“ممدوح بن عبدالعزيز”.. من “الجامية” إلى “فوبيا الإخوان” والهجوم على مشايخ السعودية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 4994
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

عبداللطيف التركي – التقرير
لم ينته الجدل بشأن مشاركة الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، في المؤتمر السنوي لمنظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة في باريس، وهتاف “الفيصل” بأنه يريد “إسقط النظام في إيران”، حتى جاء حديث الأمير ممدوح بن عبدالعزيز، عن المشايخ والدعاة السعوديين، و”فوبيا الإخوان”، واتهام عدد من الدعاة السعوديين، المحسوبين على النظام والمقربين من الأجهزة الأمنية بأنهم “إخوان”، وأنهم يتمنون ربيعًا مثل الربيع العربي في إيران، وإنهم يرون أن إيران الظالمة ستتحول إلى ربيع العدل.
ويعد هجوم ممدوح بن عبدالعزيز، الذي يعرفه من يناصرونه على “فيس بوك” بأنه “الأمير السلفي”، ويشيدون بـ”جهوده لنصرة السلفية و السلفيين”، والمقرب من مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ويحرص على حضور خطب الجمعة للمفتي في جامع الامام تركي بن عبدالله، في منطقة قصر الحكم وسط الرياض، ليس بجديد على المشايخ والدعاة السعوديين، الذين يتهمهم بالأخونة، بل وصل إلى شنه هجومًا عنيفًا على عدد من أئمة ومشايخ الحرمين المكي والمدني، واتهامهم بأنهم من “الإخوان المسلمين”، رغم أنهم يعينون بأوامر ملكية، ويتم إقصائهم بأوامر ملكية.
وإذا كانت مشاركة تركي الفيصل، في مؤتمر “مجاهدي خلق”، لم تتخذ الطابع الرسمي، فـ”الفيصل” لا يحمل أي صفة رسمية، ولكن واضح أنها جاءت بتوجيه رسمي، بدليل الاهتمام الإعلامي السعودي المحلي بالمشاركة، والإسهاب في تغطية مؤتمر “مجاهدي خلق”، وهو أمر طبيعي في ظل الخلافات الشديدة بين السعودية وإيران، واتهام طهران بالتدخل في الشؤون الداخلية السعودية، وتحريض المعارضة الشيعية السعودية ضد النظام السعودي، والاعتداءات التخريبية التي قام بها متظاهرون إيرانيون على السفارة السعودية في طهران، والقنصلية في مشهد، وإعلان الرياض طرد السفير الإيراني من الرياض، وقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية والاقتصادية مع إيران، وحظر سفر السعوديين إلى إيران, ولكن لا يعرف السبب وراء الأزمة، التي خلفتها تغريدات “ممدوح بن عبدالعزيز” ضد الشيخ سعد البريك، أبرز الدعاة الرسميين بوزارة الشؤون الإسلامية، ومستشار الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، والمعروف قربه للأجهزة الأمنية، وكان أبرز المؤيدين – في تغريداته -؛ لمشاركة الأمير تركي الفيصل، في مؤتمر “مجاهدي خلق” بباريس.
وعلق “البريك”، “هل بدأ الربيع الفارسي في إيران؟”، مضيفًا أن كلمة الأمير تركي الفيصل هي حقائق من السحر الحلال عن واقع وحقوق شعب خطفه ملالي طهران، على حد تعبيره.
وأثار تعبير “الربيع الفارسي”، الذي استخدمه الشيخ سعد البريك، الأمير ممدوح بن عبدالعزيز، الذي وجّه رسالة للبريك تحمل عنوان “يا سعد البريك.. إن لم تستح فلا تغش على الأقل”، وقال ممدوح بن عبدالعزيز، إن البريك يتمنى ربيعًا مثل الربيع العربي في إيران، وإنه “مبسوط بأن إيران الظالمة ستتحول إلى ربيع العدل”.
وشن الأمير ممدوح، الذي لم يشغل منصبًا رسميًا، هجومًا عنيفًا على “البريك” في رسالته: “يا رجل استح مما يحدث للمظلومين في سوريا من قتل واغتصاب وتشريد.. والله إن ما يحدث في سوريا لم يحدث في التاريخ.. ومستقبل السوريين المساكين منهار سلفا”.
كما اتهم “البريك” بأنه ينتمي إلى الإخوان: “أيها الإخوان كفوا فلقد فعلتم ما عجزت عنه شياطين الأرض.. خربتم البلاد خرابا لم يفعله لا صليبي.. ولا وثني، ولا غرب ولا شرق، وجلستم على تلها تلّكم الله تلة لا تقومون بعدها إلا في أحضان ما فعلتموه في الناس من بأس.. إن لم تتوبوا .. اللهم أرنا في البريك وإخوانه (من الإخوان) ما يستحقونه عاجلًا يا رب”.
ورد سعد البريك بقوة على ممدوح بن عبدالعزيز، وقال “الأمير ممدوح بن عبدالعزيز، وجّه الاتهام بأنني من الإخوان وغيره فريةٌ كاذبة نسبتها إلى حساب يحمل اسمك يقتضي أن تنفيها أو نحتكم شرعًا”، واستمر السجال بين الطرفين برد ممدوح على تغريدة البريك بأنه “إخواني صرف ولا يلزمه ذلك أن يحمل بطاقة، مطالبًا بأن يتم التحكم للشرع فورًا”.
وقال ممدوح بن عبدالعزيز، في رسالة نشرها على شبكة “الرد الإلكترونية”، “نحتكم شرعًا وفورًا مع ملاحظة أن ألاعيب الإخوان لن تنطلي في المحكمة لا عليّ ولا يجب أن تنطلي على القاضي الذي لا يجب أن يكون إخوانياً..!، أنت إخواني صرف ولا يلزم ذلك أن تحمل بطاقة بل يقسم كلٌ منّا قسمًا واضحًا لا لبس فيه, أنا أقول أنك تتعاطف معهم، وأنت أقسم أنّك لا تميل إليهم، وأنك ترى ما رآه ولي الأمر بأنهم خوارج وإرهابيون”، وأرفق الأمير ممدوح في رسالته مقطع فيديو من 12 دقيقة بعنوان “أول فيلم وثائقي يكشف حقيقة سعد البريك”.
الأمير ممدوح بن عبدالعزيز، من مواليد 1939، وهو الابن (28) من أبناء الملك عبدالعزيز الذكور، من الأميرة نوف بنت نواف بن النوري الشعلان، في عام2006 الموافق عام 1986، عُين أميرًا على منطقة تبوك، ولم يمكث في منصبه سوى عام واحد وطلب إعفاءه 1407 هـ، وبعدها عُين رئيسًا لمركز الدراسات الاستراتيجية، التي بقي يتولى رئاسته حتى طلب إعفائه، ومن تحليل مضمون رسالته للبريك، فهو مصاب بعقدة الإخوان، ولديه “فوبيا الإخوان”، فقد سبق اتهام أئمة الحرمين الشريفين بأنهم إخوان، وحددهم بالاسم، وقال إنه يحتكم إلى “الشرع والقضاء”، ولكن شكك في أن يكون القاضي “إخوان”، رغم أن أئمة الحرمين الشريفين، والقضاة يعينون بأوامر ملكية، ويخضعون قبل التعيين لتحريات دقيقة من الأجهزة الأمنية.
وسبق لممدوح بن عبدالعزيز، أن شن هجومًا عنيفًا على أئمة الحرمين الشريفين، واتهمهم بـ”الإخونة”، في سابقة تعد الأولى من نوعها، حيث وصف إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ سعود الشريم بـ”الناهق”، وإمام الحرم السابق عادل الكلباني بـ”الكلب”، متهمًا إياهم بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين.
وقال “ممدوح”، المحسوب على “تيار الجامية” في السعودية، في رسالة وجهها للشريم “يا شريم كثرت تنهيقاتك هذه البلاد أرادت أن تصنع منكم رجالًا تدافعون عن سبب خلق الخلق وهو التوحيد، ولكنكم أبيتم إلا أن تكونوا أقزاما وأشباه رجال تُناصرون خارجية”.
وتابع “لقد نجحتم في السابق وبمكرٍ شديدٍ في كل ما من شأنه إقصاء السلفية، وإحلال الإخوانية، في الحرمين والمساجد والجامعات والمدارس والمؤسسات الخيرية والمنظمات الإسلامية”، ووصف الأمير ممدوح كتب ومبادئ حسن البنا وسيد قطب ومحمد سرور وسلمان العودة وسفر الحوالي بـ”الضلال”، وختم رسالته واصفًا الكلباني بـ”الكلب”، “آخر كلمة أُحب أن أُوجهها… للكلبـ..(آني) …اخسأ فلن تعدو قدرك”.
ورد الشيخ سعود الشريم، في تغريدة منه على “تويتر”، فيما يبدو أنه رد بشكل مبطن على هجوم الأمير، “إذا لم يوافق منهجك أمزجة أهل اﻷهواء وصفتك أقلامهم بـ(اﻹخوانية) التي ابتدعوها ما كتبها الله عليهم!!، وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم!!”، حيث وصف الشريم الأمير بأنه من “أهل الأهواء” الذين يصفون مخالفيهم بـ”الإخوانية”.
وقال الشيخ الكلباني، في مقال له تحت عنوان “الشريم، القامة السامقة”، “كان واحدًا من كوكبة نالت تلك الكرامة العظيمة بمشهد من علماء أجلاء وتزكية منهم، وثقة به وإخوانه الأئمة، نالوها بجدارة واقتدار..”، وطالب الكلباني المسيئين للشريم بالاعتذار، “اعتذار المسيء واجب، والأخذ على يده مطلوب، وإسكات المتطاول على أعلام الأمة الإسلامية حتم”.
وسبق أن هاجم الأمير ممدوح أربعة من أئمة الحرمين الشريفين، هم الشريم والغزاوي والقاسم والثبيتي، واتهمهم بأنهم ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين، ووصفهم بأنهم “خبثاء”، ويفسر البعض تعدي الأمير على المشايخ بأنه استعداء، والاتكاء على اسم العائلة المالكة كونه أحد أفرادها جعل يكرر الإساءة دون أن يخاف أحدًا.
وعرض ممدوح بن عبدالعزيز، مقطع للبريك وهو يبكي “بدموعه التي يذرفها في كل حين، يحرض شباب السعودية ليكونوا حطبًا لنار كافرة، لا يعرف موقدها”، وكانت قناة “MBC” عرضت تقريرًا قالت فيه إن البريك يحض الشباب على الانتحار باسم الجهاد، ويعمل على شق صف أمة محمد، وأضافت بعد عرض مقطع
“MBC”، و”ممدوح بن عبد العزيز”، تناسوا أن كلام الشيخ سعد بن البريك، والكثير من مشايخ السعودية، بل لم يشذ منهم أحدًا كان في أثناء الجهاد الأفغاني، الذي وقفت معه الدولة السعودية بكل إمكاناتها بتأييده ومساندته، وتسهيل مهمة الشباب السعودي للذهاب الى هناك.
وأورد الكاتب “ستيف كول” في كتابه “آل بن لادن.. وعالم النفط والمال والإرهاب”، قصة “سالم بن لادن” الموفد من الملك فهد بن عبدالعزيز، على متن طائرة خاصة إلى بيشاور، لمقابلة شقيقه “أسامة بن لادن”، للتعرف على احتياجات “المجاهدين” – في ذلك الوقت، وكانت منابر وقنوت الصلوات في جميع مساجد السعودية تدعو للمجاهدين، وتطالب بنصرتهم ضد السوفييت.