الخليج بين الدورة والقمة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 3564
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ماجد محمد الأنصاري
كان لحضور الأمير نهائي البطولة وتكريمه للفريقين السعودي والبحريني أثرا إيجابيا كبيرا محلياً وخليجيا.
لا بد من التحذير من التفاؤل المفرط فحتى الآن لا يبدو أن هناك صيغة واضحة لاتفاق حول إنهاء الأزمة.
لقاء الجماهير ببعضها البعض على أرض قطر أثبت لكل متربص أن خليجنا على المستوى الشعبي ما زال واحدا.

* * *
مثلت دورة كأس الخليج التي اختتمت مؤخراً في الدوحة بصيص أمل بعد قرار اللحظة الأخيرة بالمشاركة من قبل السعودية والإمارات والبحرين، وبعيداً عن المواقف السياسية شهدنا صوراً جميلة تذكرنا بأن خليجنا واحد وشعبنا واحد، فعندما رفع الحجاب عن الشعوب وسمح لها بالتواصل الطبيعي ولو لأيام قليلة وجدنا كل الود والأخوة.
وكان لحضور حضرة صاحب السمو الأمير نهائي البطولة وتكريمه للفريقين السعودي والبحريني الأثر الإيجابي الكبير محلياً وخليجياً، وبعد هذه النفحات الإيجابية بأيام قليلة تأتي القمة الخليجية الثالثة بعد بدء الأزمة فهل تكون نقطة تحول في مسار الأزمة؟
بطبيعة الحال كل هذه الأحداث تجري في ظل التقارير والتصريحات حول مفاوضات بين الدوحة والرياض، هذه المفاوضات وكما قال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وصلت لمرحلة متقدمة وتجاوزت المطالب الثلاثة عشر التعجيزية.
بل إن مشاركة منتخبات الحصار يبدو أنها جاءت في إطار هذا التفاوض وكدعم له، هذه الأجواء رفعت سقف التوقعات بالنسبة للقمة الخليجية، تكلمت بعض التقارير عن احتمالية حدوث انفراجة كبرى في هذه القمة أو حتى قبلها.
ولكن مع وصولنا ليوم عقد القمة لا توجد مؤشرات على حدوث ذلك، فلم تتخذ أي إجراءات على الأرض تنهي القطيعة أو ترفع الحصار ولا صدرت بيانات من الأطراف تفيد بإنجاز اتفاق، وبالتالي لا يبدو أن هذه القمة ستكون مختلفة عن سابقتيها.
من الناحية القطرية تستمر قطر في التزامها بالمشاركة في هذه الاجتماعات وفي الحضور الإيجابي في القمم الخليجية ولكن لا يتصور أن يحضر الأمير القمة في الرياض دون حدوث انفراجة ملموسة في إطار المصالحة، وحتى الآن لم تقدم الرياض ولا أي من حلفائها أي مبادرة على الأرض تحقق أدنى شروط مشاركة قطرية على مستوى القيادة في هذه القمة.
ولكن الإرهاصات لاتفاق بين قطر والسعودية على الأقل بدأت تتزايد، فهناك المراسلات المتبادلة عبر الكويت والتصريحات المتفائلة على لسان بعض المسؤولين الخليجيين وخاصة وزيري خارجية الكويت وقطر، ولعل ذلك يأتي في إطار حراك سعودي يستهدف إغلاق الملفات العالقة في المنطقة.
ولكن في الوقت نفسه لابد من التحذير من التفاؤل المفرط فحتى الآن لا يبدو أن هناك صيغة واضحة لاتفاق حول إنهاء الأزمة ولا توجد تغيرات على الأرض تشير إلى اقتراب موعد اتفاق من هذا النوع، المؤكد هو أن الموقف القطري يبقى كما هو داعياً ومرحباً بالحوار ورافضاً للإملاءات والتدخل في الشؤون الداخلية.
بين المشاهد التي أعادت للأذهان خليج ما قبل الأزمة في كأس الخليج ومشاهد المشاركة متفاوتة المستويات في قمة الرياض يبقى المواطن الخليجي في حالة ترقب لمستقبل المنطقة.
اليوم نحن أكثر تفاؤلاً بنور يشع في نهاية النفق المظلم ولكننا نتفاءل بحذر تعلمناه في تجاربنا مع هذه الأزمة، وأياً كان اتجاه الأحداث فإن لقاء الجماهير ببعضها البعض على أرض قطر أثبت لكل متربص أن خليجنا على المستوى الشعبي على الأقل ما زال واحداً.

* د. ماجد الأنصاري أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة قطر

المصدر | الشرق القطرية