السعودية بين دراسة مبادرة السلام ومسارعة الخطى نحو التصعيد لتحسين موقعها التفاوضي
عدنان علامه
تصدرت الاخبار أمس قبول السعودية دراسة المبادرة اليمنية. وبما أن المنطق يفرض علينا مراقبة الأفعال وليس الأقوال. فقد تم أمس تسجيل صد 4 زحوفات ضخمة حسب تصريح المتحدث بإسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع :-
“قوى العدوان واصلت تصعيدها خلال ال 48 ساعة الماضية بشن أربعة زحوفات مكثفة باتجاه مواقع قواتنا في عسير وجيزان ومديرية نهم مع تغطية جوية متواصلة بطيران الأباتشي في الحدود وشن الطيران الحربي 6 غارات جوية في الحدود ونهم” .
وكما يقال فأن المكتوب يقرأ من عنوانه. فلا يزال تحالف العدوان يشدد الحصار على كافة المنافذ البحرية والبرية والجوية. كما أنه لا يزال يحتجز سفن المواد النفطية ويمنعها من دخول ميناء الحديدة وسط صمت مطبق من قوات الأمم المتحدة. وللعلم فأن إستعمال اي وسيلة تؤدي إلى معاناة الشعب وتجويعه للحصول على تنازلات سياسية يعتبر جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. ولا يعتبر الإفراج عن السفن المحملة بالمواد الغذائية المشتقات النفطية بادرة حسن نية،بل هو إقرار بالحق المشروع للشعب اليمني. وإن الإستمرار في إحتجاز السفن هو إمعان في التسبب بالمزيد من سقوط الضحايا المدنيين في زمن الحرب والتي من المفترض أن تشملهم القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن الناجم عن إتفاق السويد. فلا تزال مدينة الدريهمي تحت الحصار المطبق. وإن هذا الصمت المشبوه للأمم المتحدة وإمتناعها عن التحرك الميداني لتأمين المساعدات الغذائية والدواء الفورية بحسب كافة التقارير الذي يرفعها المسؤولين الأمميين عن الحالة الكارثية التي وصلت إليها الأوضاع في اليمن يضعها في خانة التآمر مع قوات تحالف العدوان على الشعب اليمني.
وقد تم تزامن إحتجاز سفينتين نفطيتين جديدتين بعد الحديث عن دراسة المبادرة اليمنية وبذلك إرتفع عدد السفن النفطية التي تحتجزها قوى تحالف العدوان دون وجه حق إلى9.
وقال مصدر مسؤول في شركة النفط اليمنية بأن الإحتجاز تم بكل عنجهية وإجرام.وأضاف المصدر بأن تحالف العدوان لم يأبه بالتحذيرات التي أطلقتها الشركة ومختلف القطاعات الحيوية.
وقد نسبت رويترز نية السعودية لدراسة المقترح أو نية إنسحاب بن سلمان من اليمن إلى مسؤول إقليمي وديبلوماسي أوروبي. كما نسبت تراجع الغارات إلى مصادر. فمن ناحية مهنية بحتة هذه الأحاديث لا قيمة إعلامية او مصداقية يعتّد بها. فيجب تحديد المصدر ليكون للخبر قيمة ومصداقية ولا يمكن التراجع عنه.
وأما الكلام الذي يعوّل عليه هو ما قاله بن سلمان وما غرّد به نائبه خالد بن سلمان حين غرّد ” إن المملكة تنظر بإيجابية إلى التهدئة التي أعلنت من اليمن.
وقال محمد بن سلمان مؤخراً إن السعودية منفتحة على كل المبادرات من أجل حل سياسي في اليمن (الجزيرة).
وهذا الإنفتاح والنظر بإيجابية كلام ديبلوماسي بإمتياز ولا يرقى صراحة إلى القبول بشروط المبادرة. وتبقى العبرة بالتنفيذ. وأنقل لكم حرفية ما نقلته رويترز والذي يبدو إنها تسريبات لا أكثر لتهدئة الأجواء المحتقنة اَأو لتجميل صورة بن سلمان.
فقد نقلت وكالة رويترز عن مصادر دبلوماسية ومطلعة “أن السعودية تدرس بجدية وقف إطلاق النار في اليمن” . وذكر دبلوماسي أوروبي “أن ولي العهد محمد بن سلمان يريد الخروج من اليمن، لذا علينا أن نجد سبيلا له للخروج مع حفظ ماء الوجه”.
ونقلت الوكالة عن مصدرين “أن الضربات الجوية السعودية على مناطق الحوثيين في اليمن تراجعت بشكل كبير، وأن هناك ما يدعو للتفاؤل بشأن التوصل إلى حل قريبا” .
وقال مسؤول إقليمي مطلع” إن السعوديين يدرسون عرض الحوثيين الذي يستخدمه دبلوماسيون غربيون لإقناع الرياض بتغيير المسار” . وأردف المصدر قائلا “يبدو أنهم منفتحون عليه”.
فالخطوات العملية لترجمة هذا الإنفتاح والإيجابية هي الفيصل. ويجب ان تكون عبر وسيط نزيه يحظى بثقة القوات المسلحة واللجان الشعبية.
فهل سيقرأ مصادر القرار في السعودية جيداً نتائج وأبعاد عملية “نصر من الله” ويأخذوا العبر ويجنحوا إلى السلم: لأن تسمية العملية ليست عبثية. فالآية الكريمة هي نتيجة ولها تتمة. لذا آمل التدبر جيداً في سياق آيات سورة الصف . لأنه إذا لم يتم وقف العدوان والحصار. وتنفيذ الإنسحاب الشامل والكامل دون قيد أو شرط؛ والتعهد بعدم التدخل بالشؤون اليمنية؛ فأن أتباع النهج القرآني سيطبقون تكملة الآية الكريمة: {وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}(الصف-13).
وإن غداً لناظره قريب