اليمن… السعودية تطوي صفحة شرعية الرئيس هادي..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 3134
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

صلاح السقلدي

بعد أن طوى التحالف العربي والمملكة العربية السعودية بالذات- صفحة الرئيس اليمني منصور هادي مساء الاربعاء، ومن قبله حكومة المهندس خالد بحاح التي نصت قرارات أممية منذ عام ٢٠١٤م بأنها الى جانب الرئيس هادي يمثلان السلطة الشرعية اليمنية المعترف بها. نقول أنه طالما وقد طوت السعودية صفحة هذا الرئيس وحكومته السابقة والحكومات التي أتت بعدها فإن مشروعية وجود هذا التحالف قد انتفت تماما، بعد أن ظل  يستمد مشروعية وجوده ومشروعية الحرب(عاصفة الحزم)) من وجود ذلك الرئيس وحكومته وشرعيتها.

وبعد ان ذهبا يكون التحالف قد فقد صفة وجوده ومشروعية حربه تماما،وطفق يتلمس ردوب الخروج. وهذه حقيقة ادركتها السعودية أو من المنتظر ان تدركها. فبعد أن أنجزت عملية إصلاحات وغربلة معسكر حلفائها اليمنيين عبر مشاورات الرياض الأخير وشكلت سلطة جديدة موسعة من وكافة الأطياف المؤيدة لها ومنها المجلس الانتقللي الجنوبي باسم( مجلس القيادة) فهي اي المملكة بهكذا عمل تكون قد قطعت نصف مسافة خط العودة، ولم يبق لها إلا تتويج ذلك بمفاوضات بين معسكرها المستحدث وبين الطرف الرئيس الآخر بهذا الصراع( الحركة الحوثية)، وبالفعل فقد شرعت الرياض من الوهلة الاولى لإعلان ظهور مجلس القيادة بدعوته للتوجه لإطلاق مفاوضات مع الحركة الحوثية لتحقيق السلام باليمن- بحسب تلك الدعوة-وليس لاستئناف محاربة وهي بهكذا دعوة للتفاوض مع الحوثيين تكون قد كشفت عن عدة مكامن كانت خلف الحجب:

– ان الغرض من تشكيل ذلك المجلس كان لتوحيد معسكرها سياسيا كفريق متجانس بدلا من حالة التشظي الذي يمزقه، وذلك للدخول بفريق موحد فوق طاولة الحوار مع الحوثيين وليس لمواصلة قتالهم.

ان السعودية أجرت وتجري حوارات من خلف الكواليس مع الحوثيين في مسقط بوساطة عمانية واشراف اممي، وقد حقق الطرفان السعودي واليمني الحوثي تقدما كبيرا واختراقا غير متوقعا تمثل بعدة خطوات غاية بالأهمية كاتفاق  على وقف اطلاق الذي ما يزال صامدا حتى اللحظة، وفتح المطارات ومنها مطار صنعاء وإبعاد الرييس هادي ونائبه الخصم اللدود للحركة الحوثية اللواء محسن الأحمر إنفاذاً لشروط الحركة الحوثية لوقف الحرب، وتهدئة الخطاب الإعلامي السعودي تجاه صنعاء، وإطلاق الاسرى وسواها من الخطوات المهمة التي تشي بتنامي منسوب عامل الثقة بين الجانبين، وما طلب المملكة للمجلس الرئاسي اليمني المُـشكّـل حديثا بإطلاق مفاوضات مع هذه الحركة  إلّا استكمالا لتلك الخطوات السابقة التي اجرتها الرياض مع الحوثيين بعيدا عن الإعلام في مسقط.وفي حال نجاح تلك المفوضات وهي على الارجح ستنجح ولو بصعوبة تكون السعودية قد شارفت على الخروج من هذا المازق ومغادرة كابوس الغرق برمال اليمن المتحركة، وستكتفي بما حققته لها من أهداف ومكاسب غير معلنة باليمن، مثل تدمير القدرة العسكرية اليمنية وسحق التهديد اليمني الوجودي للمملكة على تخوم جبتها الجنوبية، وترسيخ حضورها على الارض بعد محفظات استراتيجية وتدمير الاقتصاد اليمني وجعل القرار اليمني بالتالي رهينة المساعدات السعودية لانتشال هذا الوضع الاقتصادي واعادة الإعمار ولملمة ما تمزق من نسيج وطني واجتماعي متهالك. فتخلي السعودية عن شرعية الرئيس المنصرف هادي والذي سيعني هذا التخلي فقدان السعودية لمبرر وجودها وشرعية حربها باليمن امام المجتمع الدولي  يعني بالضرورة ايضا ان السعودية قد عقدت العزم حقا على طي صفحة الحرب الى الأبد، وتجاوزت- أو توشك- بذلك تجربة هي الأشد مرارة والأكبر خطورة في تاريخ المملكة منذ تأسيسها.

صحافي من اليمن-عدن.