عقب إنجاز أي قضية من قبل الكيان السعودي تمس الأمن ، ويجري فيها انتهاك لحقوق الإنسان وبالخصوص المواطنين الشيعة ، فإن سلطة هذا الكيان تبدأ بافتعال أزمة أخرى ، تأمل منها النيل من أحد الرموز الدينية عند الشيعة في شبه الجزيرة العربية .
ان المطالبة بالحقوق الشرعية ، وانتقاد السياسة الهمجية التي شرعها الكيان السعودي والقائمة على التمييز الطائفي والمناطقي ، من قبل علماء الدين الشيعة ، يعتبرها الكيان إستفزازاً وتدخلاً في شؤونه الداخلية وفي سياسته ، مما يعني تكميماً للأفواه ، وإسكات الأصوات الحقة ، وخير مثال لذلك ، هو رفضه لمطالب الشهيد الشيخ النمر رضوان الله عليه ، واعتبرها جريمة سافرة تندرج في إطار التدخل المباشر في سياسة النظام.
هذه المرة يحاول الكيان السعودي إفتعال أزمة أخرى ، ومع عالم آخر ، طرح تقريباً نفس المطالب ، وانتقد سياسة الكيان الهوجاء في التعامل مع المواطنين ومع العلماء ومع الشعوب الأشقاء في المنطقة .
انه آية الله الشيخ حسين الراضي الشقاق ، إمام جامع الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) في العمران بمنطقة الأحساء ، الذي تم استدعائه من قبل سلطة الكيان السعودي يوم الثلاثاء 20 فبراير/شباط 2016 ، واجبر على التوقيع على تعهدات معدة مسبقاً تطالبه بإتباع سياسة الكيان ، وعدم مناقشة أي حدث معين يعتبره سلبياً سواء ضد الشيعة في شبه الجزيرة العربية أو ضد الشيعة في بلدان أخرى كاليمن والعراق والبحرين وسوريا وبلدان أخرى.
لقد تكلم آية الله الشيخ الراضي وبصورة واضحة وجلية عن الإخفاقات التي رافقت سياسة الكيان السعودي على جميع الأصعدة ، سواء في سياسته في داخل البلاد أو خارجه ، الأمر الذي أغاض مسؤولي هذا الكيان ، وعلى ضوئه جرى استدعاء سماحته واجبر على عدم الخوض في أي أمر يخص السياسة ، أو النشاطات الغير المسؤولة التي تنتهجها إدارة هذا الكيان.
لقد تم توجيه عدة تهديدات لسماحة الشيخ و قد ابلغ انه وفي حالة عدم الكف عن انتقاداته ، سيقوم الكيان بتنفيذها، و منها سحب الولاية عن جامع الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، ومنعه من الخُطْبة والخَطابة، وتطبيق الإجراءات الشرعية والقضائية عليه ، والتهديد الأخير هو الأخطر لأنه يحمل في طياته الكثير من الإجراءات التعسفية ، والتي أقلها الاعتقال ، وما يتبعه من نتائج أخرى .
لقد واجه أهلنا في المنطقة الشرقية الأساليب الخبيثة التي تتبعها سلطة الكيان السعودي ، والتي أصبحت نتائجها واضحة للعيان وبدون ريب ، ولقد قدم الشيعة في شبه الجزيرة العربية من جراء تلك الأساليب العديد من التضحيات من العلماء والشباب ، وكان آخرها إعدام آية الله الشيخ نمر باقر النمر وثلة مؤمنة من الشباب الشيعة .
وهذه المرة يجب انر لا نفرط بعالم آخر ، يغيظ أمراء بني سعود كلما وقف في منبر الجمعة ، وكشف عوراتهم . وعليه فان مسؤوليتنا تجاه سماحة آية الله الشيخ حسين الراضي تشمل كل أبناء المجتمع بلا استثناء.. والمؤمل ان تكون لدينا مبادرات إيجابية عملية تشعر الكيان بأننا لن نتنازل قيد أنملة عن مطالبنا ، ونحن دائماً وراء علماءنا مهما كانت التهديدات.
ومن صور الدعم التي بالإمكان القيام بها والتي تعضد وتقوي موقف سماحة الشيخ :
1- تنظيم وتحشيد وفود لزيارة سماحة الشيخ من كل المدن والقرى والمناطق.
2- ان يقوم العلماء والمشايخ والفضلاء في الأحساء والقطيف والدمام والمدينة المنورة ونجران وغيرها بدعم مواقف سماحة الشيخ الراضي كل بطريقته.
3- تأكيد خطباء الجمعة والجماعة على القضايا المصيرية للطائفة الشيعية والتحدث بصراحة ووضوح إكمالا لما بدأه سماحته.
4- اقتباس كلمات سماحة الشيخ الراضي ونشرها ونشر صوره على نطاق واسع عبر جميع الوسائل والوسائط بما فيها برامج التواصل الإجتماعي، وكذلك على الجدران وعلى أعمدة الإنارة وفي الشوارع تأكيدا لحضوره والتفاف الناس حوله وتضامنهم معه وتبنيهم لمواقفه.
5- تكثيف الحضور في جامع الرسول (صلى الله عليه وآله) بالعمران والصلاة بإمامة سماحة الشيخ الراضي ، سواء في الصلاة اليومية أو في صلاة الجمعة .
6- الدعوة لإقامة صلاة جمعة موحدة بإمامة آية الله الشيخ الراضي جمعة في الأحساء وآخرى في القطيف وثالثة في الدمام.
7- إصدار بيانات تضامن وتأييد لخطابات ومواقف آية الله الشيخ الراضي، سواء بشكل فردي للأسماء ذات الثقل والتأثير من علماء ووجهاء ، أو عرائض شعبية يشارك فيها عموم الجمهور.
نحن لجان الحراك الشعبي في شبه الجزيرة العربية نكرر ما نقوله في كل مناسبة ، بأننا نحذر الكيان السعودي في تماديه في هذه السياسة الخرقاء التي يمارسها تجاه اهلنا في شبه الجزيرة العربية ، وليعلم الكيان ومن ورائه مراهقي السياسة السعودية ، بأننا غير مبالين بتهديداته ، فالذي عندنا هو أقوى وامضى من سلاح الضعفاء الذي يحتمي به ، فشعبنا دائماً في حالة عزة وشموخ ، وختام ذلك ، النصر على آل سعود بعون الله العزيز الجبار.