ذي إندبندنت: مؤتمر غروزني.. ملامح صراع جديد بين السعودية ومعارضي “الوهابية”

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1770
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

مطلع شهر أيلول/ سبتمبر عقد في العاصمة الشيشانية غروزني مؤتمر إسلامي جمع عدداً كبيراً من رجال الدين والشخصيات الإسلامية السنية أبرزهم شيخ الأزهر أحمد الطيب. المؤتمر الذي غاب عن الإعلام العربي حضر في الإعلام الغربي الذي وضعه في مواجهة “الوهابية” ومن خلفها المملكة العربية السعودية.
قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك في صحيفة “ذي إندبندنت” إنها المرة الأولى التي تتعرض فيه السعودية لهجوم من قبل الزعماء “السنّة” الذين اجتمع مئتان منهم في غروزني وأصدروا مقررات تحدد المسلمين السنّة بأتباع المذاهب الأربعة الشافعي والمالكي والحنبلي والحنفي مستثنية “الوهابية” و”السلفية”.
ولفت فيسك إلى أن “اللقاء اللافت في غروزني والذي تجاهلته وسائل الإعلام في العالم لأسباب غير معروفة” قد يحمل في طيّاته “مفاجآت أكبر من هول الحرب الأهليّة السوريّة” مشيراً إلى أن بيان المؤتمر الذي “على ما يبدو يلقى تأييد بوتين” هو “أقصى ما ما وصل إليه رجال الدين السنّة في اتجاه تكفير السعوديين” علماً أن البيان لم يأت على ذكر المملكة.
ورأى فيسك في بيان المؤتمر “إساءة صاعقة للدولة التي تنفق ملايين الدولارات سنويًا على آلاف الجوامع والمدارس الوهابيّة ورجال الدين الوهابيين حول العالم” مشيراً إلى أن حضور شيخ الأزهر على وجه التحديد في غروزني “أثار حفيظة السعوديين الذين ضخّوا ملايين الدولارات في الاقتصاد المصري” بعد الانقلاب العسكري للسيسي منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وسجّلت غروزني حضور الكويت وليبيا والأردن والسودان، بالإضافة مفتي الجمهوريّة السوريّة أحمد حسّون المؤيد للأسد.
ولفت إلى غياب أي دور رسمي لأبو ظبي في المؤتمر علماً أن سياستها المناهضة للتطرّف معروفة جيدًا في العالم العربي، لكنه أشار في المقابل إلى الروابط “الوثيقة” التي تجمع بين المضيف الرسمي للمؤتمر الأخير وهو رئيس جمهوريّة الشيشان رمضان قديروف وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
بيد أن صحيفة “وول ستريت جورنال” تحدثت عن دور للإمارات من خلال رعاية مؤسسة إسلامية إماراتية للمؤتمر، واستشرفت الصحيفة الأميركية “صراعاً جديداً” على خلفية ما وصفته بـ”الخلاف الفقهي بين المسلمين السنّة”.
وقالت الصحيفة إن “الخلاف يمكن أن يؤدي إلى انقسام سياسي آخر في المنطقة، نتيجة المؤتمر الغامض” الذي لم يدع إليه ممثلون عن المؤسسة الدينية السعودية والتيار السلفي الأوسع نطاقاً، مشيرة إلى أن النفوذ الروسي الجديد في الشرق الأوسط مكّن قديروف من جلب بعض أبرز وأشهر شخصيّات العالم الإسلامي لحضور المؤتمر.
“وول ستريت جورنال” أضافت أنه “مع ورود الأنباء عن مقررات غروزني إلى المنطقة والتي تبرأ منها بعض المشاركين الأساسيين منذ التوصّل إليه، أثارت هذه المحاولة لتكفير السعوديّة، كما كان متوقعًا، احتجاج خادم الحرمين الشريفين وملايين المسلمين السلفيين في سائر العالم”.
وخلال الأسابيع التي تلت مؤتمر غروزني، “عبّر عدد من رجال الدين السعوديين والكثير من المواطنين السعوديين العاديين عن غضبهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي”. ونقلت عن أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة الملك سعود في الرياض، صالح الختلان “على المستوى الشعبي، يشعر السعوديّون بالاستياء الشديد، ويشعرون أنّ المحورين الروسي- الصوفي والأميركي-الشيعي يتآمران على المملكة. ويعبّر الشعب عن غضبه وخوفه.”
وبحسب حسن حسن، الباحث في معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط في واشنطن فإنه “لا يُنظر إلى ما يحدث على أنّه مواجهة بين المعتدلين والسلفيين، بل على أنّ مؤيّدي السيسي ومؤيّدي الإمارات ذهبوا إلى روسيا التي تقصف المدنيين السوريين، مما ترك انطباعًا سيئًا، وبات الذين ذهبوا إلى روسيا يعتبرون خونة”. (الميادين)