مُستشرق بتل أبيب: العرب وتحديدًا السعوديّة اقتنعوا أنّ إيران وليس إسرائيل الخصم

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1619
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +
وأنّ القضيّة الفلسطينيّة هامشيّة ويخشَوْن من أنّ أمريكا سلّمت بهيمنة طهران على المنطقة الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس: تُتابع القيادة الأمنيّة والسياسيّة في إسرائيل التحركّات الدبلوماسيّة السعوديّة، خصوصًا وأنّ العلاقات شبه الرسميّة بين تل أبيب وأنقرة باتت مكشوفةً. علاوة على ذلك، فإنّ مراكز الأبحاث والمُستشرقين الإسرائيليين يُحاولون سبر أغوار توجهّات الرياض، وخصوصًا علاقاتها مع العدو الأوّل للدولة العبريّة: الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة. المُستشرق الإسرائيليّ، د. روؤفين بيركو قال إنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تواجد في الفترة الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكيّة على خلفية البرنامج الاقتصادي الجديد بخصوص تقليص الاعتماد على النفط ومحاولة تحسين القدرات التقنية العسكرية السعودية. ولفت أيضًا إلى أنّه لا شك أنه وعلى ضوء الخطوات التصعيدية الإيرانية المتزايدة ضد دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، فإنّ بن سلمان حمل رسالة طارئة عاجلة للحكومة الأمريكية، على حدّ تعبيره. وبرلاأي المُستشرق الإسرائيليّ، فإنّه منذ سنوات تتبنّى إيران سياسة تخريبية عنيفة هدفها السيطرة على شبه جزيرة العرب، والسيطرة على الأماكن الإسلامية المقدسة في مكة والمدينة لتكون بقيادة شيعية، والسيطرة على النفط وممراته في الخليج، وطرد الأمريكيين والسعوديين، ومواصلة التقدم إلى الأمام نحو العالم، وخلال ذلك تقيم إيران مع قطر وإمارة عمان علاقات كالتي بين المشغل والعميل، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنّه في الظاهر تمثل الدولتان المصالح ذاتها مع الدول العربية السنية، ولكن عمليًا فإن قطر تقوم بتمويل الإخوان المسلمين ضد الأنظمة العربية وتحرض عليها بالوكالة عن إيران من خلال الجزيرة، عمان من جهتها “تبيع″ العرب وتنسق على أراضيها سرًا للقاءات تآمرية بين الأمريكيين والإيرانيين، كما أكّد في دراسةٍ نشرها في صحيفة (إسرائيل اليوم)، المُقربّة جدًا من رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو. ووفقًا له، فإنّ الهدف النهائي للتوجه الإيراني في السيطرة الزاحفة إلى الخليج – والتي بدأت قبل سنوات – هو السعودية، في المقابل يخشى السعوديون والمصريون ودول الخليج الذين انتظموا في إطار مجلس التعاون الخليجي من أنّ الأمريكيين اختاروا الهيمنة الإيرانية ككيان بديل لإدارة صراعات المنطقة بدلًا من الدول العربية السنية المتطلبة “وجع الرأس″ الممزقة ما بين المصالح المتناقضة ومنظمات الإرهاب الإسلامي المتصارعة فيما بينها. علاوة على ذلك، لفت د. بيركو إلى أنّه منذ اغتيال صدام حسين الذي استخدم “مضادًا للفيروسات” الإيرانية، ازدادت نشاطات “مهووسي إشعال الحرائق” الإيرانيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وحتى في افريقيا، هذا النشاط يتميز بالتخريب والدمار والدماء: الإيرانيون، شدّدّ المُستشرق الإسرائيليّ، يشعلون النار في العراق وفي سوريّة وفي لبنان، وينشرون الإرهاب في اليمن، إنّهم يعملون في ليبيا وفي مصر وفي غزة، ويمولون ويسلحون التنظيمات الإرهابية السنية من نوع حماس، بسبب الانقسامات والحماقات السنية التي وضعت إسرائيل موضع العدو لم يتجهز العرب في مواجهة إيران وبددوا جهودهم، بحسب قوله. مُضافًا إلى ما ذُكر أعلاه، قال د. بيركو إنّه في الوقت الراهن يركز الإيرانيون مساعيهم التخريبية على السعودية والكويت والبحرين والإمارات المتحدة من خلال تحريض السكان الشيعة المقيمين على أراضي هذه الدول على التمرد، وتابع أنّه في كانون الثاني (يناير) 2016 أوقف السعوديون 47 إرهابيًا وأعدموا قائدهم الشيعي نمر النمر، وفي المقابل أحرق “الباسيج” مقر القنصليات السعودية في مشهد وطهران. في الأسبوع المنصرم، قال المُستشرق الإسرائيليّ، سحبت البحرين الجنسية من آية الله عيسى قاسم الذي كان يعمل في القنصلية الإيرانية، وكرد على ذلك هددت إيران بالحرب الإقليمية بسبب تجاوز “الخطوط الحمراء”، الجنرال قاسم سليماني هدّد النظام “السني” انه وفي ظل “إذلال” المواطنين (الأغلبية الشيعية) ستقع مواجهات دموية إقليمية، وكالمتوقع انضم حزب الله إلى الاستنكار، بينما السعودية أعلنت أنها تدعم خطوات البحرين القضائية. بالإضافة إلى ذلك، شدّدّ د. بيركو أنّه على ضوء التهديد الوجودي الذي تمثله إيران على المنطقة، استوعب العرب أنّ إسرائيل ليست هي الخصم، وأنّ حلّ القضية الفلسطينية هي مسألة هامشية. وخلُص إلى القول إنّه في الوقت الحالي يجد النظام الأمريكي صعوبة في الاعتراف بأنّ الإسلام الراديكالي يحرك الإرهاب العالمي، ويرفض الاعتراف بأهداف تعزيزات القوة والنووي والصواريخ الإيرانية. المعضلة إذًا عويصة؛ ذلك أنّ “الفيروس″ الإيراني الشيعي و”المضاد الفيروسي” (الأصوليّة الإسلامية السنية) يمثلان خطرًا على العالم وبنفس المستوى، على حدّ تعبير المُستشرق الإسرائيليّ.