العلاقات السعودية الروسية (الثابت والمتغير)؟
د. حبيب الرميمة
كثر الحديث في الأشهر الماضية، حول إمكانية أن تتخذ المملكة السعودية موقفاً للخروج من تحت عباءة التحالف الانجلوأمريكي ، والانحياز تجاه روسيا بوتين والصين، خصوصاً مع الموقف الذي اتخذته السعودية في اجتماع أوبك حول خفض انتاج النفط- بما يتماشى مع رغبة روسيا وأثار حفيظة واشنطن والغرب- والغزل الذي أبداه بوتين في شخص ولي العهد السعودي ،وهو ما جعل البعض يفسرمثل هكذا مواقف تمرداً على أمريكا والمنظومة الغربية؟ لكن سرعان ما ثبت عدم صوابية تلك التحليلات،من خلال توالي التصريحات السعودية بعمق علاقة المملكة مع التحالف الغربي ، وكان آخرها الدعم المادي العلني الذي أعلنه وزير الخارجية السعودي قبل أيام من وسط كييف، وما خفي من دعم كان أعظم.
باعتقادنا إن أي مقاربة لفهم العلاقة مستقبلاً بين السعودية وروسيا لابد أن تنطلق تاريخياً من مرتكزين أساسيين، أحدهما ثابت والآخر متغير.
ونقصد المرتكز الأول (الثابت):
فهم النظام السعودي منذ تأسيسه ككيان نشأ بدعم بريطاني خالص ثم استظل تحت نفوذ الولايات المتحدة الامريكية التي سطع نجمها كوريث لبريطانيا العظمى والتي خرجت منهكة بعد الحربين العالميتين.