في ملف مطالب الإدعاء العام وأحكام القضاء السعودي المسيس ، بلغ عدد من طالب الإدعاء بإعدامهم 20 حالة بحسب رصد الجمعية الأروبية السعودية لحقوق الإنسان من بينهم أطفال حين الإعتقال وذلك وفق السن القانوني ، مع ترجيح وجود حالات غير معروفة ، حيث تمارس بعض الأسر في المنطقة الشرقية تكتما بدوافع مختلفة منها الخوف من السلطة.
وقد حكم القضاء على 8 من أصل 20 كان نصيب أثنين منهم الحكم الإبتدائي بالإعدام ، في الوقت الذي لا تزال محاكمة 12 منهم قائمة.
وقد أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة صباح أمس الثلاثاء 27 أيار/مايو حكما بالإعدام على المعتقل الحدث علي محمد باقر النمر ، ويعد هذا الحكم الثاني من نوعه تصدره المحكمة الجزائية بحق المعتقلين على خلفية الحراك المطلبي في المنطقة ، وجاء النطق بالحكم على المعتقل علي النمر خلال 24 ساعة من النطق بحكم مشابه على المعتقل رضا الربح.
وفي الوقت نفسه فقد أبلغت السلطات السعودية عائلة الفقيه المجاهد سماحة آية الله نمر باقر النمر أن الشيخ سيمثل أمام المحكمة الجزائية بجدة في 29 رجب 1435م.
إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين إذ تدين وبشدة أحكام الإعدام الصادرة بحق الشباب الأحداث في المنطقة الشرقية ، وتدين المحاكمات الصورية للنشطاء والمعتقلين السياسيين وسجناء الرأي وفي طليعتهم آية الله النمر والعلامة الشيخ توفيق العامر ، فإنها تطالب السلطات السعودية بوقف قرار حكم الإعدام للشابين المظلومين وإطلاق سراح جميع المعتقلين الذين شاركوا في مظاهرات ومسيرات سلمية مطالبة بالحقوق المشروعة لهم ، والذين وقفوا إلى جانب شعبنا في البحرين وثورته المجيدة والمطالبين بخروج القوات السعودية وقوات درع الجزيرة عن البحرين.
إن المحاكمات الجارية في المملكة العربية السعودية تبتعد وتفتقد كثيرا عن المعايير الدولية للمحاكمات العادلة ، مما يدل على خلل واضح في المحاكمات المقامة للموقوفين على قضايا الرأي وحرية التعبير.
إننا نجد لزاما علينا كأبناء منطقة واحدة وأصحاب مصير مشترك أن نعلن عن رفضنا القاطع لأحكام الأعدام ، إذ أن هذه الأحكام سابقة خطيرة يراد منها كبح كل فكرة وكل قدرة وكل نية ساعية للإصلاح والتغيير ، ومنع أي محاولة للتحرك ورفع الغطاء عن أي شاب أو مجموعة تعمل في سبيل الإصلاح وكسب حقوق المواطنة المستلبة بالتمييز العنصري من قبل السلطات السعودية.
إن إصدار تلك الأحكام الظالمة القاسية بالإعدام على الشابين رضا الربح وعلي محمد باقر النمر تعد خطوة تمهيدية وجس النبض لإستصدار حكم الموت والإعدام بحق فقيه الطائفة الشيعية في المنطقة الشرقية سماحة آية الله نمر باقر النمر.
كما وتطالب حركة أنصار ثورة 14 فبراير منظمات حقوق الإنسان في العالم والأمين العام للأمم المتحدة بالتدخل العاجل لوقف قرار الإعدام بحق هاذين الشابين وبحق سائر المعتقلين على أثر الأحداث التي جرت في المنطقة الشرقية خلال ثلاث سنوات من الحراك السياسي المطلبي.
كما وتطالب حركة أنصار ثورة 14 فبراير وجهاء المنطقة الشرقية وعلمائها الأعلام والسياسيين والمثقفين والنخب بكافة توجهاتها بأن تتحرك سريعا أمام السلطات السعودية لمنع قرار حكم الإعدام بهؤلاء الشباب المظلومين.
كما ونطالب جماهير شعبنا في البحرين وشبابنا الرسالي الثائر والقوى السياسية بمختلف توجهاتها بأن تعلن إستنكارها وتنديدها بهذه الأحكام الجائرة ضد الشباب المؤمن الرسالي في القطيف والعوامية وسائر المدن والقرى في المنطقة الشرقية ، وأن تخرج في مظاهرات ومسيرات تضامنية مع أبناء شعبنا في القطيف وإيصال صوت مظلوميتهم إلى العالم ، حيث أنهم وقفوا معنا في محنتنا ودعم ثورتنا وقدموا من أجل ذلك التضحيات والجرحى والشهداء والمعتقلين.
وأخيرا فإن حركة أنصار ثورة 14 فبراير ترى بأن كل هذه الأحكام الجائرة وأحكام الإعدام ضد أبناء المنطقة الشرقية ،ما هي إلا ممارسات للضغط على الحراك السياسي في المنطقة الشرقية ، ومحاولات يائسة للحصول على مكاسب سياسية في الصراع الإقليمي الدائر في المنطقة ، فالسعودية تحاول في هذه المرحلة مما تواجهه منطقة الشرق الأوسط من أحداث سياسية كبيرة وضخمة أن تحصل على مكاسب سياسية في الملف البحريني والسوري واللبناني والعراقي ، ولذلك فقد قام وزير خارجيتها سعود الفيصل بمغازلة إيران ودعوة وزير خارجيتها الدكتور محمد جواد ظريف للسفر الى السعودية ، وأعلنت السلطات السعودية بعدها بأيام السماح لمواطنيها بالسفر إلى السعودية والعراق ، وقام إعلامها الذي كان بالأمس يكتب عن إيران المجوسية والصفوية ، يغازل إيران وأن الشعب السعودي والشعب الإيراني شعب واحد ولديهم هموم مشتركة وإلى غير ذلك من العزف على السيمفونيات الإعلامية.
إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير ترى كذلك بأن السعودية اليوم تمر بوضع سياسي حساس وخاص وخطير، حيث صراع الأجنحة الذي حسمه الطاغية الديكتاتور الملك عبد الله لصالحه ولصالح جناحه وإبنه متعب ، إذ قام بقص وتقليم أجنحة أخوته السديريين وإخراجهم من المناصب السياسية والسيادية الهامة تمهيدا لولاية إبنه متعب القادمة ، كما أنه يعيش وضعا صحيا سيئا بعد أن سافر إلى النقاهة للمغرب لتتأزم صحته حيث نقل على وجه السرعة إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج وقد تم التكتم على سفره إلى هناك.
وعلى الصعيد الآخر فإن السلطات السعودية والقضاء السعودي لن يكونوا قادرين على تنفيذ حكم الإعدام بحق الشباب وبحق آية الله الفقيه نمر باقر النمر ، لأنهم سيواجهون ضغوط سياسية وحقوقية من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ، كما أن جناح الملك عبد الله يسعى جاهدا لترتيب العلاقات السياسية مع الجمهورية الإسلامية في إيران ويحاول حلحلة خلافاته السياسية مع إيران حول الملف العراقي والسوري واللبناني والبحريني ، ولذلك فإننا على ثقة بأن هذه الأحكام السياسية القضائية المسيسة والجائرة ما هي إلا فرقعات ومحاولات الحصول على إمتيازات سياسية داخلية وعلى الصعيد الدولي والإقليمي.
إن الأوضاع السياسية في السعودية أوضاع حساسة جدا ومهمة بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية ، ولذلك فإن أمريكا تبحث عن إستقرار الأوضاع في السعودية ، وقد إتفقت مع الملك عبد الله الذي عبد الطريق أمام جناحه للإستيلاء الكامل على السلطة وإبعاد المتشددين في الأجنحة السعودية والذين كان لهم دور في التدخل العسكري في أحداث البحرين وما قاموا به من جرائم حرب ومجازر إبادة ضد شعبنا.
كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تبحث قضايا مصالحها الحيوية في الشرق الأوسط وتدفق النفط لها ، وتسعى لحلحلة الأزمات السياسية في المنطقة بالإتفاق مع إيران التي أصبحت قوة عظمى بلا منازع في منطقة الشرق الأوسط.
وأخيرا فإننا ومرة أخرى نطالب شعب البحرين والشعب في المنطقة الشرقية في الأحساء والقطيف وسائر شعوب المنطقة بمطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن بإعطاء حق شعوب هذه المنطقة للإعلان عن البحرين الكبرى حيث أن المنطقة الشرقية بما فيها من النفط والغاز والماء وسواحل البحار تعد أكثر من نصف مساحة السعودية ، ومن حقهم الإعلان عن البحرين الكبرى في ظل التطورات المتسارعة ، فهل حق لأكرانيا بالإنفصال عن روسيا وليس من حق شعوب هذه المنطقة التي لم تكن في يوم ما خاضعة للحكم السعودي أن تتحرر وتستقل؟!.