امريكا تعرض على روسيا التخلي عن السعودية..والمقابل ؟؟
متابعات – أشارت تسريباتٍ مفادها أنّ الإدارة الأميركيّة كانت قد عرضت صفقة على الإدارة الروسيّة ليل الجمعة الماضي، أعربت بموجبها واشنطن عن استعدادها لرفع غطائها كلّيًّا عن عمليّات تحالف العدوان العربيّ على اليمن، إذا ما وافقت موسكو على إقناع حلفائها السوريّين بوقف طلعاتهم الجوّيّة فوق ما تبقّى من مناطق النفوذ الأميركيّ في سوريا، وتحديدًا في المساحة الجغرافيّة التي يسيطر عليها الأكراد في الوقت الحاليّ عند تخوم الحدود التركيّة، بما يضمن للولايات المتّحدة المحافظة على ماء وجهها إذا ما سار القطار السوريّ، حسب ما هو متوقّع، باتّجاه التسوية والحلّ.
صفقةٌ.. كان لا بدّ من أن تفتح شهيّة المحلّلين أمام طرحِ تساؤلاتٍ جادّةٍ حول نقاط الاختلاف والتلاقي في السياستين الروسيّة والأميركيّة على طول خارطة العالم وعرضها، لو قُدِّر لها أن تخرج إلى العلن.
ولكنّ المصدر الروسيّ المقرّب من دوائر صنع القرار في قصر الكرملين، سارع إلى التأكيد في هذا السياق على أنّ استمرار المعارك الضارية لليوم الخامس على التوالي بين القوّات النظاميّة السوريّة ووحدات حماية الشعب الكرديّة في مدينة الحسكة، ليس أكثر أو أقلّ من مؤشّرٍ واضحٍ على أنّ القيادة الروسيّة لم تأخذ “الصفقة” الأميركيّة أساسًا في الاعتبار، ولم تضعها حتّى في حساباتها التكتيكيّة، وذلك لأسبابٍ عديدةٍ، أهمّها أنّ إدارة الرئيس فلاديمير بوتين باتت تدرك أكثر من أيّ وقتٍ مضى أنّ عقد “التحالف العربيّ” في حرب اليمن أوشك على الانفراط، سواءٌ في ظلّ استمرار الغطاء الأميركيّ له أم في ظلّ عدم استمرار هذا الغطاء، ناهيك عن أنّ الخطط العسكريّة التي وضعتها اللجان الروسيّة – التركيّة المشتركة مؤخّرًا بشأن مستقبل الأوضاع الميدانيّة في سوريا، والتي اطّلع عليها مؤخّرًا الجانب الإيرانيّ، أصبحت حاليًّا قيد التنفيذ، وبآليّاتٍ لم يعد يخفى على أحدٍ أنّ الفصائل المسلّحة لقوى المعارضة السوريّة المعتدلة سوف تشارك بفاعليّةٍ فيها، وبغطاءٍ روسيٍّ – تركيٍّ، تمهيدًا لإطلاق العمليّة السياسيّة مجدّدًا في جنيف، وربّما في موسكو هذه المرّة، الأمر الذي يؤكّد المصدر على أنّ الحديث بشأنه قد تمّ فعلًا خلال اللقاءات التي أجراها كلٌّ من القياديّيْن المعارضيْن السوريّيْن أحمد الجربا ومعاذ الخطيب، في مناسبتين مختلفتين، مع المسؤولين الروس خلال الشهر الحاليّ.
هذا الكلام إن دلّ على شيء، فهو لا يدلّ على نسبةِ تراجعِ التأثير السعوديّ في مجريات الأحداث المتسارعة على الساحتين السوريّة واليمنيّة وحسب، وإنّما على نسبةِ تراجعِ التأثير الأميركيّ أيضًا.
بانوراما الشرق الأوسط