المبادرة السعودية الميتة لن تخرج المملكة من المأزق اليمني

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2959
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الكرار المراني
جاءت المبادرة السعودية لتُرفض لعلم صانعيها إن الجانب اليمني لا يمكن إن يقبل بها خصوصاً بعد تأكيد كبير المفاوضين اليمنيين ورئيس الوفد الوطني المفاوض الأستاذ محمد عبدالسلام على إيقاف العدوان ورفع الحصار على مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة قبل أي حوار أو مفاوضات وفصل الملف الإنساني الذي يخص عشرات الملايين من اليمنيين وهو حق مشروع حفظته لهم شرائع السماء وقوانيين الأرض عن الملف السياسي الذي يمكن الأخذ والعطاء فيه وتقريب وجهات النظر حتى الوصول إلى حل شامل لكافة القضايا العالقة.
أخطأت السعودية الحسابات منذ إعلانها عدوانها على اليمن من واشنطن والذي اسمته “عاصفة الحزم” في مارس 2015 في مرحلة حساسة من تاريخ اليمن، حيث كانت الأطراف السياسية اليمنية قاب قوسين أو أدنى من التوقيع على إتفاق سياسي أتفقت عليه الجميع حسب شهادة المبعوث الدولي لليمن آنذاك السيد جمال بن عمر في إحاطته الاخيرة في مجلس الأمن، العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الذي بدأ بدون مبررات واسباب حقيقة بل كانت تتغير الأهداف للحرب العدوانية على اليمن على حسب الظروف ومطلبات السياسة، فبدأت بحجة إعادة الشرعية ثم سرعان من جاء الحديث عن إعادة اليمن إلى الحضن العربي قبل إن يتضح إن الحضن العربي المزعوم هو الحضن العبري الذي اعلن تحالف العدوان على اليمن التطبيع وخيانة القضية الفلسطينية المركزية للأمة العربية والإسلامية.
قبيل دخول السنة السابعة من عمر الحرب العدوانية وصلت السعودية ومن معها من تحالف العدوان طريق مسدود في حربها الظالم، وهي واقعة تحت حرج كبير جرى التصعيد الغربي على جرائمها الوحشية بحق الإنسان في اليمن، فيما هي من جهة أخرى، تتعرض لأعنف الضربات الصاروخية والطيران المسير اليمني الذي غير معادلة المواجهة واثبت فعاليته في الميدان وافشل أحدث منظومات الدفاعات الجوية التي تمتلكها المملكة ودفعت قيمتها مئات المليارات من الدولارات.
مع العام السابع اطلقت السعودية المبادرة المزعومة، والتي هي في مجملها ترسخ الوصاية والتعامل مع اليمن كإمارة سعودية، وليس دولة مستقلة، فوضعت السعودية شروطها العنجهية بكبر وغطرسة حد الاشتراط إنها هي من تختار إدارة مطار صنعاء، ولا يحق لأي مسافر السفر إلا بعد إرسال طلب للرياض للموافقة، ومن ثم بعد ذلك هي تحدد الجهة التي تسافر لها، هذه الشروط المجحفة التي لا يمكن لإنسان سوي القبول بها، هذا وسبق وقدمتها الأمم المتحدة ورفضها الوفد الوطني وقدمها المبعوث الأمريكي ورفضت ولمعرفة السعودية إنها ستُرفض قدمتها.
من خلال ذلك يتضح عدم إستعداد السعودية للسلام وإنها فقط تراوغ لأجل كسب الوقت والرهان على خيارات فاشلة، لذلك جاءت المبادرة لأجل تحسين صورتها امام العالم الخارجي وحشر صنعاء في دائرة ضيقة وإظهارها إنها المعرقلةولا تريد السلام لكن جاء رد الاخيرة واضح وصريح لن نقبل اي مبادرات ولن ندخل في مفاوضات قبل فصل الملف الإنساني عن الملف السياسي ما لم ستستمر ضرباتنا على النفط حتى لو كان يغذي العالم بكله.
من ناحية إختيار التوقيت كانت تظن المملكة إنها بإعلانها المبادرة قبل حلول الذكرى السادسة لعدوانها بأيام ستحرج صنعاء التي دأبت على إستهداف مكثف وكبير للمملكة في كل ذكرى سنوية للحرب عليها، لكن الرياض أخطأت التقدير حين ظنت إنها بذلك الإعلان الوقح ستحمي نفسها ومصالحها من المارد اليمني، لذلك جاء الرد اليمني في عملية نوعية أطلقت عليها القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية إسم “عملية يوم الصمود الوطني” نفذتها ‏بثماني عشرة طائرة مسيرة وثمانية صواريخ باليستية، استهدافت مقرات شركة ارامكو في رأسِ التنورة، ورابغ، وينبع، وجيزان وقاعدة الملك عبدالعزيز بالدمام باثنتي عشرة طائرة مسيرة نوع صماد3 وثمانية صواريخ باليستية نوع ذو الفقار وبدر، وسعير، فيمل ‏استهدافت  مواقعَ عسكرية أخرى في نجران وعسير بست طائرات مسيرة نوع قاصف 2k.
كانت عملية يوم الصمود وقبلها عمليات توازن الردع كافية لكل ذوي لب وعقل راجح في المملكة إلى إعادة مراجعة حسابات بعد الإخفاقات الكبيرة التي مُنيت بها السعودية في حربها الخاسرة على اليمن، لكن يبدو إن المملكة وقيادتها المراهقة مصرّة على مواصلة عدوانها البربري الذي لم تحقق من أهدافه شيء سوى مزيد من الهزائم والخسائر الفادحة التي تتعرض لها جرى الإستهداف المتواصل لعصب الإقتصاد السعودي “ارامكو” وخروج مطارتها المستمر عن الخدمة لعدة ساعات كل يوم.
صحفي وإعلامي يمني