من أبرز مفاجآت قمة جدة زلة اللسان (المقصودة ) لولي العهد السعودي محمد بن سلمان عند تقديمه للملك عبدالله الثاني بـ ( ملك المملكة العربية الهاشمية ) ، وفي حال تحقق ذلك يعني ( شطب الأردن ) لصالح حل القضية الفلسطينية على حسابه الأردن ؟!
ومن أبرز المؤشرات إلى أن الاردن سيكون له دور كبير في المرحلة المقبلة، بتحويله الى قاعدة عسكرية بتجديد الاتفاقية الأمنية العسكرية الأمريكية لمدة 15 عاما (دون تمريرها على مجلس الامة ) بعد أن أصبحت سارية المفعول في شهرشباط من عام 2021 ، والتي منحت أمريكا السيطرة على 15 قاعدة عسكرية في الأردن ، وأنشأت 12 قاعدة بحرية وجوية للتدريب، وضاعفت اعداد القوات الامريكية الموجودة في الأردن من 3 الاف الى 6 آلاف جندي ، وبموجبها تم نقل الفي جندي أفغاني ( من المنسحبين) الى الأردن ليستقروا ليصبح هذا البلد ( مستقرا وليس ممرا ) ، ونشرت إعلانات في (الصحف الاردنية ) لطلب تعيين (في الوظائف الفنية ) للعمل في بعض تلك القواعد ، يتقنون اللغة الإنكليزية!!.
كما تم ( فك وتركيب ) قواعد عسكرية أمريكية منتشرة في (قطر ،الكويت ،السعودية والامارات ) بعد ان انتهت مهمتها هناك في تدمير ( العراق ، وسوريا واليمن ) ، ونقلها الى الأردن لتكون مهمتها ( محاربة إيران ) ، والتمركز لاستكمال مهمتها المقبلة في محاربة تركيا ، وبذلك تفرض أمريكا سيطرتها على المنطقة بعد اضعافها أكثر مما هي عليه من ضعف وتمزيقها لصالح العدو الصهيوني ، وبذلك تحقق غايتها في محاربة الوجود الروسي في المنطقة عن طريق محاربة ( إيران وتركيا وحزب الله ) او ( بالأحرى الامتداد الشيعي ) ، من خلال المواجهات في ( حرب سنة – شيعة )!!..
وأكدت مخرجات القمة التي هرول (القادة العرب)للمشاركة بها ، أن الغاية منها هي خدمة مصالح أمريكا في منطقة الشرق الأوسط التي تصب لصالح حليفتها إسرائيل بإطلاق العملية العسكرية الجديدة ( المفترضة ) ( ضد إيران ) والمعروفه باسم ( رأس الأخطبوط ) التي ستكون حربا ( إسلامية – إسلامية ) ينفذها (العرب الأقحاح ) وستجني إسرائيل (غنائم الحرب ) ، وصولا الى شرق أوسط جديد بمباركة زعماء العرب البعيدة عن آراء شعوبهم الرافضة للمشاركة في أي مواجهات عسكرية ، عدا عن تعزيز الانقسامات ( العربية- العربية) ، وكل ما سنجنيه في الدول العربية هو استقرار (عروش القادة ) !!
صحيح ان معظم الدول العربية تتراكض لعقد اتفاقيات سلام وإقامة علاقات تطبيع مع العدو الصهيوني، إلا أن الشعوب ما زالت رافضة للتطبيع ، وبذلك يكون القادة ( انسلخوا ) عن شعوبهم بعد ان زادت الهوة بينهم ، بسبب عدم النظر للشعوب التي يحكمونها على أساس ان ( الشعب مصدر السلطات) ، وإنما على أساس ( علاقة نفعية ) للاستمتاع بخيرات الأوطان التي هي بالاصل ملك للشعوب ، وتأمينها لملاذات أمنة ، بعيدا عن (عيون شعوبهم التي لاتقدر تضحيات قادتهم ) ، وبذلك تكون أمريكا وحليفتها إسرائيل يستخدموننا ( الدول العربية ) لنكون الجنود الاوفياء لتنفيذ ( عزل إيران ) ومحاربتها من خلال (جيوشنا وأراضينا )، بعد أن أقنعونا بأن ( إيران اخطر علينا من إسرائيل ) ، لتحتل المركز الأول بالعداوة بعد انتزاعها من إسرائيل ..
ومن أهم ما أفرزته القمة هو أن الخليج العربي منطقة صراع أمريكي تتنازع عليه ضد الصين وروسيا ، خاصة بعد أن أعلن بايدن بكل صراحة من السعودية أنه لا يريد أن يترك فراغا في المنطقة لصالح إيران والصين وروسيا ، ولضمان هيمنتها عليه طرحت مشروع ( ممرات التكامل الاقتصادي ) يتضمن بناء شبكة طرق سريعة دولية وسكك حديدية تربط بين إسرائيل الأردن والسعودية ، لإيجاد اتصال مباشر بين الخليج والبحر الأبيض المتوسط ، وبوشر العمل بالمشروع من الجانب الإسرائيلي والسعودي ، وبقي إتمامه من الجانب الأردني للربط من الحدود السعودية الى الإسرائيلية.
زيارة بايدن ( الذي اعلن صهيونيته )للمنطقة عملت عكس القاعدة المعروفة إن ( عقارب الساعة لا تعود الى الخلف ) ، حيث أعادنا بالعقارب الى وعد بلفور الذي وقع عام 1917 لتأسيس وطن قومي لليهودي في فلسطين، والذي تم تجديده بعد مضي (100 عام ) بالتوقيع على ما عرف ب ( صفقة القرن ) التي دخلت حيز التنفيذ عام 2017.
إن تخصيص الرئيس الأمريكي (45 دقيقة ) لزيارة فلسطين، وتحليلات صحافية عن ( لطع ) رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ل( بايدن ) دقيقتين في سيارته في ( رسالة غير ترحيبية) ، هذا في حال تجرأ على ذلك !! مقابل منح يومان لزيارة حليفتها إسرائيل (لاستكمال الطبخة الاخطبوطية) ، تكون بذلك قد حول أصحاب القضية الأصليين الى ثانونين ، خاصة بعد ان وصف زيارتة الى إسرائيل بأنها (مثل العودة الى الوطن) !! وبعد أن ذرف دموعه وهو يمنح المحتل لقب ( دولة إسرائيل اليهودية المستقلة ) ، وإعلانه تبني الفكر الصهيوني ، ليقول للعالم ليس شرطا أن تكون يهوديا لكي يكون صهيونيا.
الباحث الفلسطيني ومؤسس هيئة ارض فلسطين الدكتور سلمان أبو ستة (وهو من جيل النكبة ) يرى أن دمج إسرائيل بالمنطقة يعطي إسرائيل الحق بأن تفعل بالدول العربية كما تفعل بفلسطين !!..ويجد أنه بعد أن انزلق القادة العرب في هذه المنزلق باتخاذ مواقف دون الرجوع لشعوبهم وموافقتهم عليها ، يأتي الدور على تفعيل ( الدور الشعبي ) ، بأن يقولوا رأيهم ويقودوا الموقف بالتحول من الدور (الغاضب، الرافض ، المتذمر ) الى تنظيم عمل ( صحفي ، برلماني ، ثوري ) ، ليصل صوتهم الى رؤسائهم لينفذوا رغبات الشعوب ..
وبعد مرور 26 ألف يوم على تاريخ النكبة الفلسطينية ، اتضح أن إسرائيل احتلت جميع الدول العربية ( بإرادتها ) عدا فلسطين !!..