حرب اليمن تدخل عامَها الثامن باستراتيجيّة تصعيد جديدة أبرز عناوينها نقل الحرب إلى بيت المُواطن السعودي..
عبد الباري عطوان
شنّت القوّات المسلّحة اليمنيّة التابعة لتحالف حركة “أنصار الله” الحوثيّة هجمات بالصّواريخ والطّائرات المُسيّرة على أهدافٍ نفطيّة في العُمُق السعودي اليوم “احتفالًا” بدُخول الحرب على اليمن عامَها الثامن الذي يُصادف غدًا السبت، عندما انطلقت طائرات “عاصفة الحزم” لقصف صنعاء ومُدن يمنيّة أخرى تحت عُنوان إعادة “الشرعيّة” التي يُمثّلها الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يُقيم مُنذ ذلك التّاريخ في أحد فنادق الرياض.
العميد يحيى سريع النّاطق الرسمي باسم هذه القوّات قال في تصريحاتٍ مُصوّرة بثّها اليوم “نفّذنا عمليّة كسْر الحِصار الثالثة بضرباتٍ صاروخيّة باليستيّة ومُجنّحة وسِلاح الجو المُسيّر استهدفت مُنشآت شركة أرامكو النفطيّة في جدّة، ومُنشآت أخرى حيويّة في الرياض، ومصفاة رأس التنورة وأخرى في مدينة رابع، وثالثة ورابعة في كُل من جيزان ونجران الجنوبيّتين.
تكثيف الهجمات الصاروخيّة والمُسيّرة (ثلاث هجمات في أقل من عشرة أيّام) يعكس استراتيجيّة “حوثيّة” جديدة لكسْر الحِصار الذي يفرضه التحالف السعودي الإماراتي على اليمن، ويشمل إغلاق المطارات ووقف شُحنات الوقود، والاحتياجات الصحيّة والمعيشيّة الرئيسيّة التي تهدف إلى مُضاعفة مُعاناة أكثر من 25 مِليون يمني، ومُحاولة لفت انتِباه الرأي العام العالمي ومنظّماته الإنسانيّة لمأساة الشعب اليمني من خِلال هذه الغارات على المُنشآت النفطيّة السعوديّة، ممّا يُؤدّي إلى التّأثير سلبًا على الإمدادات النفطيّة إلى المُستهلكين في العالم الغربي أوّلًا، وزيادة أسعار برميل النفط ثانيًا ممّا ينعكس سلبًا على الاقتِصاد العالمي، ونقل الحرب إلى داخِل بُيوت المُواطنين السعوديين.