مغردون إلى التراجع عن القرار، فقال «عيسى النخيبي»: «نطالب بزيادة مكافئاتهم وليس انقاصها.. نحن بحاجة لهم لكي يشدوا حيلهم بالدراسة ولا نحاربهم نفسيا بالتفكير كيف يعيش».
فيما كتب «محب»: «هم يريدون من المبتعثين ألا يمرض منهم احد.. وإذا مرض فليذهب للمشافي الحكومية.. يظنوا أنهم في الرياض أو مكة».
وأضاف «متعب المحارف»: «يسافر المبتعث ولا يصرف له إلا نصف راتبه الأساسي.. وأما مرافق المبتعث يوقف الراتب والتقاعد المكافات ما تكفيه بغربته».
وتابع «عمار»: «التأمين الطبي ضعيف.. ناهيك عن تهربه من دفع بعض فواتير العلاج.. المتضررون كثر ويجب إعادة النظر في القرار».
وغردت «رسمة»: «الواحد عايش بغربه وفوق هذا قلة حيله.. عجيب».
وتساءل «حمد النخيفي»: «كيف سنبني وطن ونحن نحرم أبنائنا وبناتنا من الفتات الذي يصرف لهم؟، وكيف سيكون وضعهم المادي اذا تخلت الدولة عنهم؟».
المبتعثون غاضبون
فيما نقلت صحيفة «عكاظ»، ردود أفعال غاضبة من المبتعثين، حيث اعتبرت «مشاعل الغامدي» إحدى المبتعثات في كندا، ارتفاع تكاليف المعيشة في كندا «مرهقا للطلاب نفسيا وماديا»، مشيرة إلى أنه من المفترض عدم خصم «بدل العلاج» من المكافأة الشهرية.
فيما أكد المبتعث في الولايات المتحدة الأمريكية «سهيل البكري» عدم وصول أي رسالة من الملحقية الثقافية في واشنطن حول إيقاف بدل العلاج.
وبين أن حسم هذا المبلغ من المكافأة الشهرية للمبتعث سوف يزيد من الأعباء المادية على الدارسين، «خصوصا أن المخصصات تعتبر ضعيفة وغير كافية مقارنة بغلاء دول الابتعاث».
ويرى المبتعث في كندا «عبدالعزيز العمري» فكرة خصم بدل العلاج من المخصص الشهري للمبتعث «غير صائبة»، مؤكدا عدم تغطية التأمين الطبي لجميع التكاليف العلاجية، والأدوية والعمليات الجراحية، «ويعتبر البدل مكملا للتأمين الطبي، إضافة إلى تكاليف المعيشة في الخارج تعتبر باهضة ومرهقة للدارسين، وبالتالي فإن بدل العلاج يساهم ولو بشكل بسيط في سد حاجة المبتعثين».
فيما وقفت المبتعثة في كندا «أمجاد انرقيري»، في صف منتقدي القرار، وقالت إن الدارسين في الخارج قد رتبوا ميزانياتهم على وجود هذا المبلغ، وخصمه سوف يخل بميزانيتهم بشكل كبير، مضيفة: «هذا ما يجعل المبتعث متمسكا ببدل العلاج مع ارتفاع الضرائب، المعيشة، والإيجارات، إضافة إلى ارتفاع اسعار الكتب».
وعرجت المبتعثة في كندا «أمار الغامدي» على عدم تغطية التأمين الطبي كافة الجوانب، وقالت: «بالتالي فأنا ضد خصم مبلغ بدل العلاج من المخصص الشهري للمبتعثين، وهنالك أسباب أخرى لرفضي خصم بدل العلاج منها ارتفاع أسعار الإيجار، والضرائب، وغلاء المعيشة، عدم كفاية المبلغ الذي تخصصه الدولة لشراء الكتب، إذ إن أسعار الكتب تعتبر مرتفعة، خصوصا لدى بعض التخصصات العلمية مثل الفيزياء الطبية».
طلب تأجيل
في الوقت الذي كشفت الصحيفة، أن الملحقية الثقافية في واشنطن رفعت خطابا للوزارة يتضمن طلبا بتأجيل تطبيق القرار والتريث فيه، ومساواة المبتعثين في أمريكا ببقية المبتعثين في دول العالم التي يحصل فيها المبتعث على بدل علاج.
وأكدت المصادر في دراسة الشؤون المالية في الوزارة طلب الملحقية وتم رفعه إلى الوزير لإصدار القرار بالتأجيل.
وعزت المصادر عدم إشعار الملحقية الطلاب بقرار الإيقاف على غرار الملحقيات الأخرى، لانتظارها رد الوزير فيما يتعلق بطلبهم.
يشار إلى أن الملحق الثقافي السعودي في أمريكا «محمد العيسى» كشف أمس الأول، أن وزارة التعليم أوقفت صرف بدل العلاج للمبتعثين ومرافقيهم في جميع دول الابتعاث التي يوجد بها تأمين طبي.
وقال: «تم إبلاغ المبتعثين بذلك.. وسيطبق القرار بداية الشهر المقبل، بينما دول الابتعاث التي لا يوجد بها تأمين طبي ستستمر الوزارة في صرف بدل العلاج للمبتعثين بها، ولن يتم خصمه».
المصدر | الخليج الجديد