الوجه الآخر من حكاية النشطاء المطلوبين في القطيف كما رواها محمد العمار وزوجته: “لسنا إرهابيين.. وقدوتنا شيخ الشهداء النمر”..
لم تتوقف القوات السعودية عن استهداف بلدة العوامية، شرق السعودية، منذ بداية الحراك المطلبي في منطقة القطيف مع بدء ما عُرف بثورات الربيع العربي خلال العام 2011 م. وحتى اليوم، تشهد هذه البلدة اقتحامات مستمرة باستعمال المدرعات المصفحة والقطع العسكرية المختلفة، وصاحبَ ذلك حملة ممنهجة من التحريض عليها وعلى أهلها، حتى كاد أن يدعو بعض موالي آل سعود إلى “اجتثاثها” و”محوها” كما فعلت قواتهم بدوار اللؤلؤة، رمز الثورة البحرانيّة في مارس 2011 م.
استهداف العوامية غير المحدود جاء لكونها باتت تمثل “قلب” الحراك المناويء لآل سعود، وهو موقع اكتسبته بفضل الشخصية التي كان لها الأثر الواسع في تغيير مجرى أمورها، وأمور البلاد على وجه
العموم، وهي شخصية الشيخ الشهيد نمر النمر الذي تزعّم الحراك المطلبي منذ بدايته، وتولّى تقديم الخطاب والموقف الحاضن للنشطاء، كما تصدّى لقيادة المطالب الشعبية والدفاع عنها في وجه التشويه ومحاولات التضليل عليها.
تحلّق الناس حول الشهيد النمر، واعتبروه نموذجا غير متكرر للقيادي الذي لا يعرف “التحوّط” ولا يجيد “المحافظة” في مواجهة الظلم البيّن والوقوف في وجهه. وبين هؤلاء الناس الذين ذابوا في الشيخ النمر؛ ثلة من الشباب الذين كانوا وقود الحراك ورايته التي لا تنكسر أو تلين. بعض هؤلاء رحل شهيدا بنيران القوات السعودية، والبعض الآخر بين قضبان السجون، وهناك آخرون لازالوا يصرون على استمرار الطريق التي خطّها الشيخ النمر، وبينهم عدد من أولئك الذين تتشابه حكاياتهم مع حكايات “المطاردين” في البحرين، ولكنهم في العوامية والقطيف يواجهون تهديدات وتحديات أكثر سوءا ومعاناة، لأنهم يجدون أنفسهم مستهدفين بالتصفية والقتل في أية لحظة، كما أن هناك من يرفع عنهم الغطاء ويمهّد الطريق لـ”تحليل” دمائهم.
وقد اعتادت وزارة الداخلية السعودية، بين فترة وأخرى، على الإعلان عن قوائم بالنشطاء المطلوبين ونشر أسمائهم وصورهم بغية تبرير اقتحام بلداتهم ومنازلهم وترويع ساكنيها، كما اختارت الوزارة هذه الوسيلة لتشويه حقيقة هؤلاء النشطاء وزجهم في اتهامات مزعومة توفّر لها “المسوغ” لقتلهم واستهدافهم بالرصاص.
قائمة التسعة المطلوبين: محمد العمار
آخر قوائم النشطاء المطلوبين كانت قبل نحو أسبوعين، حيث أعلنت وزارة داخلية آل سعود عن أسماء تسعة من المواطنين والنشطاء ووجهت ضدهم اتهامات بارتكاب “أعمال إرهابية” و”قتل الشرطة”. أدرك النشطاء الهدف وراء نشر هذه القائمة، وسارعوا إلى كتابة بيانات منفصلة رفضوا فيها الاتهامات المزعومة وتبرّؤا منها، وأوضحوا بأن ذلك يأتي للتغطية على محاولة تصفيتهم، كما دعوا المعنيين من الكتّاب والوجهاء وعلماء الدين لتحمُّل مسؤوليتهم ورد هذه “الظلامة” الجديدة التي تلاحقهم وهم “ملاحقون“.
حكاية النشطاء المطلوبين أُحيطت بتشويه مبرمج من إعلام آل سعود، كما أن هناك من “صبّ الزيت في النار” وشارك في هذا المخطط التشويهي، ولأسباب مختلفة تعود كلها لشعور هؤلاء بأن النشطاء المطلوبين يمثلون “عبءً” عليهم وأن الدفاع عن مظلوميتهم من الممكن أن يورطهم مع آل سعود الذين يستعلمون وسائل شتى في “الجذب والطرد” ولا يجد هؤلاء القدرة على مقاومتها والإنفكاك من إغراءاتها.
الناشط المطارد محمد حسين العمار أحد الذين أُدرجت أسماؤهم في القائمة الأخيرة، يقدّم “الجانب الآخر” من حكاية النشطاء المطلوبين ويفنّد المزاعم المعبّأة التي يخترعها السعوديون ويتداولها منْ يعمل معهم أو يخشى الوقوف في وجههم والحرمان من المصالح المشتركة معهم. فماذا يقول العمار؟ وكيف تنظر عائلته إليه وإلى خياره الذي قد يفضي به إلى الموت الغادر؟
البدايات الأولى لحكاية المعاناة: زوجة محمد تروي
محمد حسين العمار، من بلدة العوامية، يبلغ من العمر 35 عاما. أكمل الدراسة المتوسطة، ثم توجه لممارسة الأعمال الحرة قبل أن يصبح مطلوبا سياسيا لأجهزة آل سعود. جزء غير ظاهر من آلام محمد ومعاناته في المطاردة تأتي من كونه متزوجا ولديه طفلتان. فاطمة، ذات الخمس سنوات، وولاية التي تبلغ سنة واحدة، لم يعرفا كثيرا، وطويلا، حضن الوالد، والمولود الثالث الذي سينير الدّنيا في نهاية هذا الشهر قد تكون الحكاية عنده أكثر وجعا للوالدين. سوف يكون عسيرا على محمد أن يكون حاضرا يوم ولادته، ولن تتفتح عين المولود الجديد على محيّى الوالد الذي لا يُعرَف له مكان، ويعلم أن عيون القتلة تلاحقه تحت ظل كلّ شجرة وجدار.
تم اعتقال محمد للمرة الأولى في عام 2009 م بسبب تظاهرات بما تعرف ب”قبور البقيع” ومن بعدها تم اعتقاله في العام2011 م ، بعد انطلاق الاحتجاجات الشعبية في المنطقة الشرقية من السعودية للمطالبة بالحقوق ورفع الظلم. مكث في المعتقل قرابة الشهر، ووُجّهت ضده تهمة المشاركة في التظاهرات، وتم إطلاق سراحه بعد إجباره على توقيع تعهد بعدم المشاركة في التظاهرات
تروي زوجته، أم فاطمة، لـ(البحرين اليوم) حكاية الاعتقال الأول. كان محمد في منزل عائلتها عندما سمع بأن قوات آل سعود تحاصر منزله. توجّه إلى هناك بسرعة للاستفسار وتقصّي الأمر، فما كان من القوات إلا أن ألقت القبض عليه، وأشبعته ضربا بعد أن حاول منعهم من دخول المنزل وهتك حرمة أمه وأخواته. “كان صاحب غيرة على شقيقاته، ويخشى على حياة أمه الكبيرة في السن”، تقول زوجة محمد.
أُصيب محمد برضوض في جسمه جراء الضرب ذلك اليوم. تتذكر زوجته بأن القوات يومها كانت تنفذ اعتقالات عشوائية طالت عددا من أبناء المنطقة.
بعد مضي عام ونصف من الإفراج عن محمد، تلقّى استدعاءا من السلطات للحضور إلى مركز الأجهزة في العاصمة الرياض، وذلك بتهمة المشاركة في تظاهرات القطيف. قرر محمد أن يرفض الحضور، وتوارى عن الأنظار منذ ذلك اليوم.
كررت السلطات طلب استدعائه، وقامت بالاتصال بوالده لأجل ذلك، إلا أن محمدا ظلّ مطاردا، “ومنذ ٣ أعوام ليس لديه بيت يأويه، وحُرم من رؤية أطفاله، حيث لا يراهم إلا مرة واحدة في الشهر، وبالخلسة”، تروي لنا زوجته أم فاطمة. الانتقام لم يتوقف عند حدود. فزوجته لم تتمكن من تسجيل طفلتهم (ولاية) لاشتراط السلطات حضور الأب. ابنته فاطمة لا تعلم شيئا عنه. تلتقيه بين وقت وآخر، وأخبروها بأنه يعمل في مكان بعيدا يفرض عليه أن يكون في سفر وتنقّل متواصل. تقول زوجة محمد بأن “غصّة في قلب فاطمة تراها دائما. فهي لا تتمكن من الخروج مع والدها أو اللعب معه”. تؤكد أم فاطمة أن زوجها لا يقوى على إخفاء الأسى الذي يعتريه حين يتسنّى له لقاء طفلته فاطمة. فهو بسبب وضعه الأمني لا يستطيع أن يقدّم لها حنان الأبوة، وأن يكون عندها وبقربها حينما ترى الأطفال وهم يمسكون بأيدي آبائهم في الشوارع والأماكن العامة.
محمد العمار: لست نادماً.. والمقاومة غير الإرهاب
يقول محمد العمار لـ(البحرين اليوم) بأنه “ليس نادماً أبداً” رغم معاناته الطويلة في المطاردة والاستهداف بالقتل. يكرر كثيرا عبارات الفخر بهذه الطريق التي اختارها، وهو يصر على أن يواصل عليها “حتى آخر رمق”. أما المعاناة التي لا تكف عن ملاحقته وعائلته فهي “تزيده إصرارا وعزيمة”. ويضيف “لو يعود الوقت إلى الوراء، سأسير على نفس الطريق”. يستدرك محمد ويؤكد بأن خياره هذا ليس “بطرا” بل “عملا بواجبه وتكليفه الشرعي“.
بعد صدور القائمة الأخيرة وإدراج اسمه فيها، يجد محمد العديد من الأسئلة التي يرى أجوبتها واضحة وضوح الحقيقة، لولا التضليل والتشويه. فما قصّة اتهامه بالإرهاب؟ وما مفهومه للمقاومة السلمية؟ وما الذي يمثله الشهيد النمر بالنسبة له ولبقية النشطاء المطلوبين؟
يعود محمد إلى القرآن الكريم الذي يقول “واعتدوا عليهم بمثل ما اعتدوا عليكم، واتقوا الله، إن الله يحب المتقين”. يتساءل: “هل هذا يعني أن القرآن يحرّض؟”. يعود محمد إلى الشيخ النمر في الرد
على تهمة الإرهاب، ويقول: “الشهيد النمر، شيخ الشهداء، هو أكثر من دعا إلى السلمية، لكنه قال لن نسمح ولن نقبل لأحد بهتك أعراضنا، وأن منْ يهتك أعراضنا فينبغي مقاومته“.
رغم كونه مطاردا، إلا أن محمدا حريص على الحضور في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ينشر مواقفه المؤكدة على مقاومة الظلم والدفاع عن المظلومين. إلا أن هناك من يرى في كتاباته “تحريضا على العنف”. يرد محمد ويقول “كتاباتي أتحدث فيها عن مقاومة الظلم، بكل أنواع المقاومة التي لها أكثر من معنى. الكتابة وإصدار البيانات هو نوع من المقاومة. هذه وسائل لمقاومة الظلم، ولا يقتصر موضوع المقاومة على وسيلة واحدة بالطبع“.
يعود محمد إلى الشهيد النمر أيضا ويضيف “إن منّ يتهمنا بالإرهاب هو نفسه منْ اتّهم الشهيد النمر بالإرهاب. فهل كان الشهيد إرهابيا؟ هل هناك خطبة أو كتابة حرّض فيها على الإرهاب؟ كلا. وكل العالم والدول الغربية تحدثت عن الشهيد النمر، وقالت بأنه مناضل سلمي، إلا هنا في السعودية يصفونه بالإرهاب!؟”
ولكن ما الفرق بين الإرهاب والمقاومة؟ يضع محمد عناوين يراها هامة لرد الاتهامات ضد النشطاء المطاردين. يقول “الإرهاب ليس فيه شرعية. كل شيء عند الإرهابيين مباح. ولكن نحن عندنا الشرع الذي نتبعه، ولدينا أسباب حقيقية ويشهد عليها العالم تدفعنا للمقاومة، وهي الظلم والجور الذي يُمارس ضدنا”. ويشرح أكثر ويقول بأن “الإرهاب عادة يكون من أجل مصالح معينة، سياسية أو دنيوية، وما حدث لي على سبيل المثال من اقتحام البيت كان نوعا من أنواع الإرهاب الذي يُمارس ضدنا”، ويرفض اعتباره “إجراءا طبيعيا”، لأن اقتحام المنازل بحجة البحث عن مطلوبين يجب “أن تكون ضمن شروط وضوابط، وليس باقتحام المنازل بدون أي إذن، وترويع ساكنيها، وتهديدهم بالسلاح، وتخريب محتويات المنزل. هذا هتك للمنازل وليس إجراءات طبيعية!”.
يرى محمد بأن “المقاومة تكون لصد الإرهاب، ونحن هنا ضحايا للإرهاب الرسمي، ويتوجب علينا التحرك لرفع الظلم والحيف الذي لحق بنا“.
العمار: منهجنا سلمي.. والمقاومة دفاع وردع
ود محمد ويؤكد بأنه مع النشطاء المطلوبين مع “النهج السلمي” ويسيرون عليه، ولكنه يصر على توضيح أن المقاومة التي يتحدث عنها هي “دفاع عن الأعراض، وهي رادع لحماية العزة والكرامة والعرض”.
في الوقت نفسه وردا على الشكوك، يفضل محمد التوضيح الذي يقول بأن “السلطة لا تحتاج إلى مبرر لكي تمارس علينا الإرهاب أو القمع. هي تمارسه منذ زمن، وليس من الآن، وهي في الأساس اعتادت على سفك الدماء، وفي كل الحالات سواء قاومت ظلمها أم لم تقاوم“.
الشيخ النمر كان قدوتنا وهو رمز لكل الأحرار
في سياق الاتهامات التي توجه للنشطاء بممارسة العنف والإرهاب، يستحضر محمد على الدوام الذكريات مع الشهيد الشيخ النمر. صورته حاضرة على الدوام، ولكن المعاناة والمحنة تزيدها حضورا في نفسه وفي نفوس النشطاء. يقول محمد بأنه تعلم من الشهيد النمر “أن لا نركع للظالم، وأن نقول كلمة الحق، مهما كان الثمن”. إنه “القدوة لنا، والرمز، لي ولكل الأحرار“.
كان الشهيد النمر الملجأ في كل القضايا. كان يلتف حوله النشطاء بحثا عن النصح والمشورة في شؤون النضال المطلبي وقضايا المنطقة. وبالنسبة لمحمد، فإن حبّه “الكبير للشيخ النمر جعله يلتجيء إليه في كل ما يهمّه ويشغله، بما في ذلك في أموره الشخصية وحياته الخاصة“.
الموالون للنظام لا يمثلون العوامية
يتأسف محمد لحال الذين ينتمون إلى منطقة القطيف ولكنهم يرددون الاتهامات الجاهزة التي يسوقها آل سعود. بعض هؤلاء مخدوعون، وهناك من تعلق بحبل مصالح موالاة النظام. في الجملة، “ليس هناك إنسان حر وشريف يمكن أن يكرر اتهام النظام لنا بالإرهاب، ويُظهر الكراهية للأحرار الذين قدّموا
التضحيات”، يقول محمد الذي لا يتردد في الجزم بأن هؤلاء “موالون ومتخاذلون مع النظام، وأن اتهامهم للنشاط بالتخريب والإرهاب هو جزء من نهجهم السياسي للإطاحة والنيل من النشطاء“.
لا يوجد هناك ما يشغل محمد ورفاقه من هذه الاتهامات. فبلدة العوامية هم “مؤيدون للنشطاء، ويقدمون مختلف أشكال الدعم للحراك المطلبي ومعارضة آل سعود، ولكن الوضع الأمني والإرهاب الرسمي يفرض عليهم ألا يُظهروا ذلك في العلن“.
في المقابل، يؤمن محمد العمار بأن “أي شخص يصافح النظام، والقتلة، ويوجه سهامه نحو الشعب، وليس إلى النظام، فهو ليس بمعارض حقيقي، بل هو شريك”. هؤلاء، يقول محمد، “اعتدنا عليهم، ودورهم هو مهاجمة الشعب والتطبيل للنظام، وتحسين صورته”. يشدد محمد بأن مزاعم بعض هؤلاء بأنهم “معارضة” لا يستقيم مع واقع التجربة معهم، مشيرا إلى أن التجارب تُثبت بأنهم لم يُسهموا إلا في “الخداع” و”في تلميع النظام” و”إصدار البيانات التي تحرض على سفك دماء النشطاء وإعطاء النظام الشرعية والذريعة لقتلنا“.
بالنسبة لمحمد فإن التصادم مع أية شريحة في المجتمع ليس هو المطلوب، ولكنه في الوقت نفسه يقتدي بالمنهج الذي أرساه الشهيد الشيخ النمر الذي أعلن، بحسب العمار، بأنه “لن يسمح لأحد بالتعاطي مع النظام في ظل اعتقال المواطنين واستهدافهم بالأحكام الجائرة وتزوير اتهامات ضدهم“.
مطالبنا واضحة: العدول والمساواة وحقوق المواطنة
لا يحمل النشطاء المطلوبين مطالب غير معروفة. يشرح محمد هذه المطالب بعبارات موجزة، ويقول “مطالبنا كانت العدل والمساواة، وأن يُعامل الشيعة كبشر. لأننا نحن الشيعة مضطهدين، لا توجد أعمال، ولا توجد مناهج دينية للشيعة، بل هناك مناهج تحرض على قتلنا”. أما الشيعة الذين يوجدون في بعض مناصب الدولة، فهو “متعاون مع النظام، أو مساير لما يريد آل سعود“.
يرفع محمد ورفاقه هذه المطالب ويعبرون عنها بوسائل مختلفة. ينظمون المسيرات والمهرجانات والوقفات الأهلية. ويكتبون في وسائل التواصل الاجتماعي وينظمون الحملات الإلكترونية لتحرير المعتقلين وفي إحياء ذكرى الشهداء، كما هناك اهتمام بالكتابة على الجدران واعتبارها “صحيفة الأحرار” وتعليق صور الشهداء عليها.
يعلم محمد ورفاقه بأن هذه الطريق قد تكون نهايتها السجن أو القتل. هي نهاية لا تخيفه فهو، كما يقول، “ليس أفضل من المعتقلين، فكم حر معتقل، وكم معتقل حر”. أما الشهادة فهي “معشوقتي، كما وصفها الشهيد النمر”، كما أن منْ يسعى للنصر، فإنه من الطبيعي أن يقدم التضحيات”، وبينها أن يكون المرء مطاردا، حيث يترصد له القتلة. ولكن ذلك لم يمنع محمد من الاستمرار في النشاط والإصرار عليه.
أم فاطمة: أفتخر بزوجي.. وقد تعرض لظلم وجهاء آل سعود
يستند محمد على وفاء ومحبة كبيرة من أسرته وعائلته. تقول زوجته أم فاطمة بأن محمدا “إنسان رائع، لا يمكن وصفه. حنون عطوف، ومحبوب من الجميع”. وتضيف “لقد خرج من البيت خوفا على عائلته، وهو شجاع، ونحن لن نضجر أو نيأس، ونعلم أنه سار في طريق الحق، ولن نشك في ذلك للحظة، ولن أتخلى عن زوجي، وأنا فخورة به حتى آخر يوم في عمري، وأتمنى له النصر”.
وتقول أم فاطمة بأن زوجها تعرض للظلم ممن تصفهم بأنهم “من المحسوبين على الطائفة الشيعية” واتهامه إياه بأنه إرهابي، ولكن هؤلاء، كما تقول أم فاطمة “يؤيدون السلطة، وهم حاقدون على محمد لأنه يرفض الرضوخ لسلطة آل سعود”. وتضيف “إنهم يسمون أنفسهم وجهاء الشيعة، لكنهم في الواقع وجهاء آل سعود.
توجه أم فاطمة كلاما صريحا إلى الذين يروجون صوت النظام، وتقول “عليهم أن يعلموا أن زوجي بريء، ويجب عليهم أن يقفوا معه ومع النشطاء لا مع آل سعود”. تشعر زوجة محمد بالأسى و”الظلم الشديد” حين تصدر هذه الاتهامات من “شيعة قريبين. وأما صدورها من آل سعود فهو طبيعي”، كما تقول أم فاطمة التي تحمل أولئك “المسؤولية يوم الدين”، ولكنها ترى بأن هؤلاء لا تنفع معهم “الرسائل والنصائح”، لأنهم “صموا آذانهم، وليس لنا إلا التسليم لله، فإذا كانت يد السلطة قوية، فإن يد الله أقوى منهم.