الذكرى السنوية الثالثة والثمانون لهدم جنة البقيع على أيدي آل سعود

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 7326
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

عندما ظهر تنظيم داعش في العام 2004 عرف العالم بان هذا التنظيم هو نتاج طبيعي من نظام بني سعود القائم على فكر تكفيري يستمد عقيدته من مدرسة منحرفة قائمة على الضلال وهي المدرسة الوهابية .
لقد استطاعت هذه المدرسة وعلى مدى عقود من الزمن على تربية نشأ منحرف تكفيري يؤمن بعقيدته فقط ، معتبراً إياها العقيدة الصحيحة القائمة على التوحيد والتي من شأنها ان تطهر المسلمين من الشرك ، وان المذاهب الإسلامية الأخرى و التي لا تتفق معها في عقيدتها هي مذاهب شركية ، وعلى ضوء هذه العقيدة الفاسدة أسس بنو سعود نظامهم في شبه الجزيرة العربية ، نظام دموي يسحق كل من يقف في طريقه معتمدين على منظمة ارهابية تتمظهر بالدين ، تحوي العديد من وعاظ السلطة تدين بالفكر الوهابي .
وفي بداية تأسيس نظام بني سعود ، أصبح أتباع أهل البيت عليهم السلام هم الاول من الأهداف الهامة لهذه المنظمة ، وأصبحت الشعائر الدينية الشيعية محط أنظار شيوخ هذه المنظمة ، فبدأت فتاوى التكفير تتوالى منهم ضد أتباع أهل البيت معتبرين ان جميع شعائرهم أفعال شركية تتنافى مع الدين الإسلامي على حد زعمهم .
فكان أول ما أغاض بني سعود و شيوخ هذه المنظمة ، هي قبور أئمة أهل البيت عليهم السلام في مقبرة بقيع الغرقد ، فبدأ العمل من اجل إصدار فتاوى تشرع لهم تهديم هذه القبور الطاهرة ، فقام بعض شيوخ المنظمة بإصدار فتاوى عام 1344هـ تحرم البناء على القبور معتبرة إياه من الشرك ،
ووفقاً لتلك الفتاوى التكفيرية ، وفي الثامن من شوال من ذلك العام ، قام نظام بني سعود بتهديم قبور الأئمة الأطهار عليهم السلام وقبابها وأضرحتها وبعض قبور الأولياء والصالحين وبعض الصحابة الكرام في مقبرة البقيع التي كانت المقبرة الرئيسة لأهل المدينة المنورة منذ عهد النبي صلى الله عليه وآله ، وتم تسويتها بالأرض وتغييب شواهدها ، نكاية بشيعة أهل البيت عليهم السلام وبقية الامة الاسلامية.
ان المعروف لدى جميع الشعوب ، بان الحكومات تفتخر بوجود آثار تاريخية في بلدانها وتحافظ عليها ، لأنها دلالة على رقي تلك الشعوب ومدى ارتباطها بالتاريخ ، كما ان جميع العقلاء يعرفون بأنه من الضروري حفظ وصيانة الآثار لأنها تراث إسلامي وتاريخي يحمل الكثير من الدلالات للبشرية ومقومات هدايتها ، إلا إن حكام بني سعود قد ضربوا مثلاً في الجهالة وضحالة الأفكار البالية المنحرفة عن الإسلام ، فاتبعوا أهوائهم وأهواء شيوخهم ، فأنتجوا أجيالاً ضالة منحرفة يعاني منها المسلمون وغير المسلمين لحد هذه اللحظة ، تعتبر الآثار دلالات كفر وانحراف عن حقيقة التوحيد.
ومما يؤسف اليه ، بان جميع تلك الأفعال السابقة واللاحقة كانت تحت نظر المجتمع الدولي وبالخصوص الدول الكبرى الداعمة لهذا النظام المنحرف ، و برغم من اكتوائهم بنار هذه الفرقة الضالة وهذا النظام الإرهابي ، فهم لا زالوا المنبع الذي يستمد منه بنو سعود قوتهم ، إضافة الى تسويقهم للكيان السعودي الى العالم بصورة جديدة محسنة.
ان جريمة تهديم قبور البقيع تدل وبدون أدنى شك بإجرام وشراسة هذا النظام القابع على صدور المسلمين في شبه الجزيرة العربية ، ومن الطبيعي ان يولد هذا النظام قطعان من الوحوش الكاسرة التي تفتك بالعالم من خلال تفجيراتها الإرهابية وتدميرها للمدن الآمنة بزعم إقامة الدولة الإسلامية .
نحن نعلم بان ساسة الدول الكبرى المتحالفة مع النظام السعودي يعلمون علم اليقين بدور حكام بني سعود في تهيئة هذا الجيل الهمجي المتوحش الذي ينشر الخراب والموت في جميع أنحاء العالم ، إلا إن هذه الحكومات تتغاضى عن اتهام النظام السعودي ، وخير دليل على ذلك إخفاء الحكومة الأمريكية
عن الصفحات الثمان والعشرون من تقرير لجنة الكونجرس الخاصة المؤلف من 900 صفحة حول هجمات 11 سبتمبر عام 2000 .
اننا في لجان الحراك الشعبي في شبه الجزيرة العربية و بمناسبة الذكرى الثالثة والثمانين لهذه الفاجعة ، نذكر العالم بجريمة هدم قبور من قبل النظام السعودي ، وندين جميع الأفعال الإجرامية التي ترتكبها عصاباته التكفيرية بحق المسلمين وغير المسلمين ، وتعتبر شيعة شبه الجزيرة العربية المستهدف الأول في مشروعهم التشويهي للاسلام والمسلمين وممارساتهم الإجرامية ، و ان شيعة آل البيت هم أول المتضررين من هذا الكيان التكفيري ، باعتبارهم الند الأول في ساحة المواجهة معه ،
وعليه ننتظر من جميع الشعوب الحرة والمنظمات الإنسانية أن تدين أفعال هذا الكيان الإجرامية ، ونذكر العالم بأكبر جريمة ارتكبها في أوائل سنين حكمه المستبد حينما أقدم على تهديم قبور البقيع ، ونعتبر ذلك أول فعل في سلسة جرائمه ، والتي لا زال يصر على ارتكابها في بقية الدول الاسلامية من خلال منظمته الإجرامية (داعش).
وفي الوقت الذي نستنكر نحن في لجان الحراك الشعبي وندين ذلك العمل الإجرامي بتهديم القبور ، فعلى العالم ان يعي وبصدق لما يدور من حوله ، وان لا يجامل او يساعد
في إخفاء الحقائق الدامغة عن هذا الكيان المجرم ، كما فعل في السابق ، لان النار المشتعلة تمتد ابعد من الحطب القريب.

 

لجان الحراك الشعبي
عضو تيار الحراك في شبه الجزيرة العربية
الاربعاء 8 شوال 1437
13 يوليو/تموز 2016