السعودية تسعى لإعادة ترتيب علاقاتها مع أمريكا بعد مرحلة أوباما
واشنطن ـ الرياض ـ خدمة قدس برس: يقوم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير هذه الأيام بزيارة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، أسبوعا واحدا فقط بعد زيارة مماثلة قام بها ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في إطار التهيئة لبناء العلاقات السعودية ـ الأمريكية بعد مرحلة أوباما.
والتقى الجبير، خلال زيارته مع كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للحملة العسكرية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي روب مالي، والسيناتور ميتش مكونيل، (كلاً على حده) وبحث معهما العلاقات الثنائية والتطورات السياسية في المنطقة.
كما اجتمع وزير الخارجية السعودي، أول أمس الاثنين، بعدد من رجال الفكر والكتاب والباحثين والصحفيين الأمريكيين واستعرض معهم أهداف زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لمجلس الوزراء وزير الدفاع الحالية إلى الولايات المتحدة ورؤية المملكة 2030.
وأكد العضو السابق في مجلس الشورى السعودي، أستاذ التاريخ المعاصر في الجامعة السعودية الدكتور محمد الزلفة في حديث مع “قدس برس″، أن زيارة المسؤولين السعوديين إلى واشنطن، تأتي في سياق بناء العلاقات السعودية ـ الأمريكية في مرحلة ما بعد الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما.
وذكر الزلفة، أن “السعودية تشعر بأن الإدارة الأمريكية خذلتها، بالنظر إلى التهديدات التي تواجهها المملكة، في المنطقة بسبب التدخل الإيراني، الذي وصل تهديده الحديقة الخلفية للمملكة في اليمن”.
وأضاف: “في ظل إدارة أوباما حدثت تطورات خطيرة للغاية في المنطقة، سواء ظهور داعش أو المشكلة السورية والتدخل الإيراني ثم التدخل الروسي المخيف، كل هذه التطورات، رأت فيها المملكة أن إدارة أوباما إما هي راضية عنها أو أنها غير قادرة على القيام بما هو مطلوب منها لصالح دعم حلفائها”.
وأشار الزلفة، إلى أن “المملكة عندما رأت أن الخطر الإيراني وصل حديقتها الخلفية، وجدت الموقف الأمريكي ضعيفا، وقادت عملية الحزم، هذا بالاضافة إلى الموقف الأمريكي من باقي تطورات المنطقة في العراق، الذي تم تسليم فيه هذا البلد إلى إيران، وأيضا في مصر”.
وأكد الزلفة أن المسؤولين السعوديين، يزورون واشنطن، لمخاطبة الإدارة الأمريكية بشكل مباشر، عن حقيقة الدور الذي تضطلع به السعودية في أمن واستقرار المنطقة.
وأضاف: “هناك لوبيات صهيونية وإيرانية تعمل على التحريض على المملكة في الولايات المتحدة والغرب، ولذلك تنشط الديبلومسية السعودية لوقف هذا التضليل من جهة، ولتوضيح المواقف بشكل مباشر”.
ودعا الزلفة إلى تكثيف النشاط الديبلوماسي السعودي باتجاه الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بشكل عام، وقال: “المملكة بحاجة لتكثيف مثل هذه الزيارات والتواصل مع أصدقائها وأيضا مع من تم تضليلهم والتغرير بهم، من اللوبي الصهيوني والإيراني، بسبب انزعاجهم من الدور السعودي، الذي يتصدر المنطقة بعد تدمير العراق وسورية وإضعاف مصر”، على حد تعبيره.
وتعيش العلاقات السعودية ـ الأمريكية التي يفوق عمرها السبعة عقود، فتورا باديا للعيان، على الرغم من التصريحات العلنية الرسمية التي تركز على أنها علاقات استراتيجية.
ويتجلى ذلك في التباين الواضح بين واشنطن والرياض في الموقف من الخطر الإيراني، وأيضا الموقف من الأوضاع في سورية والعراق واليمن ولبنان.